هل المسيح الموعود عليه السلام يؤمن أن الخلافة لا تصح إلا إذا كان الخليفة من قريش؟
عندما ادعى ذلك المعترض المرتد عن جماعتنا أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام يؤمن بأن الخلافة لا تصح إلا إذا كان الخليفة من قريش، بناء على حديث “الأئمة من قريش“، كنت قد وضعت في ردي على هذه الفكرة السخيفة اقتباسا قاطعا لحضرته يبين بأن هذه الفكرة خاطئة تماما، وهذا الاقتباس كان:
” فباختصار، إن هؤلاء القوم يعتقدون من منطلق الحديث “الأئمة من قريش” الذي ترسخ في أذهانهم معناه الخاطئ بأن الخلافة ستنتقل إلى قريش في نهاية المطاف وسيكون اسم هذا الخليفة “محمد المهدي” وسيكون من بني فاطمة ويسفك الدماء بكثرة من أجل الدين.” (كشف الغطاء)
ولكن هذا المعترض يتغابى على الحفنة من الذين يتابعونه، ويتجاهل هذا الاقتباس تماما، وكأنه لم يكن، ليكرر الاقتباسات التي اقتطعها من سياقها وكانت في معرض تبيان نفاق وتناقض الشيخ البطالوي الذي من ناحية يؤمن قطعا بأن الخلافة يجب أن تكون في قريش ومن ناحية ثانية يقول بأن السلطان العثماني خليفة، ثم في أحيان أخرى ينفي أيضا أن يكون السلطان العثماني خليفة بوضوح، كما في قوله:
“وهناك دليل آخر أيضا (على نفيه لخلافة السلطان العثماني) على ذلك وهو أنه (أي البطالوي) كتب في مجلته إشاعة السنة المجلد 12 الصفحة 380 بوضوح تام: “الخلافة مسلّمة لقريش فقط ولا يمكن أن يكون خليفة من قوم آخرين”…” (كشف الغطاء)
فنجد أن هذا المعترض يتجاهل هذا كله تغابيا، ظانا أن المتابعين لا يسمعون ولا يعقلون، ولا يبالي بالخزي الذي سيصيبه بعد تبيان كذبه وتغابيه ودجله بإخفاء هذه الاقتباسات وتجاهلها وكأنها لم تكن، رغم أنني ذكرتها سابقا.
واليوم، يطلع علينا أيضا بتغاب جديد، وهو أن قولنا بأن كون الخلافة من قريش ليست شرطا، فهذا يعني أننا نعترف بالسلطان العثماني خليفة روحانيا، ولهذا يجب أن نرفض الخلافة الأحمدية لكونها نشأت وكانت الخلافة العثمانية في آخرها!!
ليس معقولا أن المنطق عنده متضارب بهذه الصورة! فهل وصل به الاستخفاف بمتابعيه بالادعاء أننا إذا قلنا بأن القرشية ليست شرطا فهذا يعني أننا نعترف بكل حاكم بل ربما بكل شخص يعلن نفسه خليفة؟!
معنى أننا لا نعتبر القرشية شرطا، هو أن انتخاب الخليفة الراشد في خلافتنا الراشدة ليس من شروطه القرشية، وهذا ما نحن عليه.
وهكذا يتضح كذبه ودجله وتزييفه المستمر، بإخفاء اقتباسات كنت قد ذكرتها سابقا، تحسم الأمر تماما، كما يثبت تغابيه ومماحكته واستخفافه بمن يستمع إليه. ولكن هذا كله يصب في إظهار حقيقته وإظهار مقدار فهمه وإدراكه إن كان غير قاصد للدجل أو مدى دجله إن كان يعي ما يفعل. أما شتمه وسبه وتنابزه بالألقاب فهو يظهر مستوى أخلاقه. علما أنني لا أرد عليه ولا يمكن أن أجالسه، ولكني أكتب للقراء والمتابعين.
يجدر أخيرا الانتباه إلى أن هذا المعترض ليس مماحكا فحسب، بل هو مكرار يكرر كلامه بصورة مرضية، وهذا مرض نفسي اسمه الإيكلولاليا يبدو أنه يضاف إلى أعراضه النفسية المتنوعة.