يروّج خصوم الإسلام والدين بوجه عام في زماننا هذا شُبهة حول حادثة طوفان سيدنا نوح عَلَيهِ السَلام، وملخص الشبهة: بحسب روايات المسلمين والنصارى واليهود حول فُلك نوح، كيف وسعت هذه الفُلك التي كان عرضها عشرون باعاً وارتفاعها ثلاثون باعاً فقط كيف وسعت كافة الدواب والطيور في الدنيا عند الطوفان الذي حدث في زمن نوح، ومن أين له إطعامها كلها، وكيف حمل الوحوش كالأسد والفيل معاً، وكيف جمع بينها وبين الطيور والأرانب والخيول، وكيف كان يتخلص من فضلاتها كلها وينظفها وما إلى ذلك؟
كان هذا الاعتراض قد بَلَغَ مؤسسَ الجماعة الإسلامية الأحمدية الْمَسِيحَ الموعودَ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام فقال حضرته:
“يكفي القول في الجواب بأن القرآن الكريم لَمْ يذكر قياس هذه الفُلك وَلَمْ يقل كم كان عرضها وطولها وارتفاعها وَلَمْ يقل أيضاً بأن هذا الطوفان كان محيطاً بالعالم كلّه بل أحاط بالبلد وحده الذي أُرسل إليه نوح ؑ. أما ما ورَدَ في التوراة عن ذلك فلا يخلو من التحريف والتبديل. ولقد أخبر اللهُ تعالى في القرآن الكريم أن تلك الكتب حُرِّفت وبُدِّلت لذا هذا الاعتراض لغوٌ وبلا أصل تماما.” (ينبوع المعرفة)
وهكذا رَدَّ الْمَسِيحُ الموعودُ عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام بسطرين فقط وقبل قرنين من الآن على إحدى أهمّ الشبهات التي تثار اليوم ضد الاسلام وتتهم الدين بمخالفة العلم والمنطق، فتُبرَز للطعن في الدين كلّه، حيث تواجه المسيحية واليهودية ذات المسألة ويبحث الجميع عن الحل وبعضهم يأخذ بما قاله المسيح الموعود عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام منذ القرن التاسع عشر ولكن دون أدنى إشارة لحضرته أو لتفسير ولده المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْه. وقد وردت قصة نوح عَلَيهِ السَلام حقيقةً في مواضع عديدة من القرآن الكريم، إلا أن الموضع الذي يركز على التفصيل فهو ما ورَدَ في الآيات 26-49 من سورة هود فضلاً عن المواضع الأخرى في القرآن الكريم التي تفيد أيضاً أموراً أخرى في غاية الأهمية.
نقدِّم للقارئ العزيز الراغب بمعرفة تفاصيل قصة الطوفان رابط تفسير سورة هود من كتاب “التفسير الكبير” الذي كتبه حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وأيضا تلخيص قصة سيدنا نوح عليه السلام على الرابط التالي: قصة نوح ؏ – حقيقة الطوفان وغرق العالم، ولماذا غرق ابن سيدنا نوح ؏؟
فالسلام على المسيح الموعود رائد التجديد في الأمة المُحمّديّة!
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ