أخيرا .. يقر المعترض بخيبته وفشل مشروعه ..
كتب المعترض مقالا يحاول فيه تبرير خيبته و فشل خطته بإنهاء الجماعة الإسلامية الأحمدية من الداخل بإخراج كل الأحمديين العرب منها و إغلاق دكانها كما سولت له نفسه.
في البداية، لا بد أن أشير إلى أن ما كتبه المعترض دليل قاطع على الحالة النفسية الأليمة التي يعيشها، كما أنه يعكس حجم التذمر و اليأس والقنوط الذي أصابه و استولى عليه بعد فشل خططه ويقينه بعدم نجاحه في شيء اللهم في السقوط بنفسه إلى مستنقع نتن كان في غنى عنه سواء بقي في الجماعة أو تركها. و إلا فلا يحاول تبرير عدم استماع الناس له وعدم تأثرهم بما يقدمه من اعتراضات إلا من حصلت له قناعة أن هؤلاء فعلا ثابتون محتسبون محصنون، و أنه فشل فشلا ذريعا في عمله الشيطاني. و هو الإعتراف الضمني الذي طالمنا انتظرناه !
و لعل أحد أهم الأسباب أيضا وراء كتابته هذا المقال هو دخول أحد الإخوة الجماعة ومبايعة المسيح الموعود عليه السلام قبل بضعة أيام و هو الذي كان من أشد معارضي حضرته عليه السلام ومعارضي الجماعة لأكثر من 9 سنوات. فإيمان رجل من هذا الحجم والذي خرج من وكر المعارضة وهو المطلع على كل شبهة صغيرة كانت أو كبيرة ضد الجماعة، لا يعني إلا أن كل ما قدمه المعترض من جهد مضن خلال أكثر من سنتين ونصف مجهود عمل باطل، لم يستطع أن يُبقي حتى المعارضين على معارضتهم، ناهيك عن أن يحرك شيئا في إيمان المخلصين.
ملخص مقال المعترض أنه صاحب دعوة حق يرفضها الأحمديون لأحد الأسباب الستة التي ذكرها في مقاله، و التي سأتناولها بالرد واحدة واحدة بإذن الله تعالى.
الإعتراضات
1. يقول: إنه الكبر، و يستدل على هذا بقوله تعالى:” سَأَصْرِفُ عَنْ آَيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آَيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ” (الأعراف 146)
أقول: بادئ ذي بدء لا أخفي فرحي باستدلال المعترض أخيرا بالقرآن الكريم وهو الأمر الذي غادر مقالاته منذ تركه للجماعة. أما ردي فهو كالتالي:
- أولا: المعترض ليس صاحب دعوة إيمان بل صاحب دعوة كفر بحيث أن رسالته الواضحة هي فقط ضرورة الكفر بالمسيح الموعود عليه السلام.
- ثانيا: الرجل لا يدعو لسبيل الرشد، فقد طالبناه ولا زلنا نطالبه بأن يوضح لنا ما رست عليه سفينته و ما هو الرشد البديل الذي يقدمه لنا غير تكذيب المسيح الموعود عليه السلام فعجز عجزا و فر فرارا و لا يزال يفعل.
- ثالثا: الرجل لا يقدم آيات على صدقه حتى نلام على تكذيبها، بل يقدم شبهات واعتراضات على شخص قدم آيات صدق نؤمن بها.
وبالتالي فقياسه خاطئ وإسقاطه للآية على حالته إنما هو إسقاط تعسفي يرفضه العقل والسياق والذوق السليم. وهذا يسقط عنا تهمة الكبر التي كانت لصيقة منذ الأزل بمعارضي الأنبياء لا بالمؤمنين بهم. وأتحدى المعترض أن يأتينا بدليل قرآني واحد يصف المؤمن بنبي -وإن كان كاذبا- بأنه متكبر. وهذه دعوة للمعترض لكي يخشى الله ويتقه.
2. يقول: أن بعض الأحمديين “اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة”.
وهذا قول يعرف المعترض نفسه أنه ظلم كبير للإخوة الأحمديين، خصوصا وأنه كان أكبر المنتفعين من الجماعة التي وظفته لأكثر من 17 سنة، و هؤلاء الذين يتحدث عنهم بسوء قد عمل معهم وشاركهم نفس المكاتب والأهداف والغايات، فهل هؤلاء لم يبدؤوا بيع آخرتهم بدنياهم إلا بعد خروجه من الجماعة؟ وهم الذين كانوا المضحين الصابرين المبلغين رسالة الحق طول مكثه في الجماعة وقبل ذلك بكثير؟ أم أن هذا الأخير كان منافقا بينهم يخفي في نفسه ما لا يعلن لهم؟
3. يقول: أن بعضهم ” صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ”
و لا أجد من اتصف بمثل هذه الأوصاف على الأقل في كتاب الله إلا معارضي الأنبياء ومكذبيهم لا مصدقيهم. فقياسه مرة أخرى خاطئ.
4. يقول: أن بعضهم ” طَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ “.
كذلك، لا أجد هذا الوصف في كتاب الله إلا في حق معارضي الأنبياء ممن ورثوا الإيمان عن الأجداد وأصروا على اتباع التقاليد الموروثة بدل الخضوع لنداء السماء والإيمان الذي يكون في طبيعته مخالفا للعادات مزلزلا للواقع جالبا لسخط عموم الناس إلا من رحم الله. فالرجل مرة أخرى يدجل ويحمل كلام الله ما لا يحتمل.
أما قوله أن كثيرا منا فاسقون، فإنما يناقض شهادته في حقنا فور خروجه إذ لا زلنا نتذكر قوله بأن الأحمديين عموما أشخاص طيبون، هذا ناهيك عن مئات المقالات التي وصف فيها انبهاره بأفراد الجماعة و ثنائه على تقواهم والتزامهم ونظامهم وتضحياتهم في سبيل الإسلام فور وصوله لبريطانيا، بل ولمدة 17 سنة لم يدخر فيها جهدا دفاعا عن هؤلاء الذين أصبحوا بين عشية و ضحاها شر الناس و أكثرهم فسقا وشهادة زور.
فالرجل في المحصلة كاذب كاذب إما هنا أو هناك الآن أو فيما مضى !
5. يقول: أن بعضهم ” جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ“، لأنهم “أطاعوا سَادَتَهم وَكُبَرَاءَهم فَأَضَلُّوهم السبيل“، وقالوا لهم ما مفاده: “لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآَنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ“.
المعترض هنا يجعل اعتراضاته وشبهاته ومبالغاته وتحامله في مثابة القرآن، وهذا والله لا يقوم به إلا من تضخمت أناه لدرجة مرضية لا يعلمها إلا الله تعالى.
فنحن على النقيض مما يقول: “سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا“، و كنا ممن “الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ” .. و قارننا وبحثنا وهدانا الله تعالى لهذا الحق المبين، ووجدناه أحسن القول وصاحبه أحسن الداعين للحق بعد الرسول صلى الله عليه وسلم فبايعناه على السمع والطاعة.
أما الشياطين، فقد أعرضنا عنها و أطعنا الله وعصمنا من وسوستها بفضله و كرمه لا بجهدنا وهو القائل: ” إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ “.
ولعل هذا ما أثار حنق الشياطين ضدنا حتى صاروا لا يتنفسون إلا بذكرنا !
6. يقول: أن بعضهم “ يَخْشَوْنَ النَّاسَ [وكلام الناس] كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً“.
و هذا و الله ظلم عظيم، فلو كنا نخشى الناس ما خالفنا إجماع الناس وما غادرنا مجالسهم و ما تركنا ملتهم و مذهبهم.
فعلى العكس تماما نحن سمعنا نداء السماء وخشينا يوما يحاسبنا الله على عدم إيماننا خشية الناس، فتركنا الدنيا وراء ظهورنا، و منا من قاطعه أهله و أصحابه و منا من أخرجوه من ديارهم و منا من طُرد من عمله، و منا من سُجن و منا من هُدِّد بالقتل و كثير منا من استشهدوا في سبيل إيمانه فعلا.
فهل هذه سنة من يخشى الناس؟ بالله عليك!
تعليق على مقال رد ل ” إلياس” في حق المعترض :
رد مفحم آسي إلياس فهذا المعترض المشار إليه يتناقض في كلامه ويخفي بعض الحقائق عن طريق إخفاء بعض السياقات التي تأتي فيها هذه الحقائق وهو الذي كان من قبل يذم هذا الأسلوب السخيف (وكان من الذين علمونا منهج النظر في السياق وعدم إخفائه عند كل تحليل ، وإلا يُعَد الأمر كذبا) ؛ ويبدو أنه دخل الجماعة الأحمدية منذ أول وهلة نفاقا من أجل تحطيمها من الداخل ، لكن لم يتسن له ذلك . أود أن أورد في هذا الصدد رؤيا رأتها زوجتي الكريمة في حق هذا المعترض (أيام كان يشارك في برامج الحوار المباشر والتفاسير وسبيل الهدى وغيرها ) أنها رأته في أحد برامج الحوار المباشر لابسا سروالا قصيرا جدا كسروال السباحة لوحده من بين زملائه الآخرين المشاركين في نفس البرنامج ؛ ولم نفهم حينها تأويل هذه الرؤيا ؛ أما الآن وبعد خروجه من الجماعة فقد اتضح لي ولزوجتي تأويل هذه الرؤيا بوضوح .