المظاهر الإعجازية في لغة المسيح الموعود عليه السلام العربية ..313
نكنة الأخطاء الصوتية ..1
كلمة (رُزال)
الاعتراض:
يدّعي المعترض أن المسيح الموعود عليه السلام، يخطئ في كلمة (رُزال) في الجمل التالية:
1: وما غادر سبًّا إلا كتبه كالسفيه الرُزال (حجة الله)
2: تَذكَّرْ موتَ دجّالٍ رُزالِ ( مكتوب احمد)
ووفق المعترض، لا بدّ ان تكون الكلمة (رذال) على معنى الردئ من كل شيء، كما جاء: وَ (رُذَالُ) كُلِّ شَيْءٍ رَدِيئُهُ. [مختار الصحاح (ص: 121)]. فكلمة (رُزال) عند المعترض هي من الأخطاء الصوتية عند المسيح الموعود عليه السلام، والنابعة من تأثير العجمة عليه.
الرد:
لقد أثبتنا أن المسيح الموعد عليه السلام، يتحدث بلغات عربية مختلفة، قد يكون بعضها مما نُسي أو اندثر بين طيّات الأيام والزمن، ولم يعد مستعملا في عصرنا هذا.
وكلمة (رُزال) هي من هذا القبيل، فقد نصّ معجم جمهرة اللغة عن الجذر (رزل) بأنه مما أهمل من اللغة. كما يلي:
(رزل): أُهملت. [جمهرة اللغة (2/ 709)]!!!
غير ان بعض المعاجم ذكرت كلمة الرُزال كما يلي:
1: ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي: الزعانف: مَا تخرق من أسافل الْقَمِيص، يشبه بِهِ رُزَالُ النَّاس، وَأنْشد:
وطيري بمخراق أشمّ كَأَنَّهُ سليم رماح لم تنله الزعانف [تهذيب اللغة (3/ 221)]
2: عَن الفَرّاءِ: (الكُتَّةُ، بالضَّم: رُزَالُ المَالِ) وقَزَمُه. [تاج العروس (5/ 57)]
وعليه فإن هذه المعاجم العربية تستعمل كلمة (رُزال) بنفس معنى كلمة (رُذال) وهو الأسافل أو الرديء من كل شيء.
وقد وجدنا لها استعمالات مختلفة باشتقاقاتها المختلفة، في العديد من المصادر العربية، لا سيما كتب التفسير، لعلماء أجلاء من فحول اللغة وعارفيها، منها ما يلي:
3: من دنس الدناءة والرزالة [تفسير حقي (9/ 118، بترقيم الشاملة آليا)]
4: الخالفة الذي لا خير فيه فلان خالفة قومه إذا كان دونهم يعنى مع أرزال الناس [التفسير المظهري (4/ 278)]
5: ايها المسترزل المهان المستحدث [الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية (2/ 520) ]
6: وإليهم يصرف تدبير الأمور، ولا إلى السفلة منهم والرُّزالة. [تفسير الماتريدي = تأويلات أهل السنة (2/ 222)]
وهذه الشواهد بحد ذاتها مكتفية للدلالة على صحة كلام المسيح الموعود عليه السلام وتبكيت المعترض.