هو من قرية “سيد غاه” الأفغانية، وكان آباؤه من السادات وزعماء المنطقة، وكان يمتلك الكثير من الضياع والعقارات، وله عشرات الآلاف من المريدين والأتباع، إذ كان من أبرز العلماء المتبحرين في علوم القرآن والحديث وكان طليقاً باللغات الفارسية والباشتو والعربية، حتى أن أمير أفغانستان كان من مريديه، وكان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ من مقرّبي الحكومة وكان هو مَـن يتوِّج الأمير الجديد.
لقد اطَّلع رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بالمصادفة على دعوى سيدنا أحمد (عَلَيهِ السَلام)، فطلـب كُتبـه (عَلَيهِ السَلام)، وعندما انتهى من قراءتها؛ اقتنع بدعواه، فبايعه بالمراسلة. ثم حين خرج للحج، خطر له أن يعرّج على قاديان ليزور الإمام المهدي الذي وصّى فيه رسـول الله صلى الله عليه وسلّم قائلا: فإذا رأيتموه، فبايعوه ولو حبواً على الثلج؛ فإنه خليفة الله المهدي (ابن ماجة، كتاب الفتن)، فجاء إلى قاديان وأقام هناك مدة، وتقدم على درب الإيمان والإخلاص والوفاء حتى وصل منتهاه، وحين علم بذلك الأميرُ في أفغانستان عن طريق الوشاة، طلبه غدرا وخداعا، وعندما عرف الرعاع أنه بايع سيدنا أحمد (عَلَيهِ السَلام)، أثاروا الضجيج والصخب وأقاموا الدنيا ولم يقعدوها؛ حتى أفتى المشايخ بقتله لأنه كافر، فألقي به في السجن موثّق الأيدي والأرجل بقيود ثقيلة، وأجري الحوار الخطي بينه وبين المشايخ، إلا أنه أُدِين بالكفر دون إعلان ما قال الفريقان في الحوار، ثم ثُــقِب أنفه وأدخل فيه حبل سميك بأشنع أنواع الظلم، وجرّه إخوان الشيطان بكل ذلة وهوان في الأزقة ثم جيء به إلى مكان الرجم، ووضعوه واقفاً في حفرة أعدت لهذا الغرض بأمر من أمير أفغانستان، وأهالوا عليه التراب حتى ظهره، ثم بدأ الجمهور المتفرجون يرمون عليه الحجارة بعد أن ابتدأ المفتي الذي أصدر فتوى التكفير برمي أول حجر، ولم يبق هناك من لم يرجمه، حتى اختفى جسده الطاهر تحت الحجارة، فاستشهد أمير شهداء هذا العصر رجماً دون هوادة.
ومن الجدير بالذكر أن الأمير الشقي ظلّ إلى آخر لحظة ينصحه بالارتداد عــن الجماعة الإسلامية الأحمدية والتخلي عن سيدنا المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) حتى لـو كان همساً في أذنه، وأكد له أنه سينقذه، لكنـه لعظمـة وفائـه واستقامته، أبى في كل مرة، وحين قال له الأمير آخر مرة: يجب أن ترحم أولادك وأهلك. قال رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بكل شجاعة: ما قيمة الأولاد والأهل أمام الإيمان؟ وقال: عذرا أيها الأمير لا يسَعُني إنكار الحق من أجل الأولاد والأهل. وقد ذكر سيدنا المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) تفاصيل اضطهاده ورجمه في كتاب “تذكرة الشهادتين” وقد ترجم إلى اللغة العربية، وقد نصح المسيح الموعود (عَلَيهِ السَلام) أبنــاء جماعته بقراءته.
رابط الكتاب: تذكرة الشهادتين