من هو والد سيدنا إبراهيم عليه السلام؟
يذكر الكتاب المقدس أن اسم أبي ابراهيم عَلَيهِ السَلام هو تارح: «وَهَذَا هُوَ سِجِلُّ مَوَالِيدِ تَارَحَ: وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطاً.» -التكوين 11:27. وكذلك في الإنجيل ورد بنفس اللفظ أو تقريباً: «بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ، بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ تَارَحَ، بْنِ نَاحُورَ.» -لوقا 3:34. وورد في ترجمة جورج سيل للقرآن (George Sale’s Qur’an) أن التلمود يسميه “زاره” بينما يسميه أعظم مؤرخي الكنيسة “يوزيبوس” يسميه “آثر”. وقد لعبت اللغات اليونانية والفارسية والآرامية والعبرية دوراً في تغيير الألفاظ. كل ذلك يدل على عدم وجود إجماع أو اتفاق بين اليهود أنفسهم على اسم والد إبراهيم عَلَيهِ السَلام. لا بد أن يوزيبوس الذي يعد أعظم مؤرخي الكنيسة بلا منازع له أسبابه التي دفعته لعدم اعتماد لفظ تارح في التوراة والأناجيل وزارح في التلمود فاختار لفظ “آثر” الذي هو متطابق مع اللفظ القرآني “أزر” مما يدل على دقة اللفظ في القرآن الكريم. وهذا الذي يحرم خصوم القرآن الكريم النصارى من أي حجة ضد اللفظ القرآني “آزر” لأبي إبراهيم عَلَيهِ السَلام. وإذا عدنا إلى لفظ “زاره” في التلمود فسنجده قريباً من “آزر” الذي ذكره القرآن الكريم مما يدل على موثوقية ودقة الألفاظ القرآنية.
هل آزر هو ابو سيدنا ابراهيم عليه السلام؟
لقد أطلق القرآن الكريم على “آزر” لقب “أب” “لإبراهيم” كما في قوله تعالى: ﴿وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّين﴾ الشعراء: ٨٧. وينطبق لفظ “أب” في اللغة العربية على الوالد والجد والعم الخ. وقد أطلق القرآن الكريم كذلك على إسماعيل لقب الـ “أب” ليعقوب كما في قوله تعالى: ﴿أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ البقرة : ١٣٣، مع أن إسماعيل في الحقيقة هو عَم يعقوب لا والده. ويتضح من القرآن الكريم أن “آزر” الذي لقب بأبي إِبْرَاهِيمَ ليس هو والده في الحقيقة. وكان إبراهيم عَلَيهِ السَلام قد وعد أباه “آزر”أن يدعو الله تعالى ليغفر له، ولكنه لما أيقن أنه عدو الله امتنع عن الاستغفار له وهذا الامتناع كان بإرادة الله ﷻ كما في قوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ﴾ التوبة : ١١٣. ولكن مع ذلك فإننا نجد إبراهيم عَلَيهِ السَلام يدعو لوالده ويستغفر الله له حيث ورد اللفظ “والد” لإبراهيم في القرآن الكريم لأول مرة وذلك ليشير إلى الأب الحقيقي كما في قوله ﷻ: ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ إبراهيم : ٤٢. إن هذا ليشير إلى أن “آزر” الذي وصف بأب ابراهيم هو في الحقيقة شخصاً آخر وليس والده. أقرب الآراء هي أنه والده، وهذا الرأي الأقرب تدعمه نصوص الكتاب المقدس أيضاً حيث جاء في سفر التكوين أن إِبْرَاهِيمَ تزوج من سارة ابنة “تَارَح”: «وَهِيَ بِالْحَقِيقَةِ أُخْتِي، ابْنَةُ أَبِي، غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتْ ابْنَةَ أُمِّي فَاتَّخَذْتُهَا زَوْجَةً لِي.» (التكوين 20:12)، مما يقطع بأن تارح ليس بوالده حيث من المستحيل أن يتزوج إبراهيم عَلَيهِ السَلام أخته الحقيقية. وهذا أيضاً يدل بأن إِبْرَاهِيمَ بعد وفاة والده تولى أمره عمه “آزر” أو “آثر” الذي أعطاه ابنته سارة كزوجة له. وبسبب تربية “آزر” لإبراهيم فقد اعتبر أباً له وهو أي إبراهيم إبنه، ومن هنا نشأ الاعتقاد الخاطئ حول كون “آزر” هو أبو إبراهيم عَلَيهِ السَلام. يتضح من نصوص التلمود أن “آزر” كان ظالماً يضطهد إِبْرَاهِيمَ عَلَيهِ السَلام حتى إنه سلّمه إلى الملك بسبب كسره للأصنام. وهذا أيضاً دليل على عدم كون “آزر” والد إبراهيم، فالأب الحقيقي لا يمكن أن يتخذ مثل هذا التصرف فيسلم إبنه ليحاكَم ويُحرق حياً أو يُعدم على أي حال. كل هذه الأدلة تؤكد أن آزر ليس هو والد إبراهيم عَلَيهِ السَلام.
(مستلهم من التفسير الوسيط، سورة الانعام)
تارح هو الوالد الحقيقي لسيدنا إبراهيم عليه السلام وليس آزر
………….
وتارح وزوجته والدا سيدنا إبراهيم عليهم السلام ، يجب أن يكونا مؤمنين ومُوحدين ، ولا يمكن ومن المُستحيل أن يكونا كافرين أو مُشركين ، وكذلك بالنسبة لوالدي رسول الله سيدنا مُحمد ، لأن سلسلة الإصطفاء لا يمكن أن تُكسر بوجود كافرٍ أو مُشرك فيها ، ، ولن يسمح الله بذلك ، منذُ والدينا آدم وحواء عليهم السلام ، وانتهاءً وإستمراراً لنسل رسول الله بإبنته فاطمة الزهراء عليها سلامُ الله… {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }النمل59… وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ….ولا يمكن أن يكون آزر والده أياً كان هو بالنسبة لهُ… وعلى الأغلب فآزر هو سيد القوم وقد يكون عمهُ ولهُ فضلٌ عليه ، وهي الآية الوحيدة التي ربط الله فيها لأبيه آزر حتى يُبين بأنه ليس والده { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74 ، ولو كان والده لما ذكر الله إسمه…وكذلك يقول الله سُبحانه وتعالى .
………………..
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم46…لا يوجد والد يُهدد إبنه بأنه سيرجمه
…………..
ومن أصر على أن آزر هو والد سيدنا إبراهيم ، هو لا علم لهُ بالإصطفاء ، وهو إصرار على تكفير والدي رسول الله ، فعنده كما هو والد إبراهيم كافر والعياذُ بالله فوالد مُحمد كافر” وحاشى “…هذا هو منطق الجهلة ممن لم يعرفوا رسولهم فهم لهُ مُنكرون .
……………..
ومما ورد في التوراة توضيح من هو والد سيدنا إبراهيم عليه السلام
………..
ففي سفريشوع { 24 : 2 }
………….
” وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ، وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى ”
………..
أي أنهم” تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ ” هاجروا وتركوا آزر وقومهم وما يعبدون من دون الله وتوجهوا لعبادة الله على غير ما يعبُد آزر وقومه
………….
وفي سفرالتكوين{ 11 : 25- 32 }
………..
” وعاش ناحور تسعا وعشرين سنة وولد تارح . وعاش ناحور بعد ما ولد تارح مئة وتسع عشرة سنة، وولد بنين وبنات . وعاش تارح سبعين سنة ، وولد أبرام وناحور وهاران . وهذه مواليد تارح : ولد تارح أبرام وناحور وهاران. وولد هاران لوطا . ومات هاران قبل تارح أبيه في أرض ميلاده في أور الكلدانيين . واتخذ أبرام وناحور لأنفسهما امرأتين: اسم امرأة أبرام ساراي ، واسم امرأة ناحور ملكة بنت هاران ، أبي ملكة وأبي يسكة . وكانت ساراي عاقرا ليس لها ولد .وأخذ تارح أبرام ابنه ، ولوطا بن هاران ، ابن ابنه ، وساراي كنته امرأة أبرام ابنه ، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان . فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك . وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. ومات تارح في حاران ”
………….
من هذا النص والنص السابق يوضحان بأن إبراهيم (أبرام) هو إبن تارح إبن ناحور…وأن الذين خرجوا وهاجروا من آور وهي أرض الكلدانيين التي فيها آزر ، وتركوا آزر وقومه هُم تارح والد سيدنا إبراهيم ، وإبنه إبراهيم وزوجته سارة ، وسيدنا لوط إبن إبنه…توجهوا لأرض فلسطين أرض الكنعانيين العرب…وهؤلاء كُلهم مؤمنون بما فيهم تارح وهاجروا بأمر من الله ، بعد أن تبرؤا من آزر ومن قومهم ومما يعبدون….حيث يقول الله ، بأن من كانوا مع سيدنا إبراهيم بما فيهم والده تارح.
…………………..
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ
………………
وَالَّذِينَ مَعَهُ
…………………
من هُم الذين كانوا مع سيدنا إبراهيم
………….
فتارح كان معهم ومع إبنه ، ولم يكُن عابد أصنام بل ذهب وهاجر وترك قومه مع إبنه إبرام ومع نبي الله لوط إبن أخيه….بعد أن ترك آزر وقومه من عبدة الأصنام
…………………
فوالدي سيدنا إبراهيم عليه السلام كانوا مؤمنين ، فكان سيدنا إبراهيم يستغفر لنفسه ولوالديه….حيثُ طلب من الله .
………………
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41
………….
بينما هُنا خص الدُعاء لمن هو ليس والده الحقيقي وهو آزر حيثُ قال أبي ولم يقُل والدي…ووصفه بأنه ضال وهو وعد وعده إياه
…………….
{ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ }الشعراء86
……………..
فلو كان الوالدان الحقيقيان لسيدنا إبراهيم عليه السلام كافرين ومُشركين وضالين ، لما دعا لهم بالمغفرة ، وأجملهما معه ومع سائر المؤمنين
…………………..
ولأنه نبي وحرم الله على المؤمنين الإستغفار للكُفار والمُشركين بقوله تعالى
………….
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113
…………….
ولكن سيدنا إبراهيم وعد هذا الأب الغير حقيقي بأن يستغفر لهُ لو آمن به وبما جاء به…ولكن عندما تبين لهُ إصراره على الكُفر والشرك بالله تبرأ منهُ … { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74
…………
ولا ندري ما مدى الجُرأة على التكفير عند من يستسهل التكفير ، والذي قد يبوء هو به ، فكيف إن كان هذا التكفير لوالد أو والدة نبي أو رسول!!!!
………….
عمر المناصير..الأُردن…….20 / 12 / 2019
تارح هو الوالد الحقيقي لسيدنا إبراهيم عليه السلام وليس آزر
………….
وتارح وزوجته والدا سيدنا إبراهيم عليهم السلام ، يجب أن يكونا مؤمنين ومُوحدين ، ولا يمكن ومن المُستحيل أن يكونا كافرين أو مُشركين ، وكذلك بالنسبة لوالدي رسول الله سيدنا مُحمد ، لأن سلسلة الإصطفاء لا يمكن أن تُكسر بوجود كافرٍ أو مُشرك فيها ، ، ولن يسمح الله بذلك ، منذُ والدينا آدم وحواء عليهم السلام ، وانتهاءً وإستمراراً لنسل رسول الله بإبنته فاطمة الزهراء عليها سلامُ الله… {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ }النمل59… وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ….ولا يمكن أن يكون آزر والده أياً كان هو بالنسبة لهُ… وعلى الأغلب فآزر هو سيد القوم وقد يكون عمهُ ولهُ فضلٌ عليه ، وهي الآية الوحيدة التي ربط الله فيها لأبيه آزر حتى يُبين بأنه ليس والده { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74 ، ولو كان والده لما ذكر الله إسمه…وكذلك يقول الله سُبحانه وتعالى .
………………..
{قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم46…لا يوجد والد يُهدد إبنه بأنه سيرجمه
…………..
ومن أصر على أن آزر هو والد سيدنا إبراهيم ، هو لا علم لهُ بالإصطفاء ، وهو إصرار على تكفير والدي رسول الله ، فعنده كما هو والد إبراهيم كافر والعياذُ بالله فوالد مُحمد كافر” وحاشى “…هذا هو منطق الجهلة ممن لم يعرفوا رسولهم فهم لهُ مُنكرون .
……………..
ومما ورد في التوراة توضيح من هو والد سيدنا إبراهيم عليه السلام
………..
ففي سفريشوع { 24 : 2 }
………….
” وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ، وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى ”
………..
أي أنهم” تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ ” هاجروا وتركوا آزر وقومهم وما يعبدون من دون الله وتوجهوا لعبادة الله على غير ما يعبُد آزر وقومه
………….
وفي سفرالتكوين{ 11 : 25- 32 }
………..
” وعاش ناحور تسعا وعشرين سنة وولد تارح . وعاش ناحور بعد ما ولد تارح مئة وتسع عشرة سنة، وولد بنين وبنات . وعاش تارح سبعين سنة ، وولد أبرام وناحور وهاران . وهذه مواليد تارح : ولد تارح أبرام وناحور وهاران. وولد هاران لوطا . ومات هاران قبل تارح أبيه في أرض ميلاده في أور الكلدانيين . واتخذ أبرام وناحور لأنفسهما امرأتين: اسم امرأة أبرام ساراي ، واسم امرأة ناحور ملكة بنت هاران ، أبي ملكة وأبي يسكة . وكانت ساراي عاقرا ليس لها ولد .وأخذ تارح أبرام ابنه ، ولوطا بن هاران ، ابن ابنه ، وساراي كنته امرأة أبرام ابنه ، فخرجوا معا من أور الكلدانيين ليذهبوا إلى أرض كنعان . فأتوا إلى حاران وأقاموا هناك . وكانت أيام تارح مئتين وخمس سنين. ومات تارح في حاران ”
………….
من هذا النص والنص السابق يوضحان بأن إبراهيم (أبرام) هو إبن تارح إبن ناحور…وأن الذين خرجوا وهاجروا من آور وهي أرض الكلدانيين التي فيها آزر ، وتركوا آزر وقومه هُم تارح والد سيدنا إبراهيم ، وإبنه إبراهيم وزوجته سارة ، وسيدنا لوط إبن إبنه…توجهوا لأرض فلسطين أرض الكنعانيين العرب…وهؤلاء كُلهم مؤمنون بما فيهم تارح وهاجروا بأمر من الله ، بعد أن تبرؤا من آزر ومن قومهم ومما يعبدون….حيث يقول الله ، بأن من كانوا مع سيدنا إبراهيم بما فيهم والده تارح.
…………………..
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4
قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ
………………
وَالَّذِينَ مَعَهُ
…………………
من هُم الذين كانوا مع سيدنا إبراهيم
………….
فتارح كان معهم ومع إبنه ، ولم يكُن عابد أصنام بل ذهب وهاجر وترك قومه مع إبنه إبرام ومع نبي الله لوط إبن أخيه….بعد أن ترك آزر وقومه من عبدة الأصنام
…………………
فوالدي سيدنا إبراهيم عليه السلام كانوا مؤمنين ، فكان سيدنا إبراهيم يستغفر لنفسه ولوالديه….حيثُ طلب من الله .
………………
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ }إبراهيم41
………….
بينما هُنا خص الدُعاء لمن هو ليس والده الحقيقي وهو آزر حيثُ قال أبي ولم يقُل والدي…ووصفه بأنه ضال وهو وعد وعده إياه
…………….
{ وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ }الشعراء86
……………..
فلو كان الوالدان الحقيقيان لسيدنا إبراهيم عليه السلام كافرين ومُشركين وضالين ، لما دعا لهم بالمغفرة ، وأجملهما معه ومع سائر المؤمنين
…………………..
ولأنه نبي وحرم الله على المؤمنين الإستغفار للكُفار والمُشركين بقوله تعالى
………….
{مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ }التوبة113
…………….
ولكن سيدنا إبراهيم وعد هذا الأب الغير حقيقي بأن يستغفر لهُ لو آمن به وبما جاء به…ولكن عندما تبين لهُ إصراره على الكُفر والشرك بالله تبرأ منهُ … { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }الأنعام74
…………
ولا ندري ما مدى الجُرأة على التكفير عند من يستسهل التكفير ، والذي قد يبوء هو به ، فكيف إن كان هذا التكفير لوالد أو والدة نبي أو رسول!!!!
………….
عمر المناصير..الأُردن…….20 / 12 / 2019