هل يصح حديث الجنة تحت أقدام الأمهات؟
نعم حديث الجنة تحت أقدام الأمهات صحيح رغم أن أحد رواته مجروح عند أهل الحديث لأن قاعدة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هي عرض الحديث على الكتاب. السنة، وطالما هو متفق مع حديث آخر صحيح وموافق للسنة فلا يجوز رفضه لجرح أحد رواته.
حديث الجنة تحت أقدام الأمهات رواه ابن عدي في «الكامل» من طريق موسى بن محمد بن عطاء، حدثنا أبو المليح، حدثنا ميمون، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجنة تحت أقدام الأمهات، من شئن أدخلن، ومن شئن أخرجن». قال ابن عدي: «موسى بن محمد المقدسي منكر الحديث». وورد بشطره الأول: «الجنة تحت أقدام الأمهات» من حديث أنس رضي الله عنه، برواية أبي بكر الشافعي في «الرباعيات»، وأبي الشيخ في «الفوائد»، والقضاعي، والدولابي، عن منصور بن المهاجر عن أبي النظر الأبار عن أنس مرفوعًا به، ومن هذا الوجه رواه الخطيب في الجامع لأخلاق الراوي، وذكره السيوطي في «الجامع الصغير». وقال المناوي في «فيض القدير»: «قال ابن طاهر: منصور وأبو النظر لا يعرفان، والحديث منكر». (انظر: فيض القدير بشرح الجامع الصغير 3/361، ط. المكتبة التجارية الكبرى)
فحديث الجنة تحت أقدام الأمهات مروي عن غير واحد ولكن أحد الرواة مجروح فقط.
وطالما الرواية الصحيحة توافق الحديث الآخر ذي السند الصحيح فهذا يثبته.
هذه هي التربية الحقيقية آلتي علمناها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.
أما الحديث الصحيح السند الذي قلنا بأنه يوافقه فهو الذي قَالَ فيه النبيُّ ﷺ للذي سأله هل لديك أُمٌّ فقالَ نعم فقال النبي ﷺ «فالزمها فإن الجَنّة تحتَ رِجليها».
وقد تحدّثَ خليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز معترفاً بصحة هذا الحديث، وهذه الخطبة مثال على ذلك
ومن قبله خليفة المسيح الرابع رحمه الله أيضاً في خطبه ومنه قوله:
“وبوصفهن أمهات .. عوملت النساء في ظل الإسلام باحترام عميـق يصعب أن يوجد له مثيل في مجتمعات أخرى من العالم. إنه هـو نـبي الإسلام الكريم الذي ساندهن وناضل من أجل حقوقهن عندما أعلـن، مؤيداً بتوجيهات الوحي القرآني: الجنة تحت أقدام الأمهات.” (الإسلام والتحديات المعاصرة، ص 87)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ