كلمة لمن يصرّون على أن داعش وأمثالها بأفعالهم يمثلون الإسلام. إن الممثل الحقيقي للإسلام في هذا الوقت وهذا الزمان، شاء من شاء وأبى من أبى هي الجماعة الإسلامية الأحمدية، جماعة المسيح الموعود والإمام المهدي المعهود، ذلك الشخص الذي ينتظره كل إنسان يعتقد بوجود إله خالق لهذا العالم وقيوم عليه، وليس تعنتًا ولا تعصبًا، بل إيمانًا وهدىً على بصيرة واطلاع… وهي ─أي الجماعة─ مُمَثلة ─حاليًا─ في شخص الخليفة الخامس حضرة مرزا مسرور أحمد أيده الله بنصره.
فالإسلام بريء من كل ما يحدث من أحداث عنف وكراهية وقتل ودعوات قتل بأحكام تكفير، وسفك دماء وحروب باسم الدين… إلخ، بل إن الله يدعو إلى دار السلام، ويأمر بأن ندخل في السلم كافة، وأنه سبحانه لا يحب المُعتدين.
تلك الجماعة هي التي ترفع شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله وتدعو أن الحب للجميع ولا كراهية لأحد وتنفذ ذلك عمليًا على أرض الواقع بكل تفانٍ وإخلاص. تبغض فساد الأفعال وسوء الأعمال ولا تنبذ الأشخاص.
← ومن ساءه فكرة أن يكون للإسلام ممثل يتكلم باسمه، فلينظر حال الدين؛ كيف تشرذم فرقًا كلها تكفّر بعضها، فكلها في النار، لقول رسول الله ﷺ من قال لأخية ياكافر فقد باء بها أحدهما؛ وواحدة في الجنة، وهي الجماعة المُتبعة لسنة نبيها، التي نئت بنفسها عن ضلال وإثم التكفير، ودعت بإحسان إلى اسم الله الرحمن الودود القدير. وجدير بالذكر أن هذا التمثيل ليس تمثيلًا كهنوتيًا كما يتصور البعض بأنها اتّباع وطاعة عمياء، بل هي خلافة راشدة وطاعة مبصرة «قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ».
فلينظر المستاء حال الدين كيف تدنى بفعل من يدّعون أنهم ممثلوه، وليس لهم على ذلك برهان ولا دليل إلا تصديًا للفتوى وتجرءًا على القتل والتكفير. دعاة على أبواب جهنم يدعون بكل ثقة إلى كل شيء نُكر. احتذوا حذو الذين ضلوا من قبلهم شبرًا بشبر حتى دخلوا جُحر ضبّهم، ولا زالوا يدّعون بأنهم على شريعة من الأمر! وما هم إلا متبعي أهواء الذين لا يعلمون.
أما الأحمدية وجماعتها، وهي الإسلام الحقيقي، فلها من الله البرهان، إذ قد سمعت مناديًا ينادي للإيمان ─حضرة مرزا غلام أحمد من قاديان المسيح الموعود والإمام المهدي المعهود عليه السلام─ فآمنت به، عسى أن يُغفرُ لها ذنوبها وتُكفر عنها سيئاتها وأن تكون مع الأبرار. آمنت به بعد أن اطمأنت بتطابق نداء المنادِ مع روح الله… ولم تيأس من روح الله كما ظن الذين ظنوا أن لن يبعث الله أحدًا. عاينت العلامات وشاهدت الآيات البينات وصدّقت فكانت من الشاهدين المُحسنين.
ومن ساءه في فكر هذا المبعوث وجماعته أفكارًا تخالف ما رسِّخ في ذهنه على مر الزمن، فليُسَلم قلبه إلى الله، وليوقن بأنه عز وجل لن يضيعه أبدًا، فهو الذي قال: «والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سُبلنا وإن الله لمع المُحسنين» فجاهد نفسك للوصول إلى مشيئته بحسن نية وإخلاص، فإنه سبحانة لن يمد إليك يده حتى تريد أنت وتعقد العزم على رفع يديك إليه بتضرع.. ولقد طمأنك ربك أيما اطمئنان من جهة كل من تكلم باسمه، وقدّم إليك معادلة التصديق والتكذيب لمّا قال سبحانه: «إن يكُ كاذبًا فعليه كذبه وإن يكُ صادقًا يُصبكم بعض الذي يعدكم إن الله لا يهدي من هو مُسرف كذاب» فهو عز وجل ليس بغافل ولا نائم عن شأنه سبحانه، ولا يُعاقب على نية ملؤها نوايا الخير والسلام، ولقد توعد كل مُتقول باسمه عز وجل بأنه من المقتولين لا محالة ولا مَن مدافع عنه ولا من حاجز يمنع مصيره هذا. فلا تكن من المعاندين كالذين قالوا «لن يبعث الله من بعده رسولًا “كذلك” يُضل الله من هو مُسرف مرتاب». فتأمل في “كذلك”.