اجتمع الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم عند وفاة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم غير مصدقين ما حدث ! رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد مات ! كيف يمكن أن يموت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ هكذا بهذه البساطة يفارقنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم؟ لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
تخيل آلاف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين منهم الأسماء التالية:
- الأرقم بن أبي الأرقم
- البراء بن عازب
- قتادة بن النعمان
- الزبير بن العوام
- العباس بن عبد المطلب
- المغيرة بن شعبة
- المقداد بن عمرو
- عمار بن ياسر
- أبو ذر الغفاري
- عمران بن حصين
- خالد بن الوليد
- الوليد بن الوليد بن المغيرة
- علي بن أبي طالب
- أبو أيوب الأنصاري
- كعب بن مالك
- أبو سعيد الخدري
- عثمان بن عفان
- أبو عبيدة عامر بن الجراح
- أبو موسى الأشعري
- تميم الداري
- أبو هريرة
- لبيد بن ربيعة العامري
- أسامة بن زيد بن حارثة
- أنس بن مالك
- بلال بن رباح
- جابر بن عبد الله
- عمرو بن العاص
- خباب بن الأرت
- زيد بن ثابت
- حسان بن ثابت
- زيد بن حارثة
- سعد بن أبي وقاص
- سلمان الفارسي
- طلحة بن عبيد الله
- عبادة بن الصامت
- معاوية بن أبي سفيان
- عبد الرحمن بن عوف
- صفوان بن أمية
- عبد الله بن مسعود
- معاذ بن جبل
- حذيفة بن اليمان
وآلاف من هؤلاء العظام رضوان الله عليهم أجمعين واقفين مذهولين لسماع الخبر وقد توسطهم سيدنا عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وقد أفقده الخبر أعصابه فأخذ يقول للجمهور أن من قال بأن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مات فهو من المنافقين وَإِن النبي ﷺ عائد كما عاد موسى من مشواره إلى الجبل !
لماذا لم يخطر ببال سيدنا عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن المسيح حي في السماء؟ لم عناء التشبيه بموسى عَلَيهِ السَلام وموسى لم يمت بل ذهب في مهمة أعلنها مسبقاً لبني إسرائيل؟
إذا فرضنا أن سيدنا عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لم بتذكر حياة المسيح بسبب اضطرابه في وقتها، فماذا عن سادتنا الصحابة الكبار وهم بالآلاف؟ لماذا لم يخطر ببال أي منهم أن يقول لعمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن المسيح حي في السماء؟
السؤال الاكبر هو عندما جاء سيدنا أبو بكر الصديق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وتلا الآية ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِنْ مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ﴾ ثم قال أن سيدنا مُّحَمَّداً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد مات كما ماتت الرسل من قبله، لماذا لم يخطر ببال سيدنا عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ولا واحد من الصحابة أن يذكر حياة المسيح في السماء؟
الجواب: الآية التي تلاها سيدنا أبو بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قضت بالموت على كل نبي قبل سيدنا المصطفى محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وذكرت موته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أيضاً بما لا فسحة فيه للشك ! ولأن الصحابة رَضِيَ اللهُ عَنْهُم يدركون أن لا أحد من النبيين خلد إلى زمن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قد مات مثل ما ماتوا عَلَيْهِمْ الصَلاة وَالسَلام. وبهذا انعقد أول إجماع في تاريخ الإسلام وكان على وفاة النبيين جميعا بلا استثناء.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ