يتطاول البعض – لجهلهم- على أخلاق المسيح الموعود عليه السلام، ويقولون بأن أخلاقه ليست بأخلاق نبيّ، -والعياذ بالله-. وذلك في بعض الأمور، مثل موضوع اللّعنات:
يعترضون على اللّعنات الواردة في كتبه عليه السلام، والتي ذكرها بحق أعدائه لا سيّما أعداء الإسلام، حيث عدّد ألف لعنة، وعشرات اللّعنات الأخرى.
نقول ردّا:
هل عددتم كم لعنة في القرآن الكريم؟
كلمة لعنة واردة في القرآن الكريم ما يقارب الأربعين مرّة! ولكن ليس هذا المهم، تعالوا نُحصيها، إن كانت قابلة للإحصاء، وفق مفهوم الآيات التي وردت فيها، نذْكر بعض الآيات ثم نحصي:
– { إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (160)} (البقرة 160)
كم هو عدد اللّاعنين وفق هذه الآية؟ فلو اعتبرنا كل مسلم بسبب إيمانه بالقرآن الكريم من اللّاعنين، أصبح عدد اللعنات الأوّلي في هذه الآية مليار ونصف. وإذا أخذنا بعين الاعتبار عدد المسلمين منذ بدأ الإسلام، وأن كل مسلم يكرر هذه اللعنات كل يوم، أو صباح مساء، أو كل ساعة أو كل دقيقة، أصبح عدد اللّعنات في هذه الآية خارجا عن العدّ والإحصاء!!!!!!!
– { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (162)} (البقرة 162)
عدد اللعنات في هذه الآية كعدد الملائكة والناس أجمعين، فإذا كان عدد الناس اليوم 7 مليار، كان العدّ الأوّلي للّعنات 7 مليار. وإذا أخذنا عدد الناس منذ خلق آدم إلى يومنا هذا، أصبح عدد اللعنات في هذه الآية خارجا عن العد والإحصاء.
– {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (88)} (آل عمران 88) فبتَعداد الناس أجمعين وتكرارهم اللعنات خرج العدّ عن الإحصاء لهذه اللعنات أيضا.
– {رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا (69) } (الأحزاب 69)
ما هو اللّعن الكبير يا تُرى؟ 10 لعنات، أم 100 لعنة، أم 1000 لعنة، أم مليار لعنة، أم لعن لا نهائي!!!!!؟
– {وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (79) } (ص 79)
هذه لعنة قيلت في حق إبليس، وهذه لعنة متكررة في كلّ جزء من الثانية منذ خلق آدم إلى يوم الدين. أصبح عدد اللّعنات في هذه الآية لا نهائي!!!
– {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (79) } (المائدة 79)
نرى بأن هذه اللّعنات هي من أخلاق الأنبياء الآخرين كداوود وعيسى بن مريم!!!
ولما كانت هذه اللعنات في كتاب الله الذي علّمه لنبيّه الكريم، فأصبح عدد اللعنات في القرآن الكريم الذي ورد على لسان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا نهائيا وخارجا عن العد والإحصاء.
– ثم اقرأوا هذا الحديث الشريف وما فيه من لعنات على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم: {حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السُّلَمِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي سَالِمٌ عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ مِنْ الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنْ الْفَجْرِ يَقُولُ اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَانًا وَفُلَانًا وَفُلَانًا بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ لَيْسَ لَكَ مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ إِلَى قَوْلِهِ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ } (صحيح البخاري, كتاب المغازي)
فهل أحصيتم عدد اللعنات التي تفوّه بها الرسول ص في صلاته، أليس من الممكن أن تكون 10 أو 100 أو 1000 أو أكثر؟
المحصلة، عدد اللعنات الواردة في القرآن الكريم الذي جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لا نهائي. فماذا تساوي إزاءها الألف لعنة في كتب المسيح الموعود عليه السلام؟
ثبت من كل هذا أن اخلاق المسيح الموعود عليه السلام، لم تخرج عن إطار الأخلاق المحمدية والقرآنية والنبوية، بل هي ظلّ لها!!!