حادثة الإفك وتبرئة السيدة عائشة من فوق سبع سماوات
يعرف جميعُ المسلمين الحادثة المعروفة بِالإفْك حيث اتّهم بعض المنافقين أُمّ المؤمنين السيدة عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْها وأرْضاها فبرّاها اللهُ تعالى من فوق سبع سماوات في سورة خاصة بهذه التبرئة فكانت درساً عظيماً على مقام أمهات المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْهن أجمعين وَعَلَى إحسان الظن بالمؤمنين وعدم إشاعة الأخبار الكاذبة وكل ما يقال دون تثبت والسعي بدل ذلك لإشاعة الأخبار الجيدة الصالحة التي لا تضر بل تنفع الجميع وبالتالي يختفي السوء من العالم وتذوي كل الإشاعات الهدامة والتي لا يقوم أغلبها على أساس غير سوء الظن ونتائجها هي الخوض في خصوصيات الناس وهتك أعراضهم ونشر الباطل. وقد عبَّرَ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ السَلام عن مرارته عند سماع بعض متعصبي الشيعة يثيرون هذه التهم الشنيعة بحقّ أُمّ المؤمنين رَضِيَ اللهُ عَنْها رغم تبرئة الله تعالى لحضرتها في القُرآن الكَرِيم كما يلي:
“فكنتُ فيهم ليلاً ونهارًا، وجادلتُهم مرارًا، وما كان أن تتوارى عني خبيئتهم أو يخفى علي رؤيتهم، فوجدتُ أنهم قومٌ يُعادون أكابر الصحابة، ورضوا بغشاوة الاسترابة.ورأيتُ كُلّ سعيهم في أن يفرُط إلى الشيخَين ذمٌّ، أو يلحقهما وَصْمٌ، فتارةً كانوا يذكرون للناس قصة القرطاس، وتارة يشيرون إلى قضية الفَدَك، ويزيدون عليه أشياء من الإفك، وكذلك كانوا مجترئين على افترائهم وسادرين في غلوائهم، وكنتُ أسمعُ مِنهم ذمّ الصحابة وذمّ القرآن وذمّ أهل الله وجميع ذوي العرفان، وذمّ أُمَّهات المؤمنين.” (سر الخلافة)
ذكر حادثة الإفك في القرآن
وقد جاء ذكر هذه الحادثة في قوله الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُبِينٌ . لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ . وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ . وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ . يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ . وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} -النور
تفسير آية الإفك
ويشرح الخليفة الثاني للمسيح المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فيقول:
“تتحدّثُ هذه الآية عن تلك الحادثة الشهيرة التي وقعت مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين تخلّفت عن باقي القوم في غزوة بني المصطلق، فرماها المنافقون بتهمة قذرة شنيعة جدًّا. وبيان ذلك أنه كان من عادة الرسول ﷺ أنه كلما خرج في سفر اصطحب معه بعض أزواجه. ما كان ﷺ يأخذهن بالتناوب، بل كان يقرع بينهن، فمن خرج سهمها اصطحبها. فخرج سهمُ عائشة رضي الله عنها عند غزوة بني المصطلق، فاصطحبها النبي ﷺ. وعندما كان راجعًا من الغزوة بات في مكان قريب من المدينة. وأرادت عائشة ؓبالليل قضاء حاجتها، فخرجت بعيدا عن الجيش، وعندما عادت عرفت أن قلادتها قد انقطعت وسقطت، فرجعت إلى ذلك المكان تبحث عن قلادتها، وبينما هي تبحث حان رحيل الجيش. وأمر المسؤول عن القافلة بوضع هودجها على الجمل ظنًّا منه أنها جالسة داخل الهودج إذ كانت في تلك الأيام نحيفة جدا. فلما رجعت وجدت القافلة قد رحلت، فحزنت حزناً شديدا. ثم فكرت أنَّ القوم لا بد أن يرجعوا إلى ذلك المكان إذا علموا بتخلفها، فجلست هناك على الأرض. فغلب عليها النوم فنامت. وكان الرسول ﷺ قد ترك أحد صحابته اسمه صفوان بن المعطل ليتفقد المكان الذي بات فيه الجيش إذا طلع الصبح، ليأتي بما قد سقط من متاع القوم. فبينما هو يتفقد مكان الجيش بعد طلوع الصبح إذ رأى امرأة نائمة. فاقترب منها فعرف أنها عائشة. تقول عائشة رضي الله عنها بينما أنا نائمة إذ سمعت صوت “إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ“. وكان حكم الحجاب قد نـزل، ولكنني كنت نائمة في تلك البرية وكان وجهي مكشوفًا فعرفني هذا الصحابي لأنه كان قد رآني قبل الحجاب، فقال بصوت عال “إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ“، فاستيقظت على صوته. ثم أناخ صفوان بعيره قريباً من عائشة ؓدون أن يتكلم، فركبت الجمل، فأخذ الصحابي خطامه يمشي إلى المدينة. فلمّا بلغا المدينة أشاع عبد الله بن أبيّ بن سلول وأصحابه بأن عائشة رضي الله عنها قد تخلفت -والعياذ بالله- قصدًا وأنها على صلة مع صفوان. وشاعت هذه الإشاعة على نطاق واسع حتى اشترك بعض الصحابة أيضا مع الذين كانوا وراء هذه الأراجيف. وهؤلاء الصحابة هم حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش التي كانت أختًا لإحدى زوجات الرسول ﷺ. أما عائشة ؓفأصابتها صدمة شديدة لتخلفها عن القوم وحيدةً في تلك السن الصغيرة في صحراء موحشة في ظلام الليل. فمرضت بعد وصولها إلى المدينة. وبلغت الرسولَ ﷺ الأراجيف التي أشاعها المنافقون ضد عائشة ؓ، ولكنه لم يسألها عنها بسبب مرضها. وازدادت الأقاويل شدة يومًا فيومًا. تقول عائشة ؓ: كنت أستغرب أن أرى الرسول ﷺ يأتي إلى البيت حزينًا ولا يتكلم معي، وإنما يسأل الآخرين عن حالي ويخرج. فاستأذنت عائشة ؓالرسول ﷺ وذهبت إلى بيت أبيها. وذات يوم خرجت مع إحدى قريباتها لقضاء الحاجة إذ لم تكن الكنف قد بُنيت في البيوت في تلك الأيام. فأخذت قريبتها تلوم ابنها مسطح. فقالت عائشة: لم تقولين هكذا؟ قالت: لم لا ألومه وقد يتكلم بكذا وكذا؟ ويبدو أن تلك السيدة كانت تتحيّن الفرصة لتخبر عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْها بما حدث. فلما سمعت عائشة رضي الله عنها حديثها أصيبت بصدمة شديدة، ووصلت إلى البيت بصعوبة، وعاد إليها مرضها واشتدّ. فقالت لوالديها: ما هذه الحكاية؟ ولِمَ يتكلم الناس بمثل هذا الكلام؟ فهدّأت أمُّها من روعها وقالت: ليس هذا بأمر غريب بين الضرائر، فلا تحزني. ولكن عائشة ؓأخذت تبكي وتبكي ولم تستطع النوم حتى الصباح. ثم لم تزل تبكي منذ الصباح حتى الظهر. فجاء الرسول ﷺ وسأل عن حالها وخرج. ثم دعا عمرَ وعليا وأسامة بن زيد واستشارهم في الأمر. فقال عمر وأسامة: إن هي إلا أراجيف أشاعها المنافقون ولا حقيقة فيها. أما علي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فكانت في طبعه حدة، فقال: مهما يكن، فلست يا رسول الله، بحاجة إلى امرأة قد رُميت بهذه التهمة. وأضاف قائلا: اسألْ خادمتها تصدُقْك القول. فقال الرسول ﷺ لبريرة: هل رأيت في عائشة شيئًا مريبًا؟ قالت: لم أر فيها عيبا إلا أنها لصغر سنها تنام عن عجينها وتأتي الماعز وتأكل العجين. فخرج الرسول ﷺ وجمع أصحابه وقال: من ذا الذي يريحني من هذا الشخص الذي يؤذيني؟ وكان يقصد عبدَ الله بن أبي سلول. فقام سعد بن معاذ زعيم الأوس وقال: إذا كان هذا الشخص من قبيلتنا ضربنا عنقه، وإذا كان من الخزرج فنحن مستعدون لقتله أيضا. وتنبّه الشيطان الذي يتربص بالناس لإيقاع الفتنة بينهم، ووجد الفرصة سانحة. فثارت حمية الخزرجيين الذين كانوا غافلين تمامًا عن مدى وطأة صدمة الرسول ﷺ. فقام منهم سعد بن عبادة وقال لسعد بن معاذ: لا تقتدرون على قتل أحد منا ولن تقدروا على ذلك. فقام الواحد من طرف آخر وقال سنقتله وسنرى من ينقذه من أيدينا. واحتدّ الخصام. كان الأوس يقولون: سنقتل من آذى رسول الله ﷺ، وكان الخزرج يقولون: إنكم لا تقولون هذا الكلام عن إخلاص وحسن نية، إنما لأنكم تعلمون أن هذا الشخص منا. كان كلا الفريقين يحب ّ ان الرسول ﷺ، ولكن الشيطان فتنهم، فأخرجوا السيوف من أغمادها. وبوسع كل إنسان أن يدرك مدى خطورة الموقف. فمن ناحية كان الرسول ﷺ في أذى شديد، ومن ناحية أخرى كاد المسلمون أن يضرب بعضهم رقاب بعض. فقام الرسول ﷺ بتهدئتهم بصعوبة. ثم دخل البيت ووجد عائشة ؓتبكي. فقال لها: هل سمعت ما يقول الناس؟ فقالت نعم. قال: إنَّ الإنسان ضعيف. فإن كنتِ قد ألممتِ بشيءٍ فاستغفري الله تعالى، وإن كنت بريئة فسيظهر الله براءتك. فنظرت عائشة ؓإلى أبيها وقالت له: أجِبْ رسول الله. فقال: أنا لا أعرف جوابا. فقالت لأمها: أجيبيـه. فقالت: ليس عندي أي جواب. تقول عائشة: لما سمعت قولهما توقفت دموعي فجأة وقلت في حماس شديد: لو قلت لكم إنَّ هذا الخبر باطل فلن تصدّقوني، ولو قلت إنه حق فسأكذب. فلا أقول لكم إلا ما قال يعقوبُ أبو يوسفَ عليهما السلام: {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ}. فتركتُ مكاني وجئت إلى السرير، فطرأ على الرسول ﷺ ما يطرأ عليه في حالة الوحي. فأنـزل الله تعالى قوله {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} .. أي أن الذين لفّقوا هذه الفرية الخطيرة هم طائفة منكم، ولا تحسبوا أن هذه التهمة تؤدي إلى فساد بل هي خير لكم في الواقع، إذ أدت هذه التهمة إلى نـزول العقوبات للذين يرمون الآخرين كذبًا وتيسرت لكم بسببها تعاليم حكيمة. سينال كل واحد من المجرمين وبال إثمه، أما الذي هو أكبر مسؤول عن الجريمة فله عذاب عظيم. لما نـزل هذا الوحي على الرسول ﷺ استنار وجهه وقال لعائشة: أَبْشِري فإن الله تعالى قد أنـزل براءتك. فقالت أم عائشة لها: قُومي واشكري رسول لله ﷺ. فقالت: إنما أشكر ربي الذي برّأ ساحتي. (السيرة الحلبية، الجزء الثاني ص 208-314: غزوة بني المصطلق، والسيرة النبوية لابن هشام الجزء الثالث: واقعة الإفك). … لا شك أنَّ الله تعالى قد أنـزل أحكامه بشأن هذه المسألة فضلا ومنةً عليكم، ولكن كان من واجبكم أن ترفضوا هذا القول بمجرد سماعه وتقولوا: لا أساس لهذه الأباطيل، إِذْ من المحال أن يكون المؤمنون والمؤمنات هكذا، وإذا كان الذين اتهموها صادقين فلم لم يأتوا بأربعة شهداء؟ كانت عائشة رضي الله عنها قد تخلّفت عن الجيش مضطرة، وكان صفوان قد تُرك وراء الجيش لضرورة حربية، فاتهامها بالتهمة الشنيعة بدون أي شهود ليس إلا من عمل الكذابين المفترين. فتذكّروا من اليوم أن الذين لا يأتون بأربعة شهداء في المستقبل فأولئك عند الله هم الكاذبون. وإذا رأى المرء مَن يرتكب هذه الفعلة ولم يكن معه شهود آخرون، فمهما ادعى الصدق، وحتى لو حلف في بيت الله الحرام، فيُعتبر هو المفتري الكذاب، لأنه لم يأت بأربعة شهداء حسب حكم الله تعالى. لقد تبين من ذلك أنه ليس من حق أحد أن يقول عن الذي لا يستطيع أن يأتي بأربعة شهداء: لعله صادق؛ ذلك لأن الله تعالى يعدّه كاذبًا؛ ومن عدَّهُ الله كاذبًا لا يحق لأحد أن يعتبره صادقًا. نستنبط من هذه الآية أن المؤمن إذا سمع شيئًا عن غيره فمن واجبه الأول أن يحسن به الظن، ذلك لأنه لو ثبت فيما بعد أن ما قيل عن أخيه كان صحيحًا فإنه ينال ثواب حسن الظن به، وأما إذا ثبت أنه كان كذبًا فتصبح جريمته مزدوجةً، لأنه (أوّلاً) أساء به الظن و(ثانياً) لأنه هتك الشريعة باتهام شخصٍ بريءٍ. إن الشريعة تأمرك أنك إذا سمعت سوءًا عن أحدٍ فعليك أن تحسن به الظن، وتكذّب من جاءك بهذا الخبر، لأنه قد مسّ بشرف الآخر؛ ولكنك إذا صدّقته على الفور واعتبرت المتهَم مجرمًا فقد أسأت الظن. وإذا كان العيب الذي اتُّهم به مما قد وضع الشرع لإثباته طريقًا خاصًا للشهادة، فإن من يعيبه لن يُعتبر وحده مجرماً فحسب، بل إن من يصدقه ويؤيده أيضا يُعتبر مجرماً. وفي مثل هذه الحالة يأمرنا الشرع أن نعتبر الشخص المقذوف بريئًا ونكذّب من يعيب الآخر لأن جريمته قد ثبتت. … أي أن اتهام القوم الذين خرجوا ليضحّوا بأنفسهم في سبيل الله تعالى إثم خطير، ولولا أن الله تعالى يريد نجاتكم، أيها المسلمون، في الدنيا والآخرة لعاقبكم لاقترافكم هذا الذنب عقابًا شديدًا. إذ كنتم ترددون بألسنتكم الأقاويل التي سمعتموها من الآخرين وتشيعونها، مع أنه لا علم لكم بها، وظننتم أن ترديدها ضد الذين هم في خدمة القوم أمرٌ هيّنٌ، مع أنه كان جريمة شنيعة عند الله تعالى. لِمَ لم تقولوا بمجرد سماع هذا البهتان أنه لا يليق بنا التفوّه بمثل هذه الأمور؛ وأن على صاحب هذه الأقاويل أن يأتي بالشهود ويُثبت ما يقول؟ لا يحقّ لنا أن نسمع هذه الأقاويل ثم نشيعها، إنما هي بهتان عظيم قد رُمي به بعضنا. فالله يعظكم أن لا تتفوهوا بمثل هذا الكلام في المستقبل إن كنتم مؤمنين. … يخبرنا الله تعالى هنا أن الخوض في مثل هذا الحديث يجعل الناس جريئين على الفاحشة، لأن الشباب إذ سمعوا أن كبارهم أيضا قد يقعون في مثل هذه الأمور فإنهم يتجرؤون على ارتكابها. وليس هدف عقوبة هذه الجريمة حمايةَ شرف الفرد فحسب، بل هدفها حماية شرف المجتمع وأخلاقهم كلهم. يتضح من هذه الآية أن خوض الإنسان في مثل هذه الأقاويل يجلب عذاب الله تعالى. ومع ذلك نجد الكثير يسمعونها ثم ينقلونها إلى الآخرين، وعندما يُسألون يقولون لقد تحدثنا بها دون قصد. بينما يصرح الله تعالى هنا أن مثل هذا الكلام يجعل الإنسان عرضة لعذاب الله تعالى. لذا لا بد لنا من تجنب هذا الإثم العظيم فلا نتفوه بمثل هذا الكلام أبدا. لقد بيّن الله تعالى في هذه الآية حقيقة عظيمة من حقائق “علم النفس” وهي تمثّل برهانًا عظيمًا على أن القرآن الكريم كلام الله تعالى. ذلك أنَّ “علم النفس” لم يكن له وجودٌ في الماضي، إِذْ بدأت البحوث بهذا الصدد في القرن التاسع عشر، ثم تطورت كعِلمٍ من العلوم في القرن العشرين. والحقيقة التي بيّنها القرآن الكريم في هذه الآيات هي أنه يجب تجنب ذكر الأمور السيئة في المجالس وإلا فإن تلك السيئات ستفشو في المجتمع بكثرة. لا شك أن أكثر الناس في الدنيا يكرهون أعمال السرقة والسطو، ولكنها -في رأيي- لو ذُكرت بكثرة بين الناس لرأوا بعد فترة وجيزة أن حالات السطو والسرقة قد ازدادت بشكل ملحوظ. … فإذا أشاع الناس بينهم فحش الكلام وذكروا السيئة ذكرا عاما، انتشرت تلك السيئة بينهم، ومن أجل ذلك نهانا الشرع عن ذكر عيوب الناس ذكراً عامًا، وأمرنا بأن نرفع الأمر إلى أولي الأمر ثم نسكت. أما لو سُمح لكل إنسان أن ينشر كل ما يسمعه من مساوئ الناس، قلّتْ شناعة تلك السيئة في القلوب وتجرأ الناس على ارتكابها. فالإسلام قد قام باستئصال السيئة من جذورها، وأمرنا -عند رؤية أمر سيّء- أن نبلّغ أولي الأمر الذين عندهم سلطة لإنـزال العقاب، والذين بوسعهم أن يتخذوا التدابير لتربية النفوس وإصلاح القلوب؛ وهكذا لن تشيع الفاحشة في القوم، بل سيصبح سلوكهم سليمًا ويتم إصلاحهم. فاعلموا أن نشر خبر الحسنة وإخفاء خبر السيئة ليس بأمرٍ هيِّنٍ، بل إنه يبني الأمم، أما عكسه فيدمّرها. فكلما أكثرتم من ذكر أنَّ فلانا يضحي كثيراً وأنَّ فلانا يصلي بخشوع وأن فلانا يصوم بكثرة، مال الناس إلى التضحية من أجل الدين وإقام الصلاة والصوم. وكلما قلتم بين الناس إن القوم أصبحوا يكذبون ويخونون ويسرقون ويظلمون مالت قلوبهم إلى ارتكاب هذه السيئات. ومن أجل ذلك قد علّمنا القرآن الكريم أنكم إذا رأيتم أحدًا يعمل خيرًا فانشروا ذكره كثيرًا، وإذا رأيتم عيبًا في أحد فاستروه. ألا ترى أن القطة إذا تبرزت غطت برازها بالتراب، فكم بالحري للإنسان أن لا يشيع عيب غيره بل يستره ويمتنع عن ذكره للآخرين، وإلا تفشّت تلك السيئة كالأمراض المعدية بين باقي أفراد المجتمع، وخاصة بين عائلة مَن يشيعها حتمًا، لأن القاعدة أن المرء يحتقر الشيء الذي يراه بكثرة ويستهين بما يسمع عنه أن الناس يرتكبونه بكثرة. وعليه فإن السيئة التي يرد ذكرها في حديث القوم بكثرة تبدو هينة عليهم، وإذا كثرت مثل هذه التهم في المجتمع ولم يبال الناس في ترديدها بشرف الآخرين فلا بد أن يستهين بها القوم، وبالتالي يعتبرون ارتكابها أمرًا عاديًا. ولذلك يقول الله تعالى إنكم إذا فعلتم ذلك ولم تضعوا الحد لهذه الأراجيف فإن الناس سيستهينون بهذه السيئات وبالتالي يرتكبونها بكثرة؛ فلا تسمحوا بإشاعة هذه الأمور.” (التفسير الكبير، النور)
وبتفسير خليفة المسيح الثاني المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ نقول رَضِيَ اللهُ تعالى عَن أُمّنا السيدة الجليلة الطاهرة عَائِشَةُ بنت الصِدّيق وأُمّ المؤمنين وعن جميع أُمَّهات المؤمنين والصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
لقراءة المزيد:
الإفك الذي في كتاب الله والذي لا علاقة لأمنا عائشة به وإفك الشيوخ والإفك الموضوع
…………………..
بدايةً فإن الله حكم على أن المُنافقين ليسوا من المؤمنين والمؤمنات..ولا تسمية لهم لا من الله ولا من المُسلمين بأنهم مؤمنون ومؤمنات
…………………
{وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ }التوبة56…. وَمَا هُم مِّنكُمْ….وبالتالي لا عُلاقة لهم بالإفك الذي في كتاب الله
……………….
فالإفك الذي في كتاب الله ، هو أن الذين جاءوا به عُصبة من المؤمنين والمؤمنات 3 أشخاص ، والذي تولى كبره هو واحد منهم أي مؤمن من تلك العُصبة ، وقالوه بحق مؤمنين ومؤمنات ، والبراءة جاءت في الآية رقم 26 من نفس السورة لمؤمنين ومؤمنات… أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ…أي أن الله برأ هؤلاء وأولئك المؤمنين والمؤمنات ، مما قالته تلك العُصبة من المؤمنين والمؤمنات …هذا هو خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله.
………………..
أما إفك الشيوخ فهو بأن الذين جاءوا بالإفك هُم المُنافقون ، والذي تولى كبر إفكهم هو رأس النفاق عبدالله إبن سلول المُنافق ، وتم قول الإفك بحق أُمنا عائشة على أنها والعياذُ بالله وحاشى إرتكبت الفاحشة ، مع إبنها صفوان بن المُعطل…أي الأُم مع إبنها…سبحان ربك رب العزة عما يصفون
………………..
أما إفك ذلك الوضاع المُجرم في كتابي البُخاري ومُسلم وغيرهما ، والذي بدأهُ بالكذب بدءاً من سنده وحتى نهايته ، والذي هذا المُجرم لم يقُل فيه بما قاله الشيوخ ومن قبلهم العُلماء ، فهو بأن الذين جاءوا بالإفك هُم كُل المُسلمين من مُهاجرين وأنصار وحتى أهل البيت وحتى زوجات رسول الله ، وحتى رسول الله لم يستثنيه ، بل خاض به وقال به كُل الناس في المدينة المُنورة حينها…..حيث يُقول أُمنا عائشة قولها(والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك.. فقلت لأمي يا أمتاه ، ماذا يتحدث الناس… فقلت سبحان الله ، أولقد تحدث الناس بهذا ) أي كُل الناس… ولم يستثني الوضاع الوضيع إلا 3 أشخاص هُم…أمنا زينب بنت جحش والجارية بريرة والطفل أُسامة إبن زيد رضي اللهُ عنهم ….ولنأتي للإفك الذي في كتاب الله
………………….
قال الحق سُبحانه وتعالى
……………..
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }{وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }النور11-20.
………….
هذا هو الإفك الذي في كتاب الله ، وهذه هي ال 10 آيات التي خدعهم وضحك عليهم وضاع ومؤلف حديث الإفك المكذوب ، بأن الله برأ أمنا عائشة رضي اللهُ عنها فيها ، أو التي فيها براءة أُمنا عائشة….والتي ضحك بها الشيوخ على أنفسهم ومن قبلهم أُولئك العُلماء.
……………
والتي تغنوا وقالوا الأشعار بهذه البراءة وتباكوا وذرفوا الدموع ، دموع العذارى ودموع التماسيح ، من لا تفكير عندهم وممن لم يُحكموا عقولهم…بأن الله غارلها وأنزل آياتٌ تُتلى أناء الليل وأطراف النهار ببراءة عائشة من فوق 7 سموات…إلخ هُراءهم….ونتحدى أن تكون في هذه الآيات ذكر أو براءة لأُمنا عائشة لا من قريبٍ ولا من بعيد….التي جعلها الله أُم لكُل المؤمنين .
……………..
وأمنا أطهر من أن تُتهم من كُل أولئك الأخيار من أبناءها وحتى من رسول الله ، وتبقى مًتهمة ولا يُبرأها إلا الله….لأن الذي تحدث عنهُ الله هو إفك حدث في السنة الأُولى من الهجرة ، وبعد الهجرة وعند حدوث ذلك المُجتمع الخليط والمُختلط والتقاسم بين المُهاجرين والأنصار في أمور كثيرة منها البيوت وأستعمالها ، وإنفاق الكثيرون من الأثرياء وبالذات أثرياء الأنصار على مؤمنات فقيرات هاجرن مع رسول الله هُن وأزواجهُن….فأخطات تلك العُصبة وقالوا كلام ألقوهُ بأفواههم وألسنتهم بحق إخوان لهم من المؤمنين والمؤمنات ، وبالذات بحق هؤلاء الفُقراء ، وندموا بعدها عندما سمعوه ..وتم إقامة الحد عليهم من رسول الله وهو الجلد…وحسان حصل ما حصل معه بعدها..وأنزل الله سورة النور على عجل وفرضها لمعالجة هذا الأمر وغيره من أمور..وهذه هي الآية التي فيها البراءة لأولئك المؤمنين والمؤمنات من ذلك الإفك ، ووعد الله لهم بالمغفرة والرزق الكريم .
……………….
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }النور26
………………….
هذه هي آية البراءة ولا براءة في غيرها ، وهي خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ….. مِمَّا يَقُولُونَ….. (لَهُم).. وقال الله لهم مغفرة ورزقٌ كريم..فالبراءة لجمع ولا براءة لشخص بعينه …أو شخصان بعينهما…فلم يقُل الله تلك مُبرئةٌ ، أو مُبرءان….عنها وعن صفوان بن المُعطل….وقال ( لهم ) مغفرةٌ ولم يقُل ولها مغفرةٌ…أو لهما مغفرةٌ…ولا وجود لأي ذكر لأُمنا عائشة ولا لرسول الله ولا لأي أحد بعينه ، ولا براءة في هذه الآيات ال 10 التي أشار لها وضاع حديث الإفك لا من قريب ولا من بعيد..لا لأُمنا عائشة…ولا لأُمنا مارية القبطية كما يدعي الشيعة بأن هذا الإفك عن مارية القبطية….ولا أدل على أن حديث الإفك مكذوب إلا أن إبن سلول لم يُقم عليه الحد لأنه لا عُلاقة لهُ بالإفك الحقيقي الذي في كتاب الله ، ولم يُقم الحد على أي مُنافق .
…………..
هذه الآية 26 من سورة النور..هي الآية التي ترد حديث الإفك المكذوب والموضوع ، وترميه هي (وآية التطهير) في وجه من ألفه وتدسه وتحشيه في حلقه ، لأن الوضاع لم ينتبه بأن هذه الآية هي خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله ، بينما هو كان همه الإشارة فقط إلى ال 10 آيات فقط ، هذه الآية التي أنزل الله فيها البراءة لأولئك (الجمع) من المؤمنين والمؤمنات ، الذين أتهمتهم تلك العُصبةُ ، وهُم 3 أشخاص من المؤمنين والمؤمنات ، فالمُتهمون هُم مؤمنون ومؤمنات ، ومن أتهموهم هُم مؤمنون ومؤمنات ، والذي تولى كبره (منهم) هو واحد منهم أي مؤمن هو هو حسان بن ثابت ، بذلك الإفك الذي في كتاب الله ، لأن الله حكم بأن المُنافقين ليسوا مؤمنين ، لا الإفك الذي ألفه ذلك الوضاع المُجرم في كتابي البُخاري ومُسلم وغيرهما من الكُتب ، وجعل الذي تولى كبره رأس النفاق عبدالله إبن سلول ، وجعل كُل الناس خاضت به بما فيهم رسول الله ولم يستثني إلا 3 أشخاص فقط..فالله يقول…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ…ولم يقُل تلك مُبرئةٌ..عن أمنا عائشة…. أو مُبرءآن… عنها وعن صفوان.. وقال الله لهم مغفرة ورزقٌ كريم ، ولم يقُل لها أو يقُل لهما.. مِمَّا يَقُولُونَ…أي مما قالته تلك العُصبة وكانوا 3 هُم حسان وحمنة ومسطح من تم إقامة حد الجلد عليهم.
…………………
ولذلك فمن جاءوا بالإفك هُم مؤمنون ومؤمنات ومن تولاهُ هو واحدٌ منهم أي مؤمن ، وأُتهموا بإفكهم وقالوه بحق مؤمنين ومؤمنات ، وقال الله لأولئك المؤمنين والمؤمنات لا تحسبوهُ شراً لكم بل هو خيرٌ لكم ، من ظنوا بأنفسهم خيراً عندما سمعوه لأنهم يعرفون أنفسهم وما الذي صدر منهم ، هذا الإفك الذي القوهُ بألسنتهم وقالوه بأفواههم بحق إخوان لهم من المؤمنين والمؤمنات ، مما ليس لهم به علم وحسبوهُ هيناً وهو عند الله عظيم ، والذين ندموا عندما سمعوه من غيرهم وقالوا ما يكونُ لنا أن نتكلم بهذا ووصفوهُ بأنهُ بُهتانٌ عظيم ، ووعظهم الله بأن لا يعودوا لمثله إن كانوا مؤمنين حقاً ، وتفضل الله عليهم بأنه لولا فضله ورحمته لمسهم عذابٌ عظيم .
………………
وبأن الله في الآية 26 من سورة النور برأ أولئك المؤمنين والمؤمنات…أولئك مُبرؤون مما يقولون..وبأنه لا عُلاقة للمُنافقين ولرأس النفاق عبدالله بن سلول بالإفك الذي في كتاب الله لا من قريب ولا من بعيد…وبأنهُ لولا فضل الله على من جاءوا بالإفك ورحمته لمسهم عذابٌ عظيم نتيجة ما ألقوه بألسنتهم وقالوهُ بأفواههم وحسبوهُ هيناً وهو عند الله عظيم ..وبعد ندمهم عندما سمعوا ما قالوا به من غيرهم قالوا ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ووصفوا بأن ما جاءوا به وما تكلموا به بأنهُ بُهتانٌ عظيم…فوعظهم الله بأن لا يعودوا لمثله والله لا يعض مُنافقين أو يعظ رأس النفاق إبن سول….وبالتالي فإفك الزنديق الوضاع الذي في كتاب البُخاري ومُسلم وغيرهما هو إفكه ، ولا عُلاقة لهُ بالإفك الذي في كتاب الله .
………………..
يقول الرحمن مُخاطباً من جاءوا بالإفك من تلك العُصبة بقوله…..{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }….{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }…{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }…فهل الله يُخاطب مُنافقين ، ويتفضل ويكون لهُ فضل ويرحم وتكون لهُ رحمةٌ على المُنافقين والمُنافقات؟؟؟..وهل يعظ الله المُنافقين والمُنافقات ويُسميهم مؤمنين…. إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ… إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
………………..
وآية التطهير الأحزاب 33 والآية رقم 26 من سورة النور تهدم حديث الإفك عند الشيوخ وعند ذلك الوضاع وترميه في مزبلة القمامة
…………………
يقول الرحمن سُبحانه وتعالى
…………
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب32-33… يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء…. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى… إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً….كيف من يصفها الله بأنها ليست كأحد من النساء ، وأمرها الله بأن تقر في بيتها ، وبأنه أذهب عنها الرجس وطهرها تطهيراً.. كيف يعصي رسول الله وتعصي أُمنا ربها وتذهب ويأخذها رسول الله لمواطن القتل والسبي . ..وهل الله يجعلها كما أرادهُ وضاع ومؤلف حديث الإفك المكذوب..أو كما أراده الشيوخ ومن قبلهم ممن قالوا بقولهم ….سؤال للشيوخ يا تُرى كم مرة ضاع العقد؟؟!!.
………………….
بُكاء الشيخ والشيخ إبن باز على ما وضعه لهم الوضاعون..دموع العذارى يا شيخ..دموع التماسيح…رحمك الله وغفر لك
……………..
https://www.youtube.com/watch?v=canEc5ctD3M
……………….
ما نُقدمه من ملفات هي مُلك لكُل من يطلع عليها…ولهُ حُرية نشرها لمن إقتنع بها وأجره على الله
…………..
عمر المناصير..الأُردن………23 / 6 / 2020
الإفك الذي في كتاب الله والذي لا علاقة لأمنا عائشة به وإفك الشيوخ والإفك الموضوع
…………………..
بدايةً فإن الله حكم على أن المُنافقين ليسوا من المؤمنين والمؤمنات..ولا تسمية لهم لا من الله ولا من المُسلمين بأنهم مؤمنون ومؤمنات
…………………
{وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ }التوبة56…. وَمَا هُم مِّنكُمْ….وبالتالي لا عُلاقة لهم بالإفك الذي في كتاب الله
……………….
فالإفك الذي في كتاب الله ، هو أن الذين جاءوا به عُصبة من المؤمنين والمؤمنات 3 أشخاص ، والذي تولى كبره هو واحد منهم أي مؤمن من تلك العُصبة ، وقالوه بحق مؤمنين ومؤمنات ، والبراءة جاءت في الآية رقم 26 من نفس السورة لمؤمنين ومؤمنات… أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ…أي أن الله برأ هؤلاء وأولئك المؤمنين والمؤمنات ، مما قالته تلك العُصبة من المؤمنين والمؤمنات …هذا هو خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله.
………………..
أما إفك الشيوخ فهو بأن الذين جاءوا بالإفك هُم المُنافقون ، والذي تولى كبر إفكهم هو رأس النفاق عبدالله إبن سلول المُنافق ، وتم قول الإفك بحق أُمنا عائشة على أنها والعياذُ بالله وحاشى إرتكبت الفاحشة ، مع إبنها صفوان بن المُعطل…أي الأُم مع إبنها…سبحان ربك رب العزة عما يصفون
………………..
أما إفك ذلك الوضاع المُجرم في كتابي البُخاري ومُسلم وغيرهما ، والذي بدأهُ بالكذب بدءاً من سنده وحتى نهايته ، والذي هذا المُجرم لم يقُل فيه بما قاله الشيوخ ومن قبلهم العُلماء ، فهو بأن الذين جاءوا بالإفك هُم كُل المُسلمين من مُهاجرين وأنصار وحتى أهل البيت وحتى زوجات رسول الله ، وحتى رسول الله لم يستثنيه ، بل خاض به وقال به كُل الناس في المدينة المُنورة حينها…..حيث يُقول أُمنا عائشة قولها(والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك.. فقلت لأمي يا أمتاه ، ماذا يتحدث الناس… فقلت سبحان الله ، أولقد تحدث الناس بهذا ) أي كُل الناس… ولم يستثني الوضاع الوضيع إلا 3 أشخاص هُم…أمنا زينب بنت جحش والجارية بريرة والطفل أُسامة إبن زيد رضي اللهُ عنهم ….ولنأتي للإفك الذي في كتاب الله
………………….
قال الحق سُبحانه وتعالى
……………..
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ }{لَوْلَا جَاؤُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ }{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }{وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ }{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }{وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }النور11-20.
………….
هذا هو الإفك الذي في كتاب الله ، وهذه هي ال 10 آيات التي خدعهم وضحك عليهم وضاع ومؤلف حديث الإفك المكذوب ، بأن الله برأ أمنا عائشة رضي اللهُ عنها فيها ، أو التي فيها براءة أُمنا عائشة….والتي ضحك بها الشيوخ على أنفسهم ومن قبلهم أُولئك العُلماء.
……………
والتي تغنوا وقالوا الأشعار بهذه البراءة وتباكوا وذرفوا الدموع ، دموع العذارى ودموع التماسيح ، من لا تفكير عندهم وممن لم يُحكموا عقولهم…بأن الله غارلها وأنزل آياتٌ تُتلى أناء الليل وأطراف النهار ببراءة عائشة من فوق 7 سموات…إلخ هُراءهم….ونتحدى أن تكون في هذه الآيات ذكر أو براءة لأُمنا عائشة لا من قريبٍ ولا من بعيد….التي جعلها الله أُم لكُل المؤمنين .
……………..
وأمنا أطهر من أن تُتهم من كُل أولئك الأخيار من أبناءها وحتى من رسول الله ، وتبقى مًتهمة ولا يُبرأها إلا الله….لأن الذي تحدث عنهُ الله هو إفك حدث في السنة الأُولى من الهجرة ، وبعد الهجرة وعند حدوث ذلك المُجتمع الخليط والمُختلط والتقاسم بين المُهاجرين والأنصار في أمور كثيرة منها البيوت وأستعمالها ، وإنفاق الكثيرون من الأثرياء وبالذات أثرياء الأنصار على مؤمنات فقيرات هاجرن مع رسول الله هُن وأزواجهُن….فأخطات تلك العُصبة وقالوا كلام ألقوهُ بأفواههم وألسنتهم بحق إخوان لهم من المؤمنين والمؤمنات ، وبالذات بحق هؤلاء الفُقراء ، وندموا بعدها عندما سمعوه ..وتم إقامة الحد عليهم من رسول الله وهو الجلد…وحسان حصل ما حصل معه بعدها..وأنزل الله سورة النور على عجل وفرضها لمعالجة هذا الأمر وغيره من أمور..وهذه هي الآية التي فيها البراءة لأولئك المؤمنين والمؤمنات من ذلك الإفك ، ووعد الله لهم بالمغفرة والرزق الكريم .
……………….
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }النور26
………………….
هذه هي آية البراءة ولا براءة في غيرها ، وهي خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ….. مِمَّا يَقُولُونَ….. (لَهُم).. وقال الله لهم مغفرة ورزقٌ كريم..فالبراءة لجمع ولا براءة لشخص بعينه …أو شخصان بعينهما…فلم يقُل الله تلك مُبرئةٌ ، أو مُبرءان….عنها وعن صفوان بن المُعطل….وقال ( لهم ) مغفرةٌ ولم يقُل ولها مغفرةٌ…أو لهما مغفرةٌ…ولا وجود لأي ذكر لأُمنا عائشة ولا لرسول الله ولا لأي أحد بعينه ، ولا براءة في هذه الآيات ال 10 التي أشار لها وضاع حديث الإفك لا من قريب ولا من بعيد..لا لأُمنا عائشة…ولا لأُمنا مارية القبطية كما يدعي الشيعة بأن هذا الإفك عن مارية القبطية….ولا أدل على أن حديث الإفك مكذوب إلا أن إبن سلول لم يُقم عليه الحد لأنه لا عُلاقة لهُ بالإفك الحقيقي الذي في كتاب الله ، ولم يُقم الحد على أي مُنافق .
…………..
هذه الآية 26 من سورة النور..هي الآية التي ترد حديث الإفك المكذوب والموضوع ، وترميه هي (وآية التطهير) في وجه من ألفه وتدسه وتحشيه في حلقه ، لأن الوضاع لم ينتبه بأن هذه الآية هي خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله ، بينما هو كان همه الإشارة فقط إلى ال 10 آيات فقط ، هذه الآية التي أنزل الله فيها البراءة لأولئك (الجمع) من المؤمنين والمؤمنات ، الذين أتهمتهم تلك العُصبةُ ، وهُم 3 أشخاص من المؤمنين والمؤمنات ، فالمُتهمون هُم مؤمنون ومؤمنات ، ومن أتهموهم هُم مؤمنون ومؤمنات ، والذي تولى كبره (منهم) هو واحد منهم أي مؤمن هو هو حسان بن ثابت ، بذلك الإفك الذي في كتاب الله ، لأن الله حكم بأن المُنافقين ليسوا مؤمنين ، لا الإفك الذي ألفه ذلك الوضاع المُجرم في كتابي البُخاري ومُسلم وغيرهما من الكُتب ، وجعل الذي تولى كبره رأس النفاق عبدالله إبن سلول ، وجعل كُل الناس خاضت به بما فيهم رسول الله ولم يستثني إلا 3 أشخاص فقط..فالله يقول…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ…ولم يقُل تلك مُبرئةٌ..عن أمنا عائشة…. أو مُبرءآن… عنها وعن صفوان.. وقال الله لهم مغفرة ورزقٌ كريم ، ولم يقُل لها أو يقُل لهما.. مِمَّا يَقُولُونَ…أي مما قالته تلك العُصبة وكانوا 3 هُم حسان وحمنة ومسطح من تم إقامة حد الجلد عليهم.
…………………
ولذلك فمن جاءوا بالإفك هُم مؤمنون ومؤمنات ومن تولاهُ هو واحدٌ منهم أي مؤمن ، وأُتهموا بإفكهم وقالوه بحق مؤمنين ومؤمنات ، وقال الله لأولئك المؤمنين والمؤمنات لا تحسبوهُ شراً لكم بل هو خيرٌ لكم ، من ظنوا بأنفسهم خيراً عندما سمعوه لأنهم يعرفون أنفسهم وما الذي صدر منهم ، هذا الإفك الذي القوهُ بألسنتهم وقالوه بأفواههم بحق إخوان لهم من المؤمنين والمؤمنات ، مما ليس لهم به علم وحسبوهُ هيناً وهو عند الله عظيم ، والذين ندموا عندما سمعوه من غيرهم وقالوا ما يكونُ لنا أن نتكلم بهذا ووصفوهُ بأنهُ بُهتانٌ عظيم ، ووعظهم الله بأن لا يعودوا لمثله إن كانوا مؤمنين حقاً ، وتفضل الله عليهم بأنه لولا فضله ورحمته لمسهم عذابٌ عظيم .
………………
وبأن الله في الآية 26 من سورة النور برأ أولئك المؤمنين والمؤمنات…أولئك مُبرؤون مما يقولون..وبأنه لا عُلاقة للمُنافقين ولرأس النفاق عبدالله بن سلول بالإفك الذي في كتاب الله لا من قريب ولا من بعيد…وبأنهُ لولا فضل الله على من جاءوا بالإفك ورحمته لمسهم عذابٌ عظيم نتيجة ما ألقوه بألسنتهم وقالوهُ بأفواههم وحسبوهُ هيناً وهو عند الله عظيم ..وبعد ندمهم عندما سمعوا ما قالوا به من غيرهم قالوا ما يكون لنا أن نتكلم بهذا ووصفوا بأن ما جاءوا به وما تكلموا به بأنهُ بُهتانٌ عظيم…فوعظهم الله بأن لا يعودوا لمثله والله لا يعض مُنافقين أو يعظ رأس النفاق إبن سول….وبالتالي فإفك الزنديق الوضاع الذي في كتاب البُخاري ومُسلم وغيرهما هو إفكه ، ولا عُلاقة لهُ بالإفك الذي في كتاب الله .
………………..
يقول الرحمن مُخاطباً من جاءوا بالإفك من تلك العُصبة بقوله…..{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }….{يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }…{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّه رَؤُوفٌ رَحِيمٌ }…فهل الله يُخاطب مُنافقين ، ويتفضل ويكون لهُ فضل ويرحم وتكون لهُ رحمةٌ على المُنافقين والمُنافقات؟؟؟..وهل يعظ الله المُنافقين والمُنافقات ويُسميهم مؤمنين…. إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ… إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
………………..
وآية التطهير الأحزاب 33 والآية رقم 26 من سورة النور تهدم حديث الإفك عند الشيوخ وعند ذلك الوضاع وترميه في مزبلة القمامة
…………………
يقول الرحمن سُبحانه وتعالى
…………
{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب32-33… يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء…. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى… إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً….كيف من يصفها الله بأنها ليست كأحد من النساء ، وأمرها الله بأن تقر في بيتها ، وبأنه أذهب عنها الرجس وطهرها تطهيراً.. كيف يعصي رسول الله وتعصي أُمنا ربها وتذهب ويأخذها رسول الله لمواطن القتل والسبي . ..وهل الله يجعلها كما أرادهُ وضاع ومؤلف حديث الإفك المكذوب..أو كما أراده الشيوخ ومن قبلهم ممن قالوا بقولهم ….سؤال للشيوخ يا تُرى كم مرة ضاع العقد؟؟!!.
………………….
بُكاء الشيخ والشيخ إبن باز على ما وضعه لهم الوضاعون..دموع العذارى يا شيخ..دموع التماسيح…رحمك الله وغفر لك
……………..
https://www.youtube.com/watch?v=canEc5ctD3M
……………….
ما نُقدمه من ملفات هي مُلك لكُل من يطلع عليها…ولهُ حُرية نشرها لمن إقتنع بها وأجره على الله
…………..
عمر المناصير..الأُردن………23 / 6 / 2020
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ لا يتكلم الله لا عن زواج ولا عن أزواج وزوجات
……………..
يقول الله سُبحانه وتعالى
…………….
{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ }النور26
………………….
هذه هي آية البراءة وهي خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ….. مِمَّا يَقُولُونَ….. (لَهُم)….فالبراءة لجمع ولا براءة لشخص بعينه …أو شخصان بعينهما…فلم يقُل الله تلك مُبرئةٌ ، أو مُبرءان….وقال لهم مغفرةٌ ولم يقُل ولها مغفرةٌ…أو لهما مغفرةٌ…ولا وجود لأي ذكر لأُمنا عائشة ولا لرسول الله ولا لأي أحد بعينه ، ولا براءة في الآيات ال 10 التي أشار لها وضاع حديث الإفك لا من قريب ولا من بعيد..لا لأُمنا عائشة…ولا لأُمنا مارية القبطية كما يدعي الشيعة بأن هذا الإفك عن مارية القبطية….ولا أدل على أن حديث الإفك مكذوب إلا أن إبن سول لم يُقم عليه الحد لأنه لا عُلاقة لهُ بالإفك الحقيقي الذي في كتاب الله .
…………..
هذه الآية 26 من سورة النور..هي الآية التي ترد حديث الإفك المكذوب والموضوع ، وترميه هي (وآية التطهير) في وجه من ألفه وتدسه وتحشيه في حلقه ، لأن الوضاع لم ينتبه بأن هذه الآية هي خُلاصة الإفك الذي في كتاب الله ، بينما هو كان همه ال 10 آيات فقط ، هذه الآية التي أنزل الله فيها البراءة لأولئك (الجمع) من المؤمنين والمؤمنات، الذين أتهمتهم تلك العُصبةُ(3- 9) أشخاص من المؤمنين والمؤمنات ، فالمُتهمون هُم مؤمنون ومؤمنات ، ومن أتهموهم هُم مؤمنون ومؤمنات ، والذي تولى كبره (منهم) هو واحد منهم أي مؤمن هو على الأرجح هو حسان بن ثابت ، بذلك الإفك الذي في كتاب الله ، لا الإفك الذي ألفه ذلك الوضاع المُجرم في كتابي البُخاري ومُسلم وغيرهما من الكُتب ، وجعل الذي تولى كبره رأس النفاق إبن سلول ، وجعل كُل الناس خاضت به بما فيهم رسول الله ولم يستثني إلا 3 أو 4 أشخاص فقط..فالله يقول…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ…ولم يقُل تلك مُبرئةٌ..عن أمنا عائشة…. أو مُبرءآن… عنها وعن صفوان.. وقال الله لهم مغفرة ورزقٌ كريم ، ولم يقُل لها أو يقُل لهما.. مِمَّا يَقُولُونَ…أي مما قالته تلك العُصبة وكانوا 3 هُم حسان وحمنة ومسطح من تم إقامة حد الجلد عليهم.
…….
بعض المُفسرين أساءوا لله ولكلامه الخاتم في هذه الآية ، بأن الله قصد فيما قصده الزواج والأزواج والزوجات..واذهبوا لتفسير إبن باز؟!
…………….
ما تم به الإساءة لكتاب الله وكلامه الخاتم لجميع خلقه ، هو جريمة أو مزبلة النسخ والناسخ والمنسوخ ، التي أقل ما فيها بأنها تتهم كتاب الله بالتحريف ، وبأن هذا القرءان ليس ذلك القرءان الذي أنزله الله ، وبأن هناك من كلام الله ما أُبطلت أحكامه ، وبأن هُناك قُرءان في غير هذا القُرءان ، وبضياع سور وآيات كثيرة…إلخ ما في هذه المزبلة من جرائم وتُهم لله ، وجريمة القراءات قراءات تحريف وتعقيد كتاب الله ، وتغيير وتبديل وقلب حروفه وتعقيد قراءته ، على غير اللسان الذي نزل به ويسره الله به وهو لسانُ رسول الله ، ومناسبات التنزيل المكذوبة ، وكمثال الآية 284..إن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوهُ… والتي حكمها خاص وتتحدث عن الشهادة والشهود وعن كتم الشهادة ، عما هو في الآية التي قبلها283 …وإن كنتم في سفرٍ، والنزول المكذوب للآية رقم 286 ، ثُم الروايات المكذوبة عن جمع القرءان ، ونخص بالذات الرواية التي تتهم رسول الله بأنه لم يجمع القرءان ، وهو الذي ما أنتقل لجوار ربه إلا ووحي الله ما بين الدفتين ، وبأنه تركه مُبعثراً ومُشتتاً على الحجارة اللخاف ، وعلى عسب النخيل والعظام والأكتاف والرقاع ، وبأنه جُمع الجمع الأول في عهد أبي بكرٍ الصديق ، وبأنه لولا إبن خُزيمة لضاعت آيتان من كتاب الله…وهذا من الكذب لأن رسول الله دونه على الرقاع ، وانتقل رسول الله لجوار ربه وكتاب الله مدوناً بكامله ما بين الدفتين .
…………..
ثُم التفاسير التي تم بها الإساءة لله ولكلامه الخاتم ، وكمثال هذه الآية بأن البعض إتهم الله بأنه عنى فيما عناه بها الزواج والأزواج والزوجات…وبعض الشيوخ ما أن يتطرق لحديث الإفك المكذوب ، ويتطرق للحديث عن أُمنا عائشة ..إلا وتطرق لهذه الآية….بمعنى أن رسول الله طيب وقيض الله لهُ زوجةً طيبةً هي أُمنا عائشة…ولو كان خبيث ل…وحاشى رسول الله حاشاه…ونخص الشيخ الدكتور عثمان الخميس…الذي نتمنى أن يعود ويتفكر في قوله…وحتى كثير من الناس ترسخ عندهم هذا الفهم الخاطئ عن أن الآية عنت الأزواج والزوجات .
……………..
والحق هُنا لا يتكلم عن زواج ولا عن أزواج وزوجات ، بل عن كلام قياله ما جاءوا بالإفك ، والام هُنا للملكية ولا تأتي مع الزواج ، فهذه الآية وردت في سياق ، وهو سياق الإفك الذي في كتاب الله من الآية رقم 11 وحتى الآية 26 وما بعدها ، وحتى من بداية سورة النور….لا كما قال الوضاع وأشار باستخفاف للعشر آيات….وكلام الله لا يُنزع من سياقه…فهذه الآية مُرتبطة بما سبقها من آيات وحتى ما بعدها ، والتي الحديث فيها عن (أقوال وكلام) تتم وتُقال ويُلقى من خلال (الألسن والأفواه).. والذين يرمون المحصنات…والذين يرمون أزواجهم.
………………
والرمي يتم عن طريق الكلام… وحدد الله ذلك وبالأخص قول الله تعالى… {إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }النور15….. تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم….والآية تفسر نفسها بنفسها… أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ…. مِمَّا يَقُولُونَ….مما يقولون… أي عن أقوال وكلام تم عن طريق الألسن والأفواه..وقبلها قول الله… وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ…. وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ….والرمي هو كلام يتم عن طريق الأفواه واللسان .
…………….
فالله يتحدث عن وصف ، وعن كلام وألفاظ ، بأن الخبيثات والسيء والمكذوب والمُفترى من الأقول لا أهل ولا مستودع ولا مكمن ولا مصدر ولا يقول بها وبه ، إلا الخبيثون من البشر والخبيثون من الناس ، وبأن الخبيثون من البشر والناس هُم أهل ومصدر للخبيثات من الأقوال…..وبأن الطيبات من الأقوال أهلها ولا يقول بها إلا الطيبون من البشر والناس ، وبأن الطيبون من البشر والناس هُم مصدر وأهل ومنبت الطيب من القول و ولا يصدر منهم إلا الأقوال الطيبة …وكُل إناءٍ بما فيه ينضح…والعيب من أهل العيب….يقول الله . {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ }الحج24 {وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ….}إبراهيم26 {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء }إبراهيم24….وكذلك الأمر ينطبق عن الأعمال والأفعال…لكن هُنا في هذه الآية قصد الله بها الأقوال…لأن محط الإفك في كتاب الله أقوال وكلام…وليس أفعال .
……………………
ولذلك فقد إرتكب من فسر هذه الآية عن الله بأنه عنى بها الزواج والأزواج والزوجات ، إتهام لله أولاً ، ومن ثم مسبةً وشتيمةً لنبيين ورسولين من رُسل الله ، وهما نبي الله ورسوله سيدنا نوح ، ونبي الله ورسوله سيدنا لوط عليهما السلام ، فهل الله عندما قال وقوله الحق…. {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ }التحريم10… اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ….. كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا…فهل سيدنا نوح وسيدنا لوط خبيثين وزوجهما الله بزوجتين خبيثتين؟؟!! وحاشاهما…والخيانة هُنا ليست خيانة فراش..وحاشى.. كانت خيانة في الدين والتآمر والتعاون مع من بعثوا لهم ، وفي أمر نبوتهما ورسالتهما ….وكذلك آسية إمرأة فرعون فهل هي خبيثة وزوجها الله بفرعون الخبيث…. {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }التحريم11
……………….
فكم من زوجً طيب وتقي أُبتلي بزوجةٍ خبيثةٍ ، وكم من زوجةٍ طيبةٍ وتقيةٍ أُبتليت بزوجٍ خبيث مُعاقر للخمور وللزنى ولما فيه غضب الله…فهل هذا يُعني بأن الله هو الذي زوج وفرض الزوجة الخبيثة للزوج الطيب ، وكذلك العكس؟؟؟
………………..
وكون موضوعنا هو هذه الآية 26 من سورة النور…وهي الآية التي وردت فيها البراءة من الله ، بحق أولئك المؤمنون والمؤمنات ، الذين قال بحقهم عُصبةٌ من المؤمنين والمؤمنات ، ذلك الإفك الذي في كتاب الله الكريم ، والذي تولى كبره مؤمن هو واحدٌ منهم ، لا ذلك الإفك المكذوب والموضوع الذي في كتابي البُخاري ومُسلم وغيرهما ، والذي ملأه الوضاع بالكذب من أوله لآخره ، ويتهم فيه من يتهم ، والذي يتهم فيه رسول الله بتهمة لا يُتهم بها إلا أراذل الرجال وسقطهم .(يا عائشة إنهُ بلغني عنك كذا وكذا)…وحاشى رسول الله حاشاه…هذا الإفك الذي وضعه ذلك الوضاع المُجرم والذي لا عُلاقة لهُ بالإفك الذي في كتاب الله لا من قريبٍ ولا من بعيد إلا بذكره للثلاثة الذين تم إقامة الحد عليهم وجلدهم ، وذكره لأبي بكر وإنفاقه على مسطح .
……………..
فالإفك الذي في كتاب الله لا عُلاقةُ لهُ بالمنافقين وبرأس النفاق عبدالله إبن سلول نهائياً ، والله حكم بأن المُنافقين ليسوا من المؤمنين…عندما قال {وَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ }التوبة56. يقول الله عن هذا الإفك ، بأن الذين جاءوا به هُم عُصبة من المؤمنين والمؤمنات ، وتولى كبره واحدٌ منهم أي مؤمنٌ منهم ، من ضمن تلك العُصبة ، وواسى الله هؤلاء المؤمنين والمؤمنات الذين قيل بحقهم هذا الإفك وطمأنهم ، بعدما سمعوه ، بأن لا يحسبوا هذا الإفك الذي قيل بحقهم شرٌ لهم بل هو خيرٌ لهم وسيجزيهم أجره وثوابه.
……………….
وهؤلاء الذين قالوا به سيجزيهم الله لكُل واحد منهم ما أكتسب من الإثم..والذي تولى كبره وعده الله بذلك العذاب…والله كذب هؤلاء لأنه لا شهود عندهم على إفكهم….وتفضل الله على هؤلاء الذين جاءوا بهذا الإفك ، بأنه لولا فضله ورحمته عليهم ، لمسهم فيما أفاضوا به من إفك ومن كلام باطل عذابٌ عظيم ، هذا الذي ألقوهُ بألسنتهم وقالوا به بأفواههم ما ليس لهم به علم وحسبوه هيناً وهو عند الله عظيم…والذي عندما سمعوه من غيرهم بعد أن قالوه ندموا وقالوا ما كان لنا حق وما كان لنا أن نتكلم بهذا لأنه بُهتانٌ عظيم….ووعظ الله هؤلاء المؤمنين والمؤمنات الذين جاءوا بالإفك أن لا يعودوا لمثله أبداً إن كانوا مؤمنين حقاً .
……………..
فهل الله يقول عن المُنافقين بأنهم مؤمنين ومؤمنات؟؟؟ وهل إبن سلول مؤمن؟؟!…وهل الله يتفضل ولهُ رحمة ويرحم المُنافقين والمُنافقات؟؟!! وهل الله يعظ المُنافقين والمُنافقات؟؟؟ولذلك فالإفك الذي في كتاب الله وقع في السنة الأُولى للهجرة وحدوث ذلك المُجتمع الجديد والخليط ، من المُهاجرين والأنصار وغيرهم..ولا عُلاقة لهُ بإفك الوضاع وسفره وغزوته التي لا يعرف إسمها وقرعته الباطلة وهودجه والركوب فيه مما لم يركبه أحد من البشر…والعجيب أن الإفك الذي في كتاب الله عن مؤمنون ومؤمنات ، قالوه بحق مؤمنين ومؤمنات…بينما إفك الشيوخ هو عن مُنافقين ورأس النفاق إبن سلول قالوه بحق أمنا عائشة….أما الإفك الذي في تلك الكُتب فهو بأن كُل الناس قالوا بالإفك ما عدى 4 أشخاص .
…………………
وهذه الآية 26 من سورة النور…. أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ….. مِمَّا يَقُولُونَ….وآية التطهير في قول الله سُبحانه وتعالى : – {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
……………
فإنهما تقضان حديث الإفك المكذوب من أساساته وترميه بوجه من أوجده …فهل عصى رسول الله ربه وكذلك عصت أمنا عائشة ربها ، بأنها لم تقر في بيتها وبأن رسول الله كان يأخذ زوجاته للغزو ومواطن القتل والذبح والسبي…وهل الله لم يفي بوعده بأنه لم يُذهب الرجس عن زوجات رسول الله ويُطهرن تطهيراً….حتى تُتهم بتلك التُهمة التي جاء بها وضاع حديث الإفك المكذوب ؟؟!! الذي أشار لتلك الآيات بإستخفاف وكما هي عادة الوضاعين…حيث أن هذه الآيات التي أشار إليها ، لا وجود فيها لبراءة تخص أمنا عائشة لا من قريب ولا من بعيد..فأمنا أطهر من أن تُتهم بعرضها ومع إبنها ومن أبناءها ، ويتهمها الجميع بما فيهم رسول الله ولا يتم تبرئتها ولا يُبرئها رسول الله ، ولا يتم تبرئتها إلا من الله!!!؟؟
…………………
يقول الشيخ سامحه الله…الخبيساتُ للخبيسين والخبيسون للخبيسات…هل لم يستطع هذا الشيخ أن يُطوع لسانه للنطق بحرف الخاء كيف قبل أن يقرأ كتاب الله بهذا التحريف…يا شيخ ليس يُعكر بل هو إتهام وإساءة ومسبة لنبيين ورسولين ، ومن قبلها المسبة لله..لماذا تُلطفون الكلام؟؟
……………
https://www.youtube.com/watch?v=0pRlC7SjVGw
………………
ومع الشيخ الدكتور عثمان الخميس والتفسير العجيب…هذا أمر..هذا أمر..وكم إستدل هذا الشيخ بهذه الآية عن أمنا عائشة وزواجها برسول الله
……………..
https://www.youtube.com/watch?v=9ENqWie_ry4
……………..
ومع الشيخ صالح المغامسي وما شاء الله وتبارك الله على بقية تفسيره..يقول الشيخ والذي تقول به بعض المُنافقين…يا شيخ وكما يظهر بأنك قرأت حديث الإفك وما علمت بما قرأت ، وقرأت آيات سورة النور وما علمت بما تقرأ…هل يا شيخ العصبة من المؤمنين والمؤمنات..هُم بعضٌ من المُنافقي؟؟ الم تقرأ حديث الإفك المكذوب بأن الوضاع جعل كُل الناس في المدينة تكلموا بإفكه ، ولم يستثني إلا ربما 4 أشخاص فقط..وليس كما تقول بعض المُنافقين
…………….
https://www.youtube.com/watch?v=hjrjjdQsf6s
…………………..
ومع الشيخ عبد العزيز الفوزان..لكن يا شيخ الآيات 10 حسب ما أوجده لكم الوضاع من 11-21 ولا تشمل الآية 26…دققوا بكلام الشيخ بعد الدقيقة 1 و 30 ثانية …..تشمل كلا المعنيين.
…………..
https://www.youtube.com/watch?v=Z2uwNnqfcys
…………….
ما نُقدمه من ملفات هي مُلك لكُل من يطلع عليها…ولهُ حُرية نشرها لمن إقتنع بها
…………..
عمر المناصير..الأُردن………9 /6/2020