السؤال:

ما موقفكم من حديث “لن تهلك أمة أنا في أولها و المهدي في وسطها وعيسى في آخرها” ؟

الجواب

الحديث:

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«كيف تهلك أمة أنا أولها، وعيسى ابن مريم آخرها؟».

(رواه الحاكم كما في كنز العمال، وصححه السيوطي في الدر المنثور في ضمن أثر كعب، وحسنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري من فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره في المشكاة في ثواب هذه الأمة عن رزين بسلسلة الذهب، وقال المناوي في التيسير: رواه النسائي وغيره.)

 

وكذلك الحديث:

عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي، عن أبيه التابعي الجليل جبير بن نفير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

«لن يخزي الله أمة أنا في أولها، وعيسى في آخرها».

(أخرجه ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي والحاكم وصححه كما في الدر المنثور.)

فلم يرد في الرواية الصحيحة لفظ “المهدي في وسطها” !

أما الحديث الآخر:

 

عن أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي عن النبي ﷺ قال:

«كيف تهلك أمة أنا أولها وعيسى في آخرها، والمهدي في وسطها»

(رواه ابن عساكر 2/95/2، حكم الحديث: منكر)

 

هذا الحديث مُنكرٌ عند أهل الحديث. ولو قبلنا فلا تعارض إذا كان المعنى أن دعوى المهدي تسبق دعوى المسيح أي أن المبعوث من فارس سوف يكون المهدي قبل أن يصبح المسيح، وهذا أيضا قول المخالفين لأنهم يَرَوْن المهدي معاصراً للمسيح أي أنه يأتي أولاً فيسبق المسيح الذي سيرافقه، ولا يوجد أحد يقول أن المهدي سيكون في وسط الأمة بمعنى أنه سُيبعث ثم بعده بعصور يُبعَث المسيح منفصلاً عنه، لأن الأحاديث تؤكد اجتماعه به. المهم أن الحديث الذي صححه العلماء ليس فيه “المهدي في وسطها”، وحتى إذا صح اللفظ في الحديث المنكر فلا يتعارض بهذا الوجه. والله أعلم

اللطيف في الحديث أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يؤكد أن خاتم النبيين لا يعني آخرهم إطلاقا بل قال أن عيسى عَلَيهِ السَلام سيكون آخر نبي في هذه الأمة ! إذن خاتم النبيين تعني أفضلهم وآخرهم من الناحية التشريعية فلا نبي بعده أي يخالف شرعه بل لا بد أن يكون تابعاً له.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد