لقد تناول حضرة المُصْلِحُ المَوْعود مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تناول تفسير الآية التي وردت في سور الحجر والصافات والجن والتي تتحدث حول استراق الشيطان السمع وإرسال الشهب الثاقبة خلفه لترديه وتفشل مشروعه المتلخص في وضع العراقيل للنبي وجماعة المؤمنين ووضَّح حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأن في ذلك معنى باطناً لحالة الإنسان الروحانية التي تشبه ظاهرة تساقط الشهب المحرقة من الأعلى (السماء) إلى الأسفل (الأرض) والتي هي عبارة عن إسقاط شبهات الشياطين التي تسترق السمع ثم تبث سموم الكذب والتشويش إسقاطها ببعثة المرسلين. وقد استند حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ على تفسير والده المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الذي تناول هذا الموضوع في كتاب تفسير سورة الصافات الذي شرحه بإمتاع لا نظير له وقرنه بحالة الإنسان الروحانية حيث تحدَّثَ اَلْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام عن الحالة الروحانية للمؤمن فقال عَلَيهِ السَلام ما ملخّصه بأن المؤمن إذا قدّمَ اللهَ تعالى فوق كل شيء فسوف يرفعه الله تعالى في هذه الدنيا ويصبح إنساناً مُنوّْراً بنورٍ خاص من عند الله تبارك وتعالى. وبيّنََ أن هذا هو الرفع الروحاني الذي يصبح فيه المؤمن مرفوعاً درجة يكون فيها بعيداً عن متناول الشيطان. كذلك بيّنََ عَلَيهِ السَلام كيف ضرب الله تعالى مثالاً لكل ما في هذه الحياة فأشارَ إلى أن الشيطان إذا بدأ يصعد نحو السماء فإن شهاباً ثاقباً سوف يُسقطه أرضاً، وبأن هذا مثال ضربه الله تعالى لحالة الإنسان الروحانية، وأنه لا يتضمن فقط معنى ظاهراً بل وباطناً أيضا. كذلك أوضح عَلَيهِ السَلام هذا المعنى في تفسير سورة الفاتحة فقال بأن الشهب الثاقبة إنما هي بعثة الأنبياء الذين يُسقِطون حجج الشيطان كلما حاول الاستراق لما يقوله الصلحاء كي يشوهوا رسالة الحق وأن رجم الشياطين المقصود ما هو إلا إقامة الحجة وليس استلال الحسام والرماح، كما تشاهدون في الصورة المرفقة.
لقد أخبرنا المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في كتاب سر الخلافة كما في غيره أيضاً بأنه فقد ابناً إسمه بشير ولكن الله تعالى بشَّره بإبن يدعى بَشِيراً كان عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام قد وصفه في موضع آخر بأنه الإبن الموعود وقد صار فيما بعد خليفته الثاني، ثم تطرق في النص التالي مباشرة في كتاب سر الخلافة إلى حضرة نور الدين خليفته الأول وكأنه يوميء إلى “سر خلافة” رفيقه نور الدين والابن الموعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُما له عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام.
وهكذا يطمئن القلب أنَّ عِلم الإبن والرفيق إنما هو علم المعلّم مسيح الأمة حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ