بدايةً، لم يقل القرآن المجيد بأن ذلك ما هو مكتوب في التوراة بل هذا هو قول اليهود فقط وهو ليس مشترط الصحة ولا إشارة بصحته في كتاب الله والدليل على ذلك تكملة الآية نفسها “ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ“. كما أن لفظ اليهود لا يراد به كافة اليهود بل الذين يقولون ذلك فقط كقول الله تعالى “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ” ولم يكن الحديث يشمل جميع الأعراب بطبيعة الحال بل قسم منهم فقط، وهذا التعبير شائع في اللغة العربية.
ثانياً، هنالك فعلا طوائف يهودية من أهل اليمن وفي المدينة المنورة أيضا كانت تقول بأن عزيراً ابن الله وذلك نظراً لأهميته في تاريخ بني اسرائيل وإعادته كتابة التوراة والتفسير اليهودي وغير ذلك الكثير. وقد اعترف كتّاب غربيون كثر بأن تاريخ اليهود العرب لم يسجل ولم ينقله غير المسلمين في كتبهم ومنهم الأستاذ جوردون دارنيل نيوباى وهو أستاذ الدين المقارن والدراسات الإسلامية واليهودية بقسم دراسات الشرق الأوسط و جنوب آسيا في جامعة إيمورى بالولايات المتحدة.
ويعترف أ. نيوباى فى كتابه A HISTORY OF THE JEWS OF ARABIA أي (تاريخ يهود العرب) صفحة ٦١ بأن مصادر المسلمين لليهود العرب هي الوحيدة المتوفرة. وهذا رابط الكتاب من موقع أمازون للكتب.
وكذلك الأستاذ جورج سيل George Sale وهو مترجم بريطانى ولد عام 1697 وتوفى عام 1736 حيث جاء فى ترجمته للقرآن الكريم وقال قولاً مشابهاً في الصفحة 152 من الإصدار الرابع لكتابه ( عام 1923 ).
وهذه الموسوعة اليهودية تنقل المصادر الإسلامية التي تتكلم عن قول طائفة من يهود اليمن بأن عزيراً ابن الله رغم اعتبار الموسوعة ذلك مجرد مصادر إسلامية حسب فهم المفسرين المسلمين لقصة ضياع التوراة وكتابة عزير لها.. والمفارقة هي أن الموسوعة في نفس الصفحة تعترف بأن عزير قد قام فعلاً بأعادة كتابة التوراة بعد السبي البابلي وضياع النسخة الأصلية. المهم أن هذه المصادر الإسلامية هي الشاهد على صحة هذا القول والدليل أن لا أحد من اليهود في زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم اعترض على ذلك بل لم يسجل التاريخ أي اعتراض حتى بعد قرون من وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مما يدل على صحة هذه المصادر الإسلامية لتاريخ اليهود العرب.
فكيف استطاع اليهود والنصارى والملاحدة وكل المشككين أن يتأكدوا من أن يهود المدينة لم يقولوا بأن عزيراً ابن الله على الرغم من أن المتخصصين لا يوجد لديهم مصدر ثابت عن عقائد اليهود العرب أو ممارساتهم ولماذا نكذب المصادر التي بين أيدينا والتي تقول بأن فريقا من اليهود كان يقول بذلك ؟
هنالك بعض المصادر الأخرى واكتفي بما ذكرته لحد الآن.
والسَلامُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللهِ وَبَركاتُه