خصوم الأحمدية يردّون على المعترض
منذ فترة قريبة والمعترض (عضو في جماعة التكفير انتشلته الأحمدية ثم ارتد عنها وصار من ألد أعدائها) يملأ هذا المعترض المرتد الدنيا ضجيجاً ليل نهار بأن حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام والعياذ بالله لم يدافع عن الإسلام بل كان يفر من مناظرات النصارى وغيرهم -حاشاه- وأنه لم يكن معروفاً بين الناس بل لا يعرفه أحدٌ إلا بالسوء وأن كتب حضرته عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام لم تحمل أي أهمية وخاصة كتاب “البراهين الأحمدية” الذي وصفه المعترض بأنه فارغ القيمة والعياذ بالله. من جهة أخرى نجد أن كبار خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية المعتبرين الذين عاصروا المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام والمُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ والذين تخصّصوا في مواجهة الجماعة منذ اليوم الأول لتأسيسها ووُصِفوا من قبل أتباعهم وإلى اليوم بأنهم أعظم العلماء في الرد على القاديانية نجد هؤلاء هم الذين يردّون على المعترض المرتد فيقولون: حسبك يا معترض فأنت تفتري على القاديانية ذلك أن غلام أحمد كان هو الأبرز والأكثر تفوقاً بين علماء المسلمين على أكابر أعداء الإسلام من القسس والهندوس الذين أفحمهم برصيده العلمي الكبير وكان يقضي الليل والنهار طيلة حياته في الدفاع عن الإسلام حتى تبعه عشرات الآلاف في البنجاب وحدها!
كان هذا قول العلاَّمة الشيعي اللبناني الشيخ سليمان ظاهر النباطي العاملي (1873م – 1961) الموصوف بأنه “علم من أعلام القرن العشرين، تجمع فيه من الفضائل ما قل أن يجتمع في نظرائه، فكان فقيهاً بين الفقهاء، مؤرخاً بين المؤرخين، شاعراً بين الشعراء، مناضلاً للحرية والاستقلال بين المناضلين.“. كما ينقل المحقق الشيخ محمد حسن آل الطالقاني (عالم دين شيعي في النجف وصاحب مجلة إسلامية، فيقول عن المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ما يلي:
“القادياني والقاديانية: القاديانية والأحمدية إسمان لجماعة واحدة تنسب إلى الميرزا غلام أحمد ابن غلام مرتضى بن عطا بن الميرزا گل محمد القادياني. ولد في قرية قاديان في مديرية جورداسبور في أقليم البنجاب سنة 1251 ه = 1835، وتلقى دروسه في منزل أبيه على الطريقة القديمة وكان والده طبيبا، وقد جلب لولده المعلمين، فتعلم القراءة والكتابة، وقرأ القرآن ودرس النحو والصرف والمنطق والحكمة، ودخل الكلية الشرقية في البنجاب، وعين كاتبا في محكمة مدينة سيالكوت وشغل وظائف أخرى حرة مدة أربع سنوات ثم تركها. وكان ذا شغف بالقراءة والمطالعة منذ نشأته يقضي فيها معظم وقته، وقد تفرغ لدراسة الكتب الدينية والصوفية، وغلبت عليه نزعة التصوف، وكانت سائدة يومئذ بين كثير من علماء المسلمين في الهند، وكان لها طرقها ورجالها ومؤلفاتهم، كما كان لهم خصومهم الذين يتظاهرون بنقدهم ومعارضتهم. وكانت يومذاك -أيضا- حركة تجديدية هندوكية باسم آريه سماج وكان لها زعماء بارزون وعلماء ينطقون باسمها، وقد كثرت المناظرات بينها وبين خصومها، كما كانت بعثات تبشيرية تتألف من القسس والرهبان، وكان الصراع على أشده بينهم وبين علماء المسلمين، فظهر القادياني على الساحة في تلك الفترة، وعُدَّ في النابِهين من المسلمين، وكانت له مع كبار المناظرين من الفئتين مواقف مشهورة وتفوّق بارز اعترف به علماء عصره، فقد قال السيد عبد الحي الحسني: «… واشتغل بالكلام وكان يباحث أحبار الآرية والنصارى ويفحمهم في مباحثاته، ويصرف أوقاته كلها في الذب عن الحنفية البيضاء، ويصنف الكتب في ذلك، وكانت مساعيه مشكورة عند أهل الملة الإسلامية…» وقد أورد في كتابه “براهين أحمدية على إحقاق الإسلام” ثلاثمئة دليل عقلي (انظر”الثقافة الإسلامية في الهند” / 228 و230. وقال عنه مثل ذلك مؤلفون آخرون في الهند وغيرها). وقد واصل مطالعة كتب العرفان والتصوف والفلسفة، وثقف نفسه ثقافة عالية أهلته للصدارة والتأليف، فأنتج آثارا قيمة قوبلت بالإعجاب والإكبار من قبل الطبقات المتنورة، ولم يكن لما أشاعه عنه خصومه وكتبه عنه البعض من أنه كان محدود الذكاء وأنه رسب في امتحان مولوي فاضل الذي يعادل الصف الثاني من الكلية نصيب من الصحة، وكذلك ما كان يقال عنه من أنه مصاب بنوع خطير من الهستيريا والقطرب. … وقد كانت ولاية البنجاب في معزل عن مراكز الثقافة في الهند، أكثر من غيرها، وكانت الخرافات والأوهام والأساطير تعشعش فيها، والدهماء عادة يتقبلون الأمور الغريبة وخوارق العادات، وما يظهر من شطحات الصوفية ويدعونه من إلهامات، وكان للقادياني قبل ذلك رصيد علمي وشهرة كبيرة وأتباع عديدون، ولذلك بادر الكثير من أهلها إلى الاستجابة لدعوته، وشكلوا الأغلبية العظمى لمعتنقي ديانته، فقد بلغ عددهم فيها وحدها إلى ما قبل وفاته بسنة سبعين ألفا، وكان منهم الشقيق الأكبر للشاعر الفيلسوف الدكتور محمد إقبال.” (كتاب القاديانية تأليف: الشيخ سليمان الظاهر العاملي، ص 20-22)
نبذة عن المؤلف والمحقق
المؤلف:
ألف العلامة الأديب الشيخ سليمان ظاهر النباطي (1290 هـ / 1873 م – 1380 هـ / 1961 م) هذا الكتاب، الموسوم بعنوان: دفع أوهام توضيح المرام، في الرد على القاديانية، ويناقش فيه الآراء والأفكار التي وردت في كتاب توضيح المرام في الرد على علماء حمص وطرابلس لمؤلفه جلال الدين شمس أحمدي، وهو أحد مبشري المذهب القادياني، وكان مقيما آنذاك في حيفا – فلسطين. ويوضح العلامة ظاهر الدافع إلى تأليف هذا الكتاب، فيقول إن عددا من المغتربين العامليين هالهم ما يقوم به المبشرون القاديانيون، في بلاد الاغتراب، من نشاط، فأرسلوا إلى علماء عاملة يطلبون الرد هؤلاء وبيان ما هم فيه من ضلال، فأوكل العلماء أمر القيام بهذا العمل إليه – أي إلى العلامة ظاهر – ثقة منهم بأهليته للقيام بهذا العمل، فتصدى للقيام بهذه المهمة، فكان هذا الكتاب الذي نقوم بنشره الآن، بعد أن تولى العلامة محمد حسن آل الطالقاني تحقيقه والتقديم له. وإننا إذ نقدم على نشر هذا الكتاب، في هذا الوقت، لننطلق من الدافع نفسه الذي جعل المؤلف ينكب على تأليفه، والمحقق يعنى بتحقيقه ونشره، وهو التصدي إلى دعوة ضالة مضللة، مشبوهة، تنتظم في سياق المشروع الاستعماري الغربي، وبيان حقيقتها، وخصوصا أنها لا تزال تنشط، هي ومثيلاتها، في أي مكان يتاح لها فيه النشاط، وبخاصة في أوروبا وأميركا، حيث تتوافر لها ظروف النشاط ووسائله، زاعمة أنها فرق إسلامية، وهي ليست من الإسلام في شيء، وإنما تتخذ أفكارا هي مزيج غريب مستقى من المعتقدات الخرافية، وترفعه إلى مصاف الشريعة السماوية، وتقوم، في سبيل تأييد أفكارها بتحريف النصوص الشرعية وتشويهها، ومن نماذج ذلك ترجمتها للقرآن الكريم إلى اللغات الأخرى، ومنها الألمانية، ترجمة محرفة.” (ص 7)
المحقق:
قد عقدت العزم على إخراج هذا الكتاب في سنة 1382هـ= 1962م، فكتبت المقدمة والنبذة الموجزة عن القاديانية، وترجمة المؤلف رحمه الله يومذاك، أي قبل ست وثلاثين سنة -شأن غيره من الآثار التي أنجزتها في تلك الفترة وفيما بعدها- وظلت تنتظر الظهور ورؤية النور، وقد نشرت عن القاديانية منذ ذلك التاريخ حتى الآن عشرات البحوث والمقالات، وصدر العديد من المؤلفات، كما كتب عن المؤلف غير واحد من المترجمين والكتاب. والآن وحين جددت العزم على إخراجه لم تعد حالتي الصحية تساعدني على إعادة النظر فيما كتبت، فضلا عن إضافة ما استجد والإشارة إلى المصادر الحديثة، وها أنا أقدمه على الصورة التي كان عليها، ولذلك اقتضى التنبيه والاعتذار من أصحاب الآثار التي لم يشر إليها دون قصد، والله الموفق. محمد حسن آل الطالقاني النجف الأشرف السبت 14 ذي الحجة الحرام سنة 1418، المصادف 11 / 4 / 1998). منذ سنين طويلة وأنا أقرأ عن الوهابية والبهائية والقاديانية وغيرها من المذاهب المبتدعة، إلا أن قراءاتي – على كثرتها – كانت عابرة في الغالب، ولم يكن القصد من ورائها غير التعرف على الأفكار الحديثة التي اكتسبت صفة الأديان والأباطيل والخرافات التي رفعها أصحابها إلى مصاف الشرائع السماوية. ولم تكن تلك القراءات الخاطفة لتبعث في نفسي الرغبة إلى التوفر على دراستها أو التعمق فيها، إلا أنني خصصت القاديانية ببعض العناية، وانصرفت إلى دراستها وفحصها والتعرف على خصائصها ودخائلها بعض الوقت، ويعود الفضل في ذلك إلى صديقي الدكتور حسين علي محفوظ، فقد دعي في سنة 1375 ه = 1956 م لحضور بعض المؤتمرات في أمريكا وكتب لي من هناك رسالة في الخامس من تموز عام 1956 جاء فيها ما يلي: والذي أردت أن تعلمه أنت ومن معك من الذين يبتغون نصر الحق وإخلاد أهله، أن القاديانة وهم الذين… بنوا مسجدا في مدينة بوستن يولي كثير من الجاهلين وجوههم شطره، ولهم مثله في واشنطن وغيرها من أمهات بلدان أمريكا والغرب، وقد طبعوا القرآن مفسرا، وفاق اعتقادهم بالانكليزية والألمانية وغيرهما، وهم يحاولون الآن نشر ما زخرفوه بالفرنسية!!؟ ياللعار… الخ . وقد ساءني للغاية ما أخبرني به الصديق محفوظ، مع أنني كنت قد أحطت علما ببعض ما تقوم به القاديانية في القارتين الأوروبية والأمريكية من دعوة وتبشير، لكنني لم أكن لأتصور بأن نشاطهم قد بلغ هذا الحد، وأن دعوتهم تركض وتنتشر في القارات البعيدة بهذه السرعة. وفي خلال ذلك قرأت مقالا (انظر: “مجلة العرفان اللبنانية”، المجلد 43 / ج 6 / ص 589. وفي المجلد الخامس والثلاثين منها 1368 ه = 1948 م / 839 مقال للأديب الكبير “محمد جميل بيهم” تحت عنوان “العظمة في أمريكا أين هي؟” افتتحه بذكر القاديانية ومندوبهم الذي التقى به في شيكاغو وفي المجلد الخامس نفسه ص 947 رسالة من مبشر أحمدي في سيراليون اسمه “صدّيق محمد”.) لصديق آخر هو العلامة الدكتور محمد يحيى الهاشمي رئيس جمعية الأبحاث العلمية في حلب، ومؤلف كتاب الإمام الصادق ملهم الكيمياء تحدث فيه عن ترجمة القرآن باللغة الألمانية، وذكر أن الدكتور أو توبو خنيگر -الذي زار الشرق وتغلغل في قلبه وألقى محاضرات عنه- قد نبهه على التحريف والتشويه الذي ضمته الترجمة، مما يدعم دعوة القاديانية إلى المسيح المزعوم أحمد ويخالف المعتقدات الإسلامية، ويضر بتفاهم الأمم والشعوب مع بعضها بعضا، ولا يوقظ روح المودة والإخاء في الأوساط المسيحية. وقد حمل الدكتور الهاشمي الغيارى من المسلمين عبء المسؤولية عن إخراج ترجمة صحيحة للقرآن، تتسم بالضبط والدقة وتظهر حقيقة الإسلام الذي سئ فهمه في الغرب. وقد فكرت في الموضوع طويلا، وعجبت لسكوت علماء المسلمين عن هذه الزمر الضالة المضلة التي ابتلي الإسلام بها يوم راحت تنطق باسمه، وتزور حقيقته، وتلبسه غير ثوبه، وتدخل فيه ما ليس منه… وقررت أن أكتب ردا على القاديانية، فأكشف زيفها للملأ، وأعلن عن بطلانها من أساسها، وأنها ليست من الإسلام في شيء مطلقا، فما زلنا لا نحسن اللغات الأجنبية لنقف على تراجم القرآن ونرد على الزيف والبهتان، فلنرد على أصحاب الدعاوي الباطلة والمذاهب المستحدثة، وذلك أضعف الإيمان. وهكذا قررت بالرغم من كثرة أعمالي وتعدد المواضيع التي كنت مشغولا بإعدادها وإخراجها، وبدأت أجمع المصادر، ولكنني كنت – في قرارة نفسي – أتمنى أن يقوم بهذا العمل غيري لينصرف إليه بكله، ويفرغ له جهده، ويعطي البحث حقه، ويشبعه تحقيقا وتمحيصا… ولما كانت النية خالصة فقد حقق الله تلك الأمنية، إذ تلقيت هدية من العلامة الكبير الشيخ سليمان ظاهر النباطي، وهي الجزء الأول من ديوان شعره الإلهيات وقرأت في ثبت مؤلفاته المخطوطة المنشور على الغلاف الرد على القاديانية. وكانت فرحتي بذلك كبيرة لأن صديقنا المرحوم ظاهر من كبار العلماء والأدباء، ولا شك في أن ما يكتبه هو الغاية في بابه، وهو فصل الخطاب، وقر رأيي على نشر كتابه، فكتبت إليه أطلب منه إرساله إلي لأتولى نشره، فأجابني رحمه الله بأن العلامة الشيخ موسى عز الدين – من جويا بلبنان – قد استعاره منه للاطلاع عليه ومضت عليه وهو عنده ستة شهور، وأنه سيسترجعه ويبعث به إلي لوضعه تحت تصرفي. ومضت فترة طويلة شغلت خلالها عن الموضوع بالمرة، وحصلت بعض الموانع التي جرت العادة أن تحول دون أعمال الخير، وتقف حاجزا في طريق المصالح العامة والخدمات الكبيرة، وبين الرجال وأمانيهم الغالية وأهدافهم الجسام. وهكذا نسيت الموضوع أو تناسيته، وانتقل الشيخ سليمان إلى رحمة ربه، ومرت سنوات لم أحاول خلالها التفكير في الموضوع أو الرجوع إليه. وفي أواسط عام 1961 وجهت إلي حكومة ألمانيا الاتحادية دعوة لزيارتها فلبيتها في شهر آب، وتجولت في عدد من مدنها المهمة كبرلين وميونيخ، وهامبورغ وفرانكفورت، وبون وكولونيا، وآخن وسباير، ولوبيك وهايدلبرغ، وغيرها. ورأيت للقاديانيين هناك مساجد ونشاطا ظاهرا، والدعوة والتبشير بشكل نتمناه للإسلام الصحيح وتعاليمه الحقة، فاستأت إلى أبعد حد، ونقمت على قومي بل احتقرتهم في قرارة نفسي، إذ رأيتهم أمواتا لا حياة لهم، فالباطل يصول ويجول في العالم المتمدن، ويغوي ويضل السذج والبسطاء، ونحن قابعون في زاوية مظلمة، وقد ضربنا حولنا سياجا وبقينا نعتقد أن الإسلام وتعاليمه في مأمن كما أراده الله ورسوله، ما زالت مظاهره الشكلية محفوظة داخل السياج. وقد رأيت المسلمين في ألمانيا ينقمون بشدة على تلك الزمر الضالة ويضيقون بها ذرعا، وعلى رأسهم العلامة الكبير الشيخ محمد المحققي الأستاذ في جامعة طهران سابقا، وممثل المرجع الديني العام السيد حسين البروجردي في هامبورغ، ورئيس الجمعية الإسلامية هناك، فقد رأيته ناقما لدرجة أنه طلب مني ألا أستقبل أحدا من علماء القاديانية عندما علم بأن بعضهم قد طلب موعدا لزيارتي في فندق الاطلنطي الذي أنزل فيه فحددت له الساعة الخامسة بعد الظهر، ونزلت عند رغبة الشيخ فأبدلت منهجي الرسمي بالخروج معه في نزهة على ساحل البحر. وعدت إلى العراق وحللت في وطني النجف وأنا أحمل حقائبا من الآلام والآمال، فقد رأيت العالم الغربي بعيني، ووقفت على مدى حبه للاستطلاع واهتمامه للوقوف على حقيقة الإسلام – دين الحق والحرية والعدالة – وكيف يتعشقون تعاليمه ونظمه ويتسابقون إلى اعتناقه فرجعت إلى التفكير في الموضوع من جديد، فكتبت إلى الأستاذ الشاعر أحمد سليمان ظاهر في النبطية بلبنان وأعلمته بما دار بيني وبين المرحوم والده حول الكتاب، فما كان منه إلا أن طلبه من أخيه الأستاذ محمد في بيروت وبعث به إلي. وقد صرت أمام مشكلة جديدة، وهي مسألة نشره، فقد كنت يوم طلبته من مؤلفه قادرا على الانفاق لإخراجه، أما اليوم فأنا لا أملك تلك المقدرة، لأنني مثقل بعبء بعض الآثار التي أخرجتها واليوم إذ أوفق إلى إخراجه أبتهل إلى الله تعالى أن يتغمد روح مؤلفه بالرحمة والرضوان، ويجزيه خير جزاء المحسنين، وأن ينفع به ويجعل عملي فيه خالصا لوجهه، وأن يوفقني ما حييت، لما ينفع الناس ويمكث في الأرض ويرضي الرب، والله تعالى هو الموفق، وهو حسبنا ونعم الوكيل. النجف الأشرف محمد حسن آل الطالقاني.” (ص 9-13)
إذن ليس المؤلف مجرد شخص عادي لا أهمية ولا وزن له في ساحات العلم كل تراثه هو أنه كان عضواً في جماعة التكفير ثم في الأحمدية، بل يُعتبر المؤلف أحد أعلام بل عَلَم أعلام القرن العشرين على حد وصف أدباء الشيعة العرب، وكتابه الذي ((يرد على الجماعة الإسلامية الأحمدية)) يُعَدُّ كتاباً نفيساً بمعنى الكلمة في الرد على القاديانية لدرجة أن المحقق مع أنه قضى حياته منذ ستينيات القرن العشرين في دراسة القاديانية وكَتَبَ حولها عشرات البحوث والمقالات والكتب وغيرها، رغم هذه الحياة الحافلة في دراسة وتحليل ونقد القاديانية لم يجد المحقق بعد عمر طويل ما ينشره أفضل من هذا الكتاب للرد على الجماعة الإسلامية الأحمدية!
إضافة لكل ما سبق فالمؤلف والمحقق متفقان على أن الجماعة الإسلامية الأحمدية رغم حداثة تأسيسها هي الجماعة الأنشط في مجال التبليغ بالإسلام حيث تقوم لوحدها بنشر الإسلام وترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات العالمية وفتح المساجد والمشاريع الخيرية حول العالم بمستوى يفوق جميع جهود وأعمال الفرق الإسلامية مجتمعة التي كما يصفها الكاتب بأنها لا تزال قابعة في الظلام والركود! كما أن المؤلف يشهد على أن حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام كان بالفعل المدافع الأبرز عن الإسلام في الهند ضد التنصير والهجمات الهندوسية وغيرها بجهود عظيمة مشكورة وأن حضرته كان يفحم جميع أعداء الإسلام بحججه القوية وبأنه كان المتفوق بجدارة على خصوم الإسلام من قسس وغيرهم وأن البنجاب كانت تتبعه بجماهيرها الغفيرة التي فاقت عشرات الآلاف لوحدها، كما أن المؤلف وهو عدو لدود للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام نزّهه عن التهم التي يفتريها خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية وامتدح كتاب “البراهين الأحمدية” وشهد على أن فيها بالفعل 300 دليل على صِدق الإسلام! وهذا لوحده كاف لنسف ادعاء المعترض حول “البراهين الأحمدية” (انظر منشورنا: نسف جميع شبهات المعترض حول البراهين الأحمدية).
كل ما على الباحث فعله عند التعرض لأعداء الجماعة الإسلامية الأحمدية هو تركهم يردون على بعضهم البعض! فهم من التناقض كفاية لبيان زيف خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية كلهم دون حاجة أن ترد الجماعة الإسلامية الأحمدية بحرف واحد!ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ!
ولا عجب أن هذه الآية سبقها قوله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم﴾
سبحن الله العظيم!
اللافت أن النبذة حول الشيخ مؤلف كتاب الرد على المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام تذكر التالي:
“توفي مساء الخامس من كانون الأول 1960 هذا الشاعر والأديب المعروف في العالم العربي منسياً من قبل بلده وبلدته، لا قبر له يزار ولا قصيدة شعر له تُقرأ، ولا ذكرى له تقام، فإلى متى هذا الإهمال والنسيان لعبقري من لبنان على أبواب ذكرى غيابه الخمسين؟!” (الشيخ سليمان ظاهر).
أما المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام فقبر حضرته في روضة من رياض الجنة ضمن مقبرة تحمل اسم “مقبرة الجنّة” يحظى بعظيم الاحترام والحراسة والعناية ويزوره الآلاف سنوياً محبةً وإجلالا!
وكفى بربك هادياً ونصيرا
مما يجدر الانتباه إليه أيضا أن الكاتب ذكر بأن أحد النصارى ممن يراجعون ترجمات المصاحف قد أبدى انزعاجه الواضح من ترجمة الجماعة الإسلامية الأحمدية لمعاني القرآن الكريم إلى الألمانية وطلب منع تداول هذه الترجمة! والسبب واضح حيث أن ترجمة الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتمد فعل التوفي بحق عيسى ؑ بمعنى الموت لا رفع الجسد حياً إلى السماء كباقي فرق المسلمين مما دفع النصراني إلى إبداء انزعاجه من ذلك واتهم الجماعة بتحريف ترجمة القرآن الكريم بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً لكل مطلع إذ كانت الجماعة الإسلامية الأحمدية هي الرائدة في ترجمة معاني القرآن الكريم ومنها نهل باقي مترجمو الفرق المختلفة كما اعترف الشيخ حمزة يوسف وغيره!
كذلك يتضح من إلغاء الكاتب موعد اللقاء مع الأحمدي الذي قدم طلباً للقاء والمناظرة يتضح من ذلك مَن الذي يفر من ميادين المناظرات ممن أفحم المعتدين!
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ