كلام من ذهب
أسطر قليلة ولكنها توزن بالدرر والجواهر في شرح فلسفة الصَلاة
يقول مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام :
“إن الدعاء إكسيرٌ يحوّل حفنةً من التراب تِبرًا، وإنه ماء يغسل الأدران الباطنية، وإنه ابتهال تذوب معه الروح وتسيل مثل الماء وتخرّ على عتبة حضرة الأحدية، فتقوم في حضرة الله وتركع وتسجد أيضا. وظِل ذلك تلك الصلاة التي علَّمها الإسلام. فالمراد من قيام الروح هو أنها تكون مستعدة لتحمّل الصعاب والانصياع لكل أمر في سبيل الله. والمراد من ركوعها أنها تركع لله تاركة كل أنواع الحب والعلاقات، وتصبح لله وحده. والمراد من سجدتها أنها تسقط على عتبات الله وتتخلى عن إرادتها كلياً، وتمحو وجودها تماما. هذه الصلاة توصل صاحبها إلى الله تعالى. وقد صوَّر الشرع الإسلامي ذلك كله في الصلاة لكي تُفَعِّلَ صلاة الجسد أيضا كصلاة الروح؛ لأنه من المؤكد أن الله تعالى قد خَلَقَ الإنسانَ بحيث تؤثّر الروح بالجسد، ويؤثّر الجسد بالروح: فحين تحزن روحكم تسيل الدموع من عينيكم أيضا، وحين تُسرُّ الروح تعلو البشاشة وجوهكم وقد يشرع الإنسان بالضحك عفوياً في كثير من الأحيان، كذلك حين يعاني جسده من الألم والأذى تشاركه الروح أيضا فيهما، وعندما يسعدُ؛ يتمتع الجسد- مثلا- بنسيم بارد، تنال الروح أيضاً نصيبا منه. إذن، فإن الغرض من العبادات الجسدية هو أن تكون هناك -بسبب العلاقات بين الروح والجسد- حركة في الروح إلى الله الواحد الأحد، فتعكف على القيام والسجود الروحاني؛ لأن الإنسان بحاجة إلى المجاهدات من أجل الرقي، وهذا أيضاً نوع من المجاهدة. من الواضح أنه إذا كان هناك شيئان ملتصقَين ببعضهما، ورفعنا أحدهما؛ لتحرَّك الثاني أيضا. ولكن لا طائل من وراء القيام والركوع والسجود الجسدي وحده ما لم يرافقه السعي لمشاركة الروح أيضا بطريقتها.” (محاضرة سيالكوت)
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
جزاكم الله خيرا وبركة وجعل ذلك في ميزان حسناتكم