شبهة الشرب من بول الإبل والبعير
هل الأحمدية تؤمن بشرب بول البعير؟
يقول خصوم الجماعة:
ورد سؤال على موقع الجماعة يقول:
السلام عليكم يا سيوف الاسلام ! افيدوني مدى صحة هذه الاحاديث حيث جعله المرتدون عن الاسلام ذريعة لتركهم للاسلام: عن انس ان رهطاً من عكل قدموا على النبي فاجتووا المدينه ,فقالوا يا رسول الله ابعد لنا رسلا ما اجد لكم الا ان تلحقوا بالذود ,فانطلقوا فشربوا من بولها والبانها حيى صحوا وسمنوا فقتلوا الراعي واستاقوا الذود فكفروا بعد اسلامهم فاتى الصريخ النبي فبعث الطلب فما ترحل النهار حتى اتى بهم فقطع ايديهم وارجلهم ثم امر بمسامير فاحميت فكحلهم بها وطرحهم بالحره يستسقون فما يسقون حتى ماتوا ” ,صحيح البخاري …
ابو سعادة – اندونيسيا
جواب الأحمدية:
أما الحديث … فيتضمن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد طبّق آية الحرابة في هؤلاء المفسدين في الأرض الذين قتلوا الراعي غدرا بعد أن كان يخدمهم. وكان غرضهم بثّ الذعر في نفوس المسلمين، كما فعلت إحدى القبائل حين قتلت سبعين من المسلمين الذين دُعوا لتعليمهم القرآن ففُتك بهم غدرا.
هذه آية الحرابة: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة 33-34)
فالمفسد في الأرض يمكن تقتيله وتصليبه، وليس مجرد قتله، فالتقتيل هو أكثر من مجرد القتل.
وهؤلاء كما في الرواية: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَدِمَ أُنَاسٌ مِنْ عُكْلٍ أَوْ عُرَيْنَةَ فَاجْتَوَوْا الْمَدِينَةَ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلِقَاحٍ وَأَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَانْطَلَقُوا فَلَمَّا صَحُّوا قَتَلُوا رَاعِيَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَاقُوا النَّعَمَ (البخاري).. فهؤلاء غدروا وقتلوا.
وعَنْ أَنَسٍ قَالَ إِنَّمَا سَمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْيُنَ أُولَئِكَ لِأَنَّهُمْ سَمَلُوا أَعْيُنَ الرِّعَاءِ. (مسلم)
حديث بول البعير صحيح عند الجماعة الاحمدية، فهل نقول لهم بالصحة والهناء ؟
الرد: عدم التسرع بالحكم على الأحاديث
إذا خرجنا بشيء من هذه الشبهة فهو أن الله تعالى بفضله قد جعل خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية ينكرون الأحاديث الشريفة بينما جعل حُماة أحاديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هم المسلمون الأحمديون ولله الحمد.
نأتي الآن إلى فحوى الشبهة وهي قول الخصوم بأن الجماعة ((وكأنه العار)) تعترف بحديث النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حول عدوان الغرباء على الراعي وسرقة ماله وحلاله وقتله وخيانة الضيافة، ويركّز الخصوم على جزئية أو كلمة وردت في الحديث وهي قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن يستفيد أولئك الأشخاص من أبوال وألبان الإبل، وينبز الخصم ساخراً من قبول الجماعة الإسلامية الأحمدية لهذا الحديث مع جزئية شرب البول واللبن! فماذا عسانا نقول إلا “سبحن مخزي الأعادي”! أما نحن فنتشرف بأحاديث النبي ﷺ ولا نسارع بإنكارها بل نتأدب بشدة مع كل حديث سواء ضَعَّفه المحققون أو حتى كان عندهم من سقط المتاع حاشا للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ!
كون الحديث صحيح لا يمنع وجود إضافات ضعيفة
أما حقيقة موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية فهو أن الحديث صحيح، ولن ندخل في تفاصيل حديثية ومباحث لا مناسبة لسردها، بل سنأخذ الحديث كما هو في الصحيح ونعلّق بمنتهى البساطة بأن الحديث الصحيح لا يمنع من وجود زيادة ضعيفة أُدخلت سهواً في نص الحديث، ولعل الخصم يجهل بأن هنالك كتاب عنوانه “الزيادات الضعيفة في الأحاديث الصحيحة” يستعرض فيه المؤلف الأحاديث الصحيحة التي أُدْخِلَت فيها جزئيات أو ألفاظ ضعيفة بل ومنكَرة أحيانا ولكنها مع ذلك لم تُخل بقوة الحديث وصحته فبقي حديثاً صحيحاً مع زيادة ضعيفة. لا جَرَم أن خصوم الأحمدية كما تبيّن هم أنكر الناس لأحاديث النبي ﷺ وأجهل الناس بها، وكما يقال “البعيد عن العين بعيدٌ عن القلب”، فلولا أن خصومنا لا يهمهم شأن الأحاديث الشريفة ما كان حالهم هو هذا الجهل والتخلف بموضوع الأحاديث وتسرّعهم في إنكارها جملةً وتفصيلا.
المهم أن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا تنكر هذا الحديث أو غيره الذي أنكره بل وسخر منه خصوم الجماعة بل تقبله وهو صحيح حتى لو أنكره العالم كله، ولا نقول بأن الزيادة ضعيفة أو غير ضعيفة بل نقول بأن ذلك واردٌ ومعروف عند أهل العلم، فهذا الحديث لا يضيره سواء كانت الزيادة “شرب بول الإبل” صحيحة أو ضعيفة، لأنها إذا كانت صحيحة فلا بد أن هنالك لفظ ما غير مفهوم قد يراد به العلاج وليس الشرب للتلذذ كما يستخدم الصيادلة بعض السموم والمواد غير المقبولة عند الناس وهي أدوية ناجحة ومفيدة، خصوصاً والحديث يذكر أن الذين تداووا ببول الإبل شفوا وصحّوا، فالقصد أن ذلك علاج فقط يقوم بتحضيره المختصون من أطباء ومعالجون واذا وجدوا ما هو أفضل منه استعاضوا به عنه، وإذا كانت الزيادة “شرب بول الإبل” ضعيفة فلن تبقى أي شبهة في الحديث، وهو ما تقوله الجماعة حول جميع الأحاديث وهو مما يتفق مع أهل التحقيق والدراية.
وحتى الدرس الفقهي القادم لخصوم الأحمدية نختم بالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ