روى الإمام البخاري عن عمرو بن ميمون قال:
رَأَيْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ قِرْدَةً اجْتَمَعَ عَلَيْهَا قِرَدَةٌ، قَدْ زَنَتْ، فَرَجَمُوهَا، فَرَجَمْتُهَا مَعَهُمْ. (صحيح البخاري 3849)
لا يجب الإستعجال في موضوع الأحاديث خصوصا التي ترد في صحيح البخاري، فقد أكَّدَ الْمَسِيحُ الموعود عَلَيهِ السَلام على ذلك وبَيَّنَ أن صحيح البخاري هو أصَحُّ كتاب بعد القرآن الكريم والطعن فيه لن يفيد إلا منكري السنة وأعداء الإسلام.
لم يرد الحديث عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا عن صحابي بل هو حديث موقوف على رجل هو ميمون رأى قردة تزني وترجم فروى البخاري ما رآه ميمون بسنده، وقد لا يكون الذي رآه ميمون صحيحا، ولعله وهو الاحتمال أن يكون رأى ذلك في المنام، وهذا وارد حيث يقول تعالى “إني رأيت أحد عشر كوكبا” ولم يقل (في المنام)، وهو أسلوب العرب للاختصار. ومعنى الحديث والله أعلم أن الزناة ليسوا قردة حقيقية بل مسوخ بشرية، وأن حد الرجم هو إشارة لليهود حيث تأمر التوراة برجم الزاني، وقد قال تعالى عَنْهُم بأن منهم قردة وخنازير أي وصف حالهم وفسادهم.
فالرواية ليست مرفوعة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ولا لأحد صحابته بل لرجل رواها البخاري بسندها ولم يخترعها حيث رأى ميمون وهو كما قلنا تابعي رأى ما رآه في زمن الجاهلية والأقرب أن تكون رؤيا لا رؤية عين وتحمل هدفا عظيما أن من المسلمين من سيتبع اليهود حذو النعل بالنعل كما أخبر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى أنهم سيتبعون التوراة التي تأمر برجم الزاني ويتركون القرآن الكريم الذي يأمر بجلد الزناة إذا ثبت عليهم العدوان. والله أعلم.