من الواجب الحرص على كتابة الصَلاة بعد اسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بصيغتها الكاملة والحث على ذلك. فمن الأدب وضع الصَلاة كما هي بعد اسمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ولكن يتم اختصار الصَلاة أحياناً لكثرة تردد الإسم الشريف فيصبح من الصعب تكرار العبارة بصورة متوالية مما يستدعي الإختصار ولكن بشرط أن تكون بصيغة لائقة؛ على سبيل المثال “صلعم” التي هي اختصار “صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم” والتي تقابل جناس ووزن “بسملة” التي هي اختصار “بسم الله الرحمن الرحيم” و”حوقلة” التي هي اختصار “لاحول ولا قوة إلا بالله”. فعبارة “صلعم” تُعتبر كصورة للصلاة الكاملة وليس مجرد حرف مثل “ص” الذي لا يجب أن يرد بهذا الشكل. توجد في القرآن الكريم كثير من الاختصارات كـ “ألم” و “طس” و “كهيعص” وغيرها، فتُكتب عبارة “صلعم” إذن للاختصار والتقدير للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وقد استخدمَ حضرةُ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام هذا الاختصار في عدد من كتبه ومنها كتاب “سر الخلافة” كالتالي:
“فاعلمْ أنَّ اللّٰہ قد رأی أنَّ الصِدّیق رضی اللّٰہ عنہ وأرضی آمنَ مع رسول اللّٰہ صلعم بقلبٍ أسلم فی قوم لم یسلم، وفی زمان کان نبیُّ اللّٰہ وحیدًا، وکان الفسادُ شدیداً، فرأی الصدّیق بعد هذا الإیمان أنواعَ الذلۃ والہوان ولعْن القومِ والعشیرۃ والإخوان والخلّان، وأُوذیَ فی سبیل اللّٰہ الرحمان، وأُخرِجَ من وطنہ کما أُخرِجَ نبیُّ الإنس ونبیُّ الجان، ورأی مِِحنًا کثیرۃ من الأعداء، ولعنًا ولومًا من الأحباء، وجاهدَ بمالہ ونفسہ فی حضرۃ العزّۃ، وکان یعیش کالأذلّۃ، بعدما کان من الأعزّۃ ومن المتنعمین۔ وأُخرِجَ فی سبیل اللّٰہ، وأُوذیَ فی سبیل اللّٰہ، وجاهد بأموالہ فی سبیل اللّٰہ، فصار بعد الثراء کالفقراء والمساکین۔ فأراد اللّٰہُ أن یُریہ جزاء الأیام التی قد مضت علیہ، ویبدّلہ خیراً مما ضاع من یدیہ، ویُریہ أجر ما رأی ابتغاءً لمرضاۃ اللّٰہ، واللّٰہ لا یُضیعُ أجر المحسنین۔ فاستخلفہ رَبُّہ ورفعَ لہ ذِکرہ وأسْلی، وأعزّہ رحمۃً منہ وفضلا، وجعلہ أمیر المؤمنین۔ اعلموا، رحمکم اللّٰہ، أنَّ الصحابۃ کلہم کانوا کجوارح رسول اللّٰہ صلعم وفخر نوع الإنسان، فبعضہم کانوا کالعیون وبعضہم کانوا کالآذان، وبعضہم کالأیدی وبعضہم کالأرجل من رسول الرحمان، وکلّ ما عملوا من عمل أو جاهدوا من جہد فکانت کلہا صادرۃ بہذہ المناسبات، وکانوا یبغون بہا مرضاۃ رب الکائنات رَبّ العالمین۔ فالذی یقول أنَّ الأصحاب الثلاثۃ کانوا من الکافرین والمنافقین أو الغاصبین فلا یُکفّر إلا کلہم أجمعین.” (الخزائن الروحانية، مجلد 8، سر الخلافة، ص 341)
الخلاصة هي وجوب كتابة الصَلاة كاملة بعد اسم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بدل حرف “ص”، وكذلك يمكن كتابة اختصار للصلاة كاملة كـ “صلعم”. لقد علّمنا كل ما سبق أمير المؤمنين خليفة المسيح الخامس حضرة مرزا مسرور أحمد أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز كما يلي:
“يقول السيد مرزا عديل أحمد، وهو ابن المرحوم: كنا نرسل له التقارير من مجلس خدام الأحمدية المحلي في ربوة، فحدث ذات مرة أن كتب أحدٌ خطأ حرف “ص” فقط بدلاً من أن يكتب “صلى الله عليه وسلم” إلى جانب اسم النبي صلى الله عليه وسلم، بينما كتبَ “عليه السلام” بعد اسم المسيح الموعود. فوجّهَنا المرحومُ إلى هذا الخطأ وقال: لا بد من مراعاة المراتب، ويجب أن تكتبوا “صلى الله عليه وسلم” كاملاً مع اسم النبي صلى الله عليه وسلم.” (خطبة الجمعة بتاريخ 19/1/2018)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ