عيسى يأتي من ((المشرق))
روى الإمامُ الطَّبَرَانِيُّ في معجمه:
“حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خُبَيْبِ بْنِ سُلَيْمَانَ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنْ خُبَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ سَمُرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: “إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ الشِّمَالِ، عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ غَلِيظَةٌ، وَإِنَّهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَقُولُ: أَنَا رَبُّكُمْ. فَمَنِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، فَقَالَ: رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ أَبَى إِلَّا ذَلِكَ حَتَّى يَمُوتَ، فَلَا عَذَابَ عَلَيْهِ وَلَا فِتْنَةَ، وَمَنْ قَالَ: أَنْتَ رَبِّي. فَقَدْ فُتِنَ، وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِي الْأَرْضِ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَجِيءُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنَ الْمَشْرِقِ مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى مِلَّتِهِ، ثُمَّ يَقْتُلُ الدَّجَّالَ.” (المعجم الكبير للطبراني، 7، 220، 221. قال الهيثمي في “المجمع” 7/336: رواه الطبراني وأحمد ورجاله رجال الصحيح.)
ورواه البزار في مسنده:
“وَبِإِسْنَادِهِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم قَالَ: إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ يَلْبَثُ فِي الأَرْضِ إِذَا خَرَجَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يَجِيءُ عيسى بن مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم مِنَ الْمَشْرِقِ مُصَدِّقًا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وَسَلَّم وَعَلَى مِلَّتِهِ، ثُمَّ يَقْتُلُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، ثُمَّ إِنَّمَا هُوَ بَعْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ وَسَوْفَ تَرَوْنَ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ أَشْيَاءَ عِظَامًا تَقُولُونَ هَلْ كُنَّا حَدَّثنا بِهَا فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّهَا أَوَائِلُ السَّاعَةِ.“. (مسند البزار، البحر الزخار، ج 11، ص 458، رقم 4635)عيسى القادم من الشرق هو المهدي:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“يقَتَتِلُ عندَ كَنزِكُم ثلاثَةٌ كُلُّهُم ابنُ خَليفَةٍ ثُمَّ لا يصيرُ إلى واحِدٍ منهُم، ثُمَّ تطلُعُ الراياتُ السودُ من قِبَلِ المشرِقِ، فيقتلونَكُم قَتْلاً لَم يقتلهُ قومٌ، ثُمَّ ذكر شيئًا لَم أحفَظُهُ، فإذا رأيتُموه فبايِعوهُ ولو حَبوًا على الثَّلجِ فإنَّهُ خليفَةُ اللَّهِ المهدِيُّ.” (رواه ابن ماجه والحاكم وقال: على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير: هذا إسناد قوي صحيح)
وهذا وفق الحديث المشهور من سنن ابن ماجه:
“لا يزدادُ الأمرُ إلَّا شدَّةً ولا الدُّنيا إلَّا إدبارًا ولا النَّاسُ إلَّا شُحًّا ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا على شِرارِ النَّاسِ ولا مَهديُّ إلَّا عيسى بنُ مريم.” (انظر: سنن ابن ماجه 17808، والحاكم، وأبو نعيم فى الحلية عن أنس قال الحاكم: يعد فى أفراد الشافعى، أخرجه ابن ماجه 2/1340، رقم 4039، والحاكم 4/488، رقم 8363، وأبو نعيم فى “الحلية” 9/161. وأخرجه أيضا: الخطيب 4/220، والقضاعى 2/68، رقم 898)
وللحديث شواهد وألفاظ أخرى.
وقد وضع الإمام ابن القيم رحمه الله عقيدة “لا مهدي إلا عيسى” على رأس الأقوال في بيان اعتقاد فرق الإسلام حول هوية الإمام المهدي فقال:
“وقَد اختَلفَ الناس في المَهْديّ على أربعةِ أقوالٍ:
أحدها: أنَّه الْمَسِيحُ بن مَريَم.
القول الثاني: أنَّه المَهْديّ الذي وُليَ من بني العبّاس، وقَد انتهى زمانهُ.
القول الثالث: أنَّه رجلٌ من أَهْلِ بيتِ النبيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، من وُلدِ الحسَنِ بن عليٍّ، يخرجُ في آخرِ الزمانِ، وقد امتلأتِ الأرضُ جوراً وظُلماً، فيملؤها قِسْطاً وعدلاً، وأكثرُ الأحاديثِ على هذا تدل.
وَأُمًّا الرَّافِضَةُ الإماميةُ: فَلِهَم قَوْلٌ رَابِعٌ، وَهُوَ أَنَّ المُهْدَىَّ هُوَ: مُحَمَّدٌ بِن الحَسَن العَسْكَرِيّ المُنْتَظِر، مِنْ وُلْدِ الحُسَيْنِ بِن عَلَيٍّ لَا مِنْ وُلْدِِ الحَسَنِ، الحَاضِرِ فِي الأمصار، الغَائِبُ عَنْ الأَبْصَارِ، الَّذِي يُورِثُ العَصَا، وَيَخْتِمُ الفضا، دَخَلَ سِرْدَاب سَامَرَّاء طِفْلًا صَغِيرًا مِنْ أَكْثَر مِنْ خَمْسِ مِئَةٍ سَنَةٍ، فَلَمْ تَرَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَينٌ، وَلَمْ يُحسَّ فِيهِ بِخَبَرٍ، وَلَا أَثَر، وَهُمْ يَنْتَظِرُونَهُ كُلَّ يَوْمٍ! يَقِفُونَ بِالخَيْلِ عَلَى بَابِ السِّرْدَابِ، وَيَصِيحُونَ بِهِ أَنْ يَخْرُجَ إِلَيْهُمْ: “اخَرُج يَا مَوْلَانَا”، ثُمَّ يَرْجِعُونَ بِالخَيْبَةِ وَالحِرْمَانِ، فَهَذَا دَأْبُهُمْ، وَدَأْبَه.” (انظر: “المنار المنيف في الصحيح والضعيف”، ص 148–155)
تحديداً من ((الهند))
“عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَدِيٍّ الْبَهْرَانِيُّ قَاضِي حِمْصَ عَنْ ثَوْبَانَ، رَوَى عَنْهُ لُقْمَانُ بْنُ عَامِرٍ وَحَرِيزُ بْنُ عُثْمَانَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ: مَاتَ عَبْدُ الأَعْلَى الْبَهْرَانِيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَمِائَةٍ، سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ بْنُ مَلِيحٍ حَدَّثَنَا الزَّبِيدِيُّ عَنْ لُقْمَانَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عبد الاعلى ابن عدى البهرانى عن ثوبان رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “عِصَابَتَانِ مِنْ أُمَّتِي أَحْرَزَهُمَا اللَّهُ مِنَ النَّارِ، عِصَابَةٌ تَغْزُو الْهِنْدَ وَعِصَابَةٌ مَعَ عِيسَى بْنِ مريم عليه الصلاة والسَّلَام.” (رواه البخاري في التاريخ الكبير، ج 6، ص 72، 1747. رواه النسائي في سننه 3175، كتاب الجهاد، غزوة الهند، وأحمد في “مسنده” 37 / 81، 22396 طبعة مؤسسة الرسالة، وصححه الألباني في “صحيح النسائي” 1934)
المهدي من الفُرس
أخرج البخاري في صحيحه:
“حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْ ثَوْرٍ عَنْ أَبِي الْغَيْثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾، قَالَ: قُلْتُ مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَلَمْ يُرَاجِعْهُ حَتَّى سَأَلَ ثَلَاثًا وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ، وَضَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ: «لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَنَالَهُ رِجَالٌ أَوْ رَجُلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ.»” (صحيح البخاري، ج 15، ص 176. حديث رقم 4518، وفي كتاب تفسير القرآن، سورة الجمعة، برقم 4615)
وأخرج ابن حزم في “الأصول” هذا الحديث بلفظ:
“لَوْ أنَّ العِلْمَ فِي الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رَجُلٌ أَوْ رِجَالٌ مِنْ أبْناءِ فارِس.” (أصول الأحكام، رقم: 2/299، وقال: “صحيح”)
المهدي ((غلام)) – حديث صحيح
يروي ابن قدامة رحمه الله في كتابه المنتخب بسند صحيح عن ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قال بأن المهدي هو غلام مِنّا يعني أهل البيت، ونقل عن الإمام أحمد بن حَنْبَل رحمه الله أن هذا الحديث هو أصح ما يُسند لابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حول الإمام المهدي عَلَيهِ السَلام، فيقول:
“أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَيْرٍ، ثنا حَامِدُ بْنُ يَحْيَى، ثنا سُفْيَانُ، ثنا عَمْرٌو، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْبَدٍ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ: «إِنِّي لأَرْجُو أَنْ لا تَذْهَبَ الأَيَّامُ وَاللَّيَالِي حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ مِنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ غُلامًا لَمْ يَلْبَسِ الْفِتَنَ، وَلَمْ تَلْبَسْهُ الْفِتَنُ، كَمَا فَتَحَ اللَّهُ بِنَا هَذَا الأَمْرَ، فَأَرْجُو أَنْ يَخْتِمَهُ بِنَا.»، قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ: قُلْتُ لابْنِ عَبَّاسٍ: عَجَزَتْ عَنْهَا شُيُوخُكُمْ، وَيَرْجُوهَا شَبَابُكُمْ. قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ.»، فَسَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَيْرٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ حَامِدَ بْنَ يَحْيَى، قَالَ: قَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: سَأَلْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ مَهْدِيٍّ، أَيُّ حَدِيثٍ أَصَحُّ فِي الْمَهْدِيِّ؟ قَالَ: أَصَحُّ شَيْءٍ فِيهِ عِنْدِي: حَدِيثُ أَبِي مَعْبَدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ.” (المنتخب من العلل للخلال، ج 11، ابن قدامة المقدسي، حديث رقم 205)
المسيح المهدي غلام الهندي الفارسي الأصل سيعيش بين 70-80 سنة
أخرج الحاكم في مستدركه:
“أَخْبَرَنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ، ثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ، ثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ، ثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ، يَسْقِيهِ اللَّهُ الْغَيْثَ، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا، وَيُعْطِي الْمَالَ صِحَاحًا، وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ، وَتَعْظُمُ الأُمَّةُ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ ثَمَانِيًا». يَعْنِي حِجَجًا.” (أخرجه الحاكم في “المستدرك على الصحيحين” 4/ 557-558، 8778 و 8716، كتاب الفتن والملاحم، وصَحَّحَه على شرط الشيخين وقال: “هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ“، وأقرَّه الذهبي موافقاً والألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة” 2/336 ح 771 وقال: قلتُ: وهذا سَنَدٌ صحيحٌ رِجالُه ثقات.)
إذن المسيح الموعود لهذه الأُمَّة هو غلام مهديٌّ من الفرس يُبعَث في الهند ويعيش بين 70 إلى 80 سنة !
وحيث أن “الحجج” هي السنين، والحجج في الزمن هي الإشارات الزمنية لعدد ثابت لمعدود غير محدد، فلا يمكن أن يكون عمر الإمام المهدي سبع سنين أو ثمانية، وإنما قصد بسبع أو ثمان حجج أي سبعة أو ثمانية عقود فيكون المعنى أن المهدي سيعيش ليبلغ عمره بين السبعين إلى الثمانين سنة.
ولتسليط الضوء على مصداق هذا الحديث نتابع ما أوحاه الله تعالى إلى المسيح الموعود والإمام المهدي عَلَيهِ السَلام عن عمره الشريف أنه يعيش “ثمانين حولا أو قريبا من ذلك.” ثم تلقى إلهاما نصفه باللغة العربية وهو: “أطال الله بقاءك.” ونصفه الآخر بالأردية وتعريبه: “ثمانين عاما، أو أكثر من ذلك بخمس أو أربع سنوات أو أقل منه بخمس أو أربع سنوات.” (انظر “حقيقة الوحي”، الخزائن الروحانية ج22، ص100)
وقد وضح حضرته عَلَيهِ السَلام هذا بنفسه في كتابه البراهين الأحمدية ما تعريبه:
“ليس في وعد الله تعالى أن عمري سيتجاوز الثمانين حتمًا. بل الله تعالى أعطى أملاً خفيا في وحيه هذا بأن العمر يمكن أن يزداد حتى الثمانين لو شاء الله ذلك. أما الكلمات الظاهرة للوحي والمعبرة عن الوعد الإلهي فهي تحدد العمر ما بين 74 إلى 86 عاما.” (الخزائن الروحانية، ج21، ص 259)
فالمهدي المسيح غلام فارسي الأصل يولد في الهند ويعيش بين 70 إلى 80 سنة !
المزيد هنا: كدعة – القرية التي يخرج منها المهدي ويجمع بها أصحابه
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ