يقول الإعتراض:
” من تناقضات القرآن قل لا أسالكم عليه أجرا إلاّ المودّة في القربى. (ها هنا لا يسأل أجرا) يا ايها الذين امنوا اذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم واطهر فان لم تجدوا فان الله غفور رحيم (ها هنا يسأل أجرا)
الجواب:
يقول تعالى:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ ۚ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ] المجادلة : ١٣
يخبر الله تعالى الناس في هذه الآية من سورة المجادلة بأن يقدموا صدقة يسيرة من أموالهم لصندوق الفقراء قبل أن يستشيروا النبي ﷺ في أي مسألة، وهذا يبيِّنُ بأن النبي ﷺ كما قال تعالى عنه في كتابه العزيز لا يسأل الناس أي مقابل مادي لقاء حبه ودعوته ودعائه لهم وكل خدمة يؤديها ويضحي بنفسه من أجلهم وكل ما يطلبه هو أن يحبّوا بعضهم بعضا ويحبوه حب القربى أي كما تحب الأم الحنون أولادها دون انتظار أي مقابل منهم وأنَّ أي مقابل تطلبه الأم هو محصور في نجاح أولادها ومحبة بعضهم بعضا ومساعدة بعضهم البعض، وقد جعل هذا الخيار مفتوحاً للمقتدرين من الناس ولكي يستشعر من جاء لاضاعة وقت النبي ﷺ في أمور تافهة فقط بأنه سوف يتعين عَلَيهِ لإظهار الاهتمام أن يتبرع ببعض المال للفقراء قبل استشارة النبي ﷺ وبذلك يعود أدراجه لعدم جديته ويبق فقط من كان يسعى بصدق لاستشارة النبي ﷺ وليعلم الجميع بأن هذه هي الأسوة النبوية ومطلبه الوحيد ورسالته هي أن يسود العدل الاجتماعي والاقتصادي والإنساني لا غير. ومن صفات النبي ﷺ في التوراة (مُشير) أي مستشار للمؤمنين:
“لأَنَّهُ يُوْلَدُ لَنَا وَلَدٌ وَيُعْطَى لَنَا ابْنٌ يَحْمِلُ الرِّيَاسَةَ عَلَى كَتِفِهِ، وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيًّا، رَئِيسَ السَّلاَمِ.” (إشعياء 9:6)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ