قال نوف البكالي: رأيت علي بن أبي طالب خرج فنظر إلى النجوم فقال: يا نوف، أراقد أنت أم رامق؟ قلت: بل رامق يا أمير المؤمنين، قال: طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة، أولئك قوم اتخذوا الأرض بساطا، وترابها فراشا، وماءها طيبا، والقرآن والدعاء دثارا وشعارا، فرفضوا الدنيا على منهاج المسيح عليه السلام.
(الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي، الجزء الأول، سورة البقرة، الآية: ٢٢ {الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون})
………………………….
* الزهد (منهج المتصوفة): لاشك أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تتهم بأنها من فرق المتصوفة والإجماع على طردها وتكفيرها
* القرآن و الدعاء: هذا هو جوهر رسالة المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) تنزيه القرآن الكريم من التفاسير الخاطئة والمواظبة على الدعاء وأن الدعاء يحل محل السيف في هذا الزمان
* منهاج المسيح (عَلَيهِ السَلام) : الزهد هو ميزة الانبياء جميعا وقد ضرب الله تعالى مثل عيسى عَلَيْهِ السلام مراراً كنبي ورسول وعبد ومثل آدم من تراب ولا يعلم الغيب ولا يستنكف عن عبادة الله ولن يعجز الله أن يهلكه وأنه كان يأكل الطعام وما الى ذلك.. كل هذه الصفات مشتركة بين الأنبياء بل والصالحين من الناس، فلماذا المسيح بالذات هو المقصود بكل ذلك ؟ لأن المسيح بالغ فيه الناس وغلوا من قبل ومن بعد، ولذلك ورد قول علي (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه) أن القرآن هو منهجه أي أن المسيح القادم لن يكون هو صاحب الإنجيل بل سوف يكون من أتباع النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) وأمته الغرّاء. وهذا يذكرنا بحديث ‘لا مهدي إلا عيسى’ أي أن المنهج الذي سيتبعه الناس هو منهج عيسى (مثيله كما كان النبي ﷺ مثيل موسى) وهو ما قاله النبي (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) حول عودة الخلافة ‘ثم تكون خلافة على منهاج النبوة’ أي منهاج نبي الله المسيح (عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام) المهدي الذي يتبع الناس منهجه لا منهج غيره وهو الذي يعيد الخلافة.
أفهموا أيها الناس يرحمكم الله ، جاء المسيح .. جاء المهدي ، فآمنوا ولا تكونوا من الغافلين ولا تكونوا من المكذبين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ