في هذه الصحيفة التي نشرت بيان إجماع فرق المسلمين على تكفير الجماعة الإسلامية الأحمدية في البرلمان الباكستاني عام ١٩٧٤ م سجّل التاريخ حدثاً هاماً وخطيراً للغاية وهو اجتماع ٧٢ فرقة لأول مرة كما في الصورة أمامكم على تكفير وإخراج فرقة واحدة من دائرة الإسلام وهي الجماعة الإسلامية الأحمدية. وسبب خطورة وأهمية هذا الحدث تتضح بعد متابعة قول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حول الفرقة الناجية أي تلك التي تكون على الحق مهما اشتدت نيران الفتن، وقد بيّن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم عددها بأنه ٧٣ فرقة واحدة منها فقط هي الناجية أي أن الـ ٧٢ كلهم في النار إلا واحدة.
لقد ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“ افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي. “. وفي بعض الروايات: هي الجماعة. (رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم)
فهذا أوضح دليل على هوية الجماعة المنصورة بإذن الله تعالى.
وللتعرف أكثر على مواصفات هذه الفرقة وعنوانها يقول لنا الملا علي القاري رحمه الله معددا الفرق وصولا للناجية منها :
” واعلم أن أصول البدع كما نقل في المواقف ثمانية : المعتزلة القائلون بأن العباد خالقو أعمالهم وبنفي الرؤية وبوجوب الثواب والعقاب وهم عشرون فرقة ، والشيعة المفرطون في محبة علي كرم الله وجهه ، وهم اثنان وعشرون فرقة ، والخوارج المفرطة المكفرة له – رضي الله عنه – ومن أذنب كبيرة وهم عشرون فرقة ، والمرجئة القائلة بأنه لا يضر مع الإيمان معصية ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة ، وهي خمس فرق ، والنجارية الموافقة لأهل السنة في خلق الأفعال ، والمعتزلة في نفي الصفات وحدوث الكلام ، وهم ثلاث فرق ، والجبرية القائلة بسلب الاختيار عن العباد فرقة واحدة ، والمشبهة الذين يشبهون الحق بالخلق في الجسمية والحلول فرقة أيضا فتلك اثنان وسبعون فرقة كلهم في النار.. والفرقة الناجية هم أهل السنة البيضاء المحمدية والطريقة النقية الأحمدية ” انتهى (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ، الجزء الأول، كتاب الإيمان، باب الاعتصام بالكتاب والسنة ، الصفحة ٢٥٩)
والخلاصة هي أن اجتماع ٧٢ فرقة من أصل ٧٣ فرقة على إخراج فرقة واحدة قد حقق نبوءة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وأنها هي جماعة المسلمين الأحمدية.
ولله الحمد من قبل ومن بعد