من نصائح المسيح الموعود عليه السلام لجماعته

يقول المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ناصحاً جماعته:

يجب على أفراد جماعتي .. أن يصغوا إلى وصيتي هذه جيدا؛ أنّ الهدف من انضمامهم إلى هذه الجماعة وتعهدهم معي بالولاء والطاعة هو أن يبلغوا أعلى مستوى في الأخلاق الحسنة والسعادة والتقوى، وألا يقربوا الفساد والشر، وسوء الخُلق في تصرفاتهم. وعليهم أن يؤدوا الصلوات الخمس جماعةً؛ ولا يتفوّهوا بكلمة كذب، ولا يؤذوا أحدًا بلسانهم. عليهم ألا يُذنبوا بارتكاب رذيلة، ولا تخطرنّ ببالهم فكرة بأيّ أذى أو ظلم أو فتنة. عليهم أن يجتنبوا كلّ شكل من أشكال المعاصي والجرائم ومن كل ما نهينا عنه من أهواء النفس والأفعال والأقوال والأعمال غير المشروعة. وعليهم أن يكونوا عباد الله عزّ وجلّ، طاهري القلوب، حلماء متواضعين. وعليهم ألا يسمحوا لأيّة بذرة سامّة أن تنموَ وتزدهر في تربة نفوسهم. … يجب أن يكون التعاطف مع الجنس البشري هدفهم الأول، وأن يتّقوا الله عزّ وجلّ ويخشوه. يجب أن يحفظوا ألْسِنَتَهم وأيديهم وأفكارهم من كلّ نوع من الرجس، أو مما يُنافي الأخلاق. وعليهم أن يجتنبوا التمرّد أو الخيانة. … إنه لمقام شكر الله تعالى أن من مبادئنا نحن المسلمين ألا نكذّب نبياً من الأنبياء الذين انتشرت فِرقهم وأقوامهم وأممهم في العالم بكثرة لأن الله تعالى لا يهب للمفتري عزّة بحسب مبدئنا الإسلامي أن يصير مقبول الخلائق مثل نبي صادق ويؤمن به آلاف الفِرق والأقوام ويستتب دينه في الأرض وينال عمرا طويلا. لذا يجب أن يكون من واجبنا أن نؤمن بأنبياء جميع الأقوام كرسل صادقين ادّعوا الإلهام ونالوا قبولاً في الخلائق واستتب دينهم في الأرض سواء أكانوا من الهند أو الفُرس أو من الصين أو العبرانيين أو قوم آخرين. وإذا تطرّق إلى أممهم أمور تتنافى مع الحق فيجب أن نعدّها أخطاء وجدت سبيلها إليها فيما بعد. هذا مبدأ جميل وجذاب يمكن لكل شخص أن يجتنب نتيجة العمل به كل نوع من سوء الكلام وإساءة الأدب. والأمر الحق في الواقع هو أن الله تعالى لا يهب نبياً كاذباً قبولاً بين عشرات الملايين من الناس ولا يعطيه عزّة تُعطى للصادقين. ولا يمكن أن يستتب قبوله إلى قرون وعصور طويلة قط، بل تتفرق جماعته شذرا مذرا سريعا، وتتمزق لحمتها وسداها. فيا أيها الأحبة، اعتصموا بهذ المبدأ بقوة، عاملوا الأمم كلها برفق فإن الرفق يزيد العقل، والحِلم يؤدي إلى نشوء أفكار عميقة. ومن لم يختر هذا الطريق فليس منا.

إعلان 5/2/1898م.


ولا تهمّوا بإيذاء أي شخص من أي دين أو قوم أو جماعة، وكونوا للجميع من الناصحين المخلصين. واحذروا أن يكون أيُّ مؤذٍ أو فاسد أو شرير أو متمرِّد فاسق أو سيئ السلوك واحدًا من أصحابكم أو المقيمين بينكم؛ لأنّ مثل هذا الشخص يمكن أن يكون سبب عثاركم في أيّ وقت. هذه هي القضايا والشروط التي ظللت أحثّكم عليها منذ البداية، ومن واجب كلّ فرد من جماعتي أن يعمل بهذه الوصايا كلها. ويجب ألا يجد السلوك السيئ والسخرية والاستهزاء طريقا إلى مجالسكم. امشوا على الأرض بقلوب طيبة، وطبائع نزيهة، وأفكارًا نقية. اعلموا أنه ليس كلّ شرّ جديرًا بالمواجهة، لذلك عليكم أن تعوّدوا أنفسكم على العفو والصفح في معظم الأحيان، واتخذوا من الصبر والحلم منهجًا لكم. لا تُهاجموا أحدًا بغير وجه حق، وكونوا مسيطرين على انفعالاتكم سيطرة كاملة. وإذا دخلتم في نقاش أو بحث دينيّ، فيجب أن يكون حواركم متسما بلطف وأسلوب حضاري. وإذا أساء إليكم أحد فانسحبوا من مثل ذلك المجلس بإلقاء السلام عليه. إذا ما اضطُهدتم أو شُتمتم، فاعلموا أنّ عليكم ألا تُقابلوا الحماقة بالحماقة، وإلا فإنّكم ستكونون مثلهم. يريد الله عزّ وجلّ أن يجعلكم جماعة تكون أسوة في الصلاح والصدق للعالم كلّه، فسارِعوا إلى إبعاد كلّ من هو مثال للشر والأذى والاستفزاز والسلوك السيئ من صحبتكم. إنّ مَن لا يستطيع الإقامة بيننا بالتواضع والصلاح والتقوى والحلم ولطيف الكلام وحسن الطبع والسلوك، فعليه أن ينفصل عنّا بسرعة، لأنّ الله لا يريد أن يبقى مثل ذلك الشخص بيننا، وسيموت هذا في بؤس وشقاء لعدم التزامه بسبيل الصلاح. ولذلك فاحذروا! وكونوا طيّبي القلب متواضعين أتقياء حقاً. ستُعرفون من خلال التزامكم بالصلوات الخمس ومن الحالة الأخلاقية العالية. ومن كانت فيه بذرة الشرّ فلن يقدر على الالتزام بهذه النصيحة. فلتكن قلوبكم بريئة من الزيف وأيديكم بعيدة من الظلم وأن تكون عيونكم نزيهة من النجاسة وألا يكون داخلكم شيء إلا الصدق ومواساة الخلائق. …الحق أن المزرعة التي تُعَدّ وتُهيّأ بالجهد والمشقة تنبت فيها الطفيليات أيضا التي تجدر بالإتلاف والحرق، كذلك جرت سنة الله دائما ولا تخرج عنها جماعتي أيضا. وأعلم جيدا أن الذين دخلوا في جماعتي على وجه الحقيقة جعل الله تعالى طبائع قلوبهم تنفر من السيئة وتحب الحسنة، وآمل أنهم سيُبدون نموذج حياتهم الحسنة للآخرين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إعلان 29/5/1898م.

نصائح المسيح الموعود