المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..171

(أل) التي للغلبة ونقض التحدي

الاعتراض

يتعسلط المعترضون  بقولهم الخطأ في العبارات التالية للمسيح الموعود عليه السلام .

2: فاسمعوا مني يا عباد الله الصالحين، ويا إخواننا من بلاد الروم والشام والأرض المقدّسة مكة ومدينة ، التي هي دار هجرة سيدنا ونبيّنا خاتم النبيين، (حقيقة المهدي، باقة، ص 173).

3: وإن قريتي هذه شرقية من دمشقَ، فاسألوا من يعلمها إن كنتم لا تعلمون. وإن هذا المُلك مُلْكَ الهند شرقيٌّ مِن حجاز، (الخطبة الإلهامية)

حيث يدّعي المعترض أن نزع (أل) التعريف من هذه الكلمات ما هو إلا خطأ وعجمة، إذ لا بدّ من إثبات هذه الـ (أل) لأنها للعهد، أي لأن الحديث عن أمور معروفة ومعهودة في الذهن.

الرد:

قلنا في مقال سابق أن كل هذا الاعتراض منبعه الجهل المدقع في نكات ودقائق اللغة العربية الواسعة. فهذه الـ (أل) هي نوع خاص تسمى بـ (أل) التي للغلبة، وأصلها بالفعل كما ظنّ المعترضون بأنها (أل) العهدية ولكنها خرجت من هذا النوع ولم تعد (أل) للتعريف ولا للعهد، وذلك لأن مصحوبها ( أي الاسم الذي اتصلت به)  أصبح علما بالغلبة، أي غلب على غيره من الأمور التي يطلق عليها اسمه واشتهر هو بهذا الاسم دون غيره.

وقلنا أيضا بأن هذه ال أل التي للغلبة يجوز حذفها على قلة كما تقر به المصادر النحوية.

فما كان للمعترض – كعادته في التهور – إلا أن يتحدانا بأن نجد في المصادر القديمة ( لا ندري ما القديم عنده) أن نجد كلمة (مدينة) وكلمة (حجاز) متجردة عن (أل) التي للغلبة بغير أن تكون مضافة أو بعد نداء. فهاكم نقض تهوره في التحدي بهذه الأمثلة من الكتب القديمة:

1: التدوين في أخبار قزوين (3/ 328)

قَالَ لقيت علي بْن عثمان المغربي فحدثني ومن حضره بين مكة ومدينة.

2: شرح المدائح النبوية (13/ 9، بترقيم الشاملة آليا)

وهكذا يقال عن مكة ومدينة: المكتان؛

3: إتحاف المهرة لابن حجر (6/ 435)

حَدِيثٌ (كم) : ” يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ الْمَالِ شَاءً بَيْنَ مَكَّةَ وَمَدِينَةَ. . . ” الْحَدِيثَ.

4: أيسر التفاسير للجزائري (4/ 108)

روي أن الآيات الأولى منها نزلت بالمدينة في شأن من كان من المسلمين بمكة، وقال علي بن أبي طال: نزلت بين مكة ومدينة.

5: الطيوريات (3/ 1149)

عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أبي هريرة وحده، وفي فضل الصلاة في مكة ومدينة:

6: المطلب الحميد في بيان مقاصد التوحيد (ص: 22)

فانتشر ملك أهل الإسلام حتى وصل إلى حدود الشام مع حجاز وتهامة وعمان

7: تفسير الثعلبي = الكشف والبيان عن تفسير القرآن ط دار التفسير (16/ 50)

بنو هذيل: قبيلة من قبائل حجاز المهمة

8: السنن الكبرى للبيهقي ت التركي (19/ 92)

ونَرَى أن ما دونَ وادِى القُرَى إلَى المَدينَةِ حِجاٌز، وأَنَّ ما وراءَ ذَلِكَ [مِنَ الشّامِ]

9: السنن الكبرى للبيهقي (9/ 352)

وَنَرَى أَنَّ مَا دُونَ وَادِي الْقُرَى إِلَى الْمَدِينَةِ حِجَازٌ ,

10: شرح أبي داود للعيني (5/ 121)

وما كان وراء وجرة إلى البحر فهو: تهامة، وما كان بين تهامة ونجد فهو حجاز.

11: عمدة القاري شرح صحيح البخاري (4/ 237) (ورد في عمة القاري أكثر من مرة)

وَمَا كَانَ بَين تهَامَة ونجد فَهُوَ حجاز،

12: التعليق الممجد على موطأ محمد (1/ 338)

5) قوله: ترين القصة، بفتح القاف وتشديد الصاد المهملة: الجص هي لغة حجاز.

13: كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (7/ 259)

وما كان بين تهامة ونجد فهو حِجاز،

14: لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح (7/ 580)

و (اليمامة) بلد من بلاد حجاز

15: الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم (17/ 181)

وما كان بين تهامة ونجد فهو حجاز

16: البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج (10/ 381)

وما كان بين تهامة ونجد فهو حجاز.

17: مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (3/ 301)

هَلُمَّ إِلَيْنَا ; فَإِنَّكُمْ بِأَرْضِ حِجَازٍ جَدُوبَةٍ،

18: روضة الطالبين وعمدة المفتين (10/ 308)

الرُّكْنُ الرَّابِعُ: الْمَكَانُ الْقَابِلُ لِلتَّقْرِيرِ بِلَادُ الْإِسْلَامِ حِجَازٌ وَغَيْرُهُ،

19: حاشيتا قليوبي وعميرة (4/ 231)

وَلِإِقَامَتِهَا بِتِلْكَ الْأَرْضِ سُمِّيَتْ بِهَا وَهِيَ حِجَازٌ كَمَا ذُكِرَ،

20: سيرة ابن هشام ت السقا (2/ 281)

وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا وِبَارًا تَتَبَّعَتْ … شِعَابَ حِجَازٍ غَيْرِ ذِي مُتَنَفَّقِ

نصحت المعترض مرارا وأكرر: عد إلى مقاعد الدراسة الإبتدائية لكي لا تخزي شهاداتك التي حمّلت نفسك.