كنا قد بينَّا سابقا في العديد من المقالات أن المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، من خلال أعماله في إحياء اللغة العربية وربطها بتراثها وتاريخها – بعد أن تقاعس العرب عن هذا وتقاصرت هممهم نتيجة تزعزع ثقتهم بالدين واللغة عموما إثر الضعف ثم الهزيمة التي لحقت بالدولة العثمانية وسقوط المسلمين في كل مكان في قبضة أعدائهم – قد لجأ إلى المعارضة الشعرية لبعض المعلقات وكذلك لبعض الأبيات الواردة في مقامات الحريري، وكذلك ابتكر فنَّ المعارضة النثرية؛ إذ كتب على نسق المقامات أحيانا. ولكنه في كل هذا قد أثبت علوَّ كعبه وطول باعه وقدرته الفائقة في العربية، والتي كانت نتيجة تعلُّمه الإعجازي للغة العربية في ليلة واحدة.
وكنا قد بينَّا أيضا أن هامش المعارضات الشعرية والنثرية على كل حال لا يشكِّل إلا جزءا يسيرا جدا من أعماله، وكانت بهدف الربط بالتراث وخدمة اللغة وإظهار القدرة وإبراز المعجزة، أما الغالبية العظمى من أعماله فكانت إبداعا وابتكارا لم يكن له مثيل من قبل، وجوانب الإبداع والتجديد فيها يصعب حصرها وتحتاج إلى دراسات مستوفية من الباحثين. وهذا ليس غريبا، لأن عمله كمجدد للدين ومحافظا عليه وقائما على بعثته الثانية الموعودة لا بد أن يتضمن تجديد العربية أيضا التي ترتبط ارتباطا عضويا بالإسلام لا ينفك عنه.
ومن ضمن أعماله المميزة الإبداعية التي ولَّدت أيضا ضربا جديدا متفرِّعا في الأدب العربي كانت قصيدته الرائعة التي وردت في كتابه “كرامات الصادقين” والتي سماها “المباركة الطيبة في نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم”، والتي يقول فيها:
بِكَ الحولُ يا قيومُ يا منبعَ الهدى … فوفِّقْ لي أن أثني عليك وأحمدا
تتوب على عبد يتوب تندُّمًا … وتنجي غريقًا في الضلالة مُفسدا
كبير المعاصي عند عفوك تافهٌ … فما لك في عبدٍ ألَمَّ تردُّدا
تحيط بكنهِ الكائنات وسِرِّها … وتعلم منهاج السِّوى ومُحَرَّدا
ونحن عبادك يا إلهي وملجئي … نخرّ أمامك خشيةً وتعبُّدا
وما كان أن يخفى عليك نُحاسُنا … وتعلم ألوان النحاس وعَسْجَدا
وكم مِن دَهِيٍّ أهلكتهم من شرورهم … وأخذتَهم وكسرتَ دَأْيًا مُنضَّدا
وكم مِن حقير في عيونٍ جعلتَهم … بأعينِ خَلقٍ لؤلوءا وزَبرجَدا
وتعمُر أطلالا بفضل ورحمةٍ … وتَهُدّ مِن قهرٍ منيفًا مُمَرَّدا
وما كان مِثلُك قدرةً وترحمًا … ومثلُك ربي ما أرى متفردا
فسبحان مَن خلَق الخلائق كلها … وجعل كشيء واحد متبددا
غيورٌ يُبيد المجرمين بسخطه … غفور ينجّي التائبين من الردى
فلا تأْمَنَنْ مِن سخطه عند رحمه … ولا تيئسَنْ من رُحمه إن تَشدَّدا
وإن شاء يبلو بالشدائد خَلْقَه … وإن شاء يُعطيهم طريفًا ومُتْلَدا
وحيدٌ فريد لا شريكَ لذاته … قويٌّ عليٌّ في الكمال توحَّدَا
ومن جاءه طوعا وصدقا فقد نجا … وأُدْخِلَ وِرْدًا بعد ما كان مُلْبَدا
له الملك والملكوت والمجد كله … وكلٌّ له ما لاح أو راح أو غدا
ومن قال إن له إلها قادرا … سواه فقد تبع الضلالة واعتدى
هدى العالمين وأنزل الكتب رحمةً … وأرسل رسلا بعد رسل وأكّدا
وأنت إلهي مأمني ومفازتي … وما لي سواك معاونٌ يدفع العدا
عليك توكلنا وأنت ملاذنا … وقد مسَّنا ضُرٌّ وجئناك للندى
ولك آيات في عباد حمدتَهم … ولا سيّما عبدٌ تسمّيه أحمداص
له في عبادة ربه غَلْيُ مِرجَلٍ … وفاقَ قلوب العالمين تعبُّدا
بصَّرْ خصيمي هل ترى مِن مشاكهٍ … بتلك الصفات الصالحات بأحمدا
بشير نذير آمرٌ مانع معًا … حكيم بحكمته الجليلة يُقتدى
هدى الهائمين إلى صراطٍ مقوَّم … ونوّر أفكار العقول وأيّدا
له طلعةٌ يجلو الظلامَ شعاعُها … ذُكاءٌ منير بُرجُه كان بُرْجُدا
له درجات ليس فيها مشارِكٌ … شفيع يزكّينا ويدني … المبَعَّدا
وما هو إلا نائب الله في الورى … وفاق … جميعا رحمةً وتودُّدا
تخيَّرَه الرحمن مِن بين خلقه … وأعطاه ما لم يُعْطَ أحد من الندى
وقد كان وجه الأرض وجهًا مسوَّدا … فصار به نورًا منيرا وأغيَدا
وأرسله الباري بآيات فضله … إلى حزبِ قوم كان لُدًّا ومفسِدا
ومُلْكٍ تأبَّطَ كلَّ شرٍّ قومُه … وكلٌّ تلا بغيًا إذا راح أو غدا
بِلُوبَةِ مكةَ ذاتِ حِقْفٍ عَقَنْقَلٍ … بلادٌ ترى فيها صفيحا مُصَمَّدا
وما كان فيها من زروع ودوحة … تُرى كالظليم ثراه أزعَر أربَدا
تكنَّفَ عَقْوةَ داره ذاتَ ليلة … جماعةُ قوم كان لُدًّا ومفسدا
فأدركه تأييدُ ربٍّ مهيمن … ونجّاه عونُ الله من صولة العدا
تذكرتُ يوما فيه أُخرِجَ سيدي … ففاضت دموع العين مني بمنتدى
إلى الآن أنوارٌ ببُرقَةِ يثرِبَ … نشاهد فيها كل يوم تجدُّدا
فوجهُ المدينة صار منه منوّرا … وباركَ حُرَّ الرمل وَطِئًا وقَردَدا
حِفافَي جناني نُوِّرا مِن ضيائه … فأصبحتُ ذا فهم سليم وذا الهدى
وأرسلني ربي لتأييد دينه … فجئتُ لهذا القرن عبدا مجدِّدا
له صُحْبةٌ كانوا مجانينَ حُبِّه … وجعلوا ثرى قدميه للعين إثْمَدا
وأرَوا نشاطا عند كل مصيبة … كعَوْجاءَ مِرقالٍ تُواري تَخدُّدا
وإذا مُرَبِّينا أهابَ بغنمه … فراعُوا إلى صوت المُهيب تودُّدا
وكان وصال الحق في نيّاتهم … وخطراتهم فلأجله مَدُّوا اليدا
ورأوا حياة نفوسهم في موتهم … فجاءوا بميدان القتال تجلُّدا
وجاشت إليهم من كروبٍ نفوسُهم … وأنذرَهم قوم … شقيٌّ تهدُّدا
فظلوا ينادون المنايا بصدقهم … وما كان منهم مَن أبى أو تردَّدا
وفاضت لتطهير الأناس دماؤهم … من الصدق حتى آثر الخَلقُ مَرصَدا
وأحيَوا لياليهم مخافةَ ربهم … وأذابهم يومٌ يُشيِّب ثَوهَدا
تَناهَوا عن الأهواء خوفا وخشية … وباتوا لمولاهم قِياما وسُجّدا
تلقَّوا علوما من كتاب مقدس … حكيم فصافاهم كريم ذو الندى
كنوقٍ كرائمَ ذاتِ خُصْلٍ تجلَّدوا … وتربَّعوا كلاءَ الأسِرَّة أغيَدا
أتعرف قوما كان ميتًا كمثلهم … نَؤومًا كأموات جَهولا يَلَنْدَدا
فأيقظَهم هذا النبي فأصبحوا … منيرين محسودين في العلم والهدى
وجاءوا ونورٌ من وراءٍ يسوقهم … إليه ونورٌ من أمامٍ مُقوِّدا
ولو كُشف باطنهم نرى في قلوبهم … يقينًا كطبقات السماء مُنضَّدا
تداركَهم لطفُ الإله تفضلا … وزكّى بروح منه فضلاً وأيّدا
ففاقوا بفضل الله خَلْقَ زمانِهم … بعلم وإيمان ونور وبالهدى
وهذا من النور الذي هو أحمدُ … فدًى لك روحي يا محمدص سرمَدا
أُمِرتَ من الله الذي كان مرشدا … فأحرقتَ بدعاتٍ وقوَّمْتَ مَرْصَدا
وجئتَ لتنجية الأنام من الهوى … فواهًا لِمُنْجٍ خلّص الخَلق مِن رَدَى
وتورَّمَتْ قدماك لله قائما … ومثلك رجلا ما سمعنا تعبُّدا
جذبتَ إلى الدين القويم بقوة … وما ضاعت الدنيا إذا الدين شُيِّدا
وأرسلَك الباري بآيات فضله … لكي تُنقذ الإسلام مِن فتن العِدا
يحبّ جناني كلَّ أرض وطِئْتَها … فيا ليت لي كانت بلادك مولدا
وأكفَرَني قومي فجئتك لاهفًا … وكيف يُكفَّرُ مَن يوالي محمداص
عجبتُ لشيخ في البطالة مفسدٍ … أضلّ كثيرا بالشرور وبَعَّدا
سَلُوه يمينًا هل أتاني مباهِلا … وقد وعَد جزمًا ثم نكث تعمُّدا
فخُذْ يا إلهي مثل َ هذا المكذِّبِ … كأَخْذِك مَن عادى وليًّا وشدّدا
أضلَّ كثيرا من صراطٍ منوّر … تباعدَ من حق صريح وأبعدا
قد اختار مِن جهل رضاءَ خلائقٍ … وكان رضى الباري أهمَّ وأَوْكَدا
وما كان لي بغضٌ وربّيَ شاهدٌ … وفي الله عادَيناه إذ حال مَرصَدا
يسبّ وما أدري على ما يسبّني … أيُلعَن مَن أحيا صلاحا وجدَّدا
نعَمْ نشهدَنْ أن ابنَ مريم ميّتٌ … أهذا مقال يجعل البَرَّ مُلحِدا؟
وهل من دلائلَ عندكم تُؤثِرونها … فإن كان فأْتوني بتلك تجلُّدا
أنحنُ نخالف سبلَ دينِ نبينا؟ … وقد ضل سعيًا مَن قَلَى دينَ أحمدا
سيُكشَف سِرُّ صدورنا وصدوركم … بيومٍ يسوّد وجهَ مَن كان مفسِدا
فمن كان يسعى اليوم في الأرض مفسدا … فيُحرَق في يوم النشور مُزوَّدا
أليس تقاةُ الله فيكم كذرّةٍ؟ … أتخشون لومةَ حَيِّكم ومُفنِّدا
وقد كان ربي قدّر الأمرَ رحمةً … فَحُصْتُ بإذن الله ثوبًا مُقدَّدا
رأيتُ تغيُّظكم فلمْ آلُ حجّةً … ووطّأتُ ذوقًا أَمْعَزًا متوقِّدا
ولستُ بذي علم ولكن أعانني … عليم رآني مستهاما فأيّدا
وواللهِ إني صادق غيرُ مفترٍ … وأيّدني ربي وما ضاعني سُدًى
وما قلتُ إلا ما أُمِرتُ بوحيه … وما كان هَجْسٌ بل سمعتُ مُندِّدا
أأكتُمُ حقًّا كالمُداجي المُخامِرِ … مخافةَ قوم لا يريدون مَرصَدا
تعالى مقامي فاختفى من عيونهم … وربي يرى هذا الجَنان المجرَّدا
وفي الدين أسرار وسبلٌ خفيّة … يلاحظها من زاده الله في الهدى
وهذا على الإسلام أدهى مصائبٍ … يُكفَّرُ مَن جاء الأنامَ مجدِّدا
أتُكفِرُ رجُلا قد أنار صلاحه؟ … ومثلك جهلاً ما رأيتُ ضَفَنْدَدا
أتُكْفِر رجلا أيّد الدينَ حجّةً … ودافَى رؤوس الصائلين وأرجَدا
أنحن نفرّ من الرسول ودينه؟ … ويبدو لكم آياتُنا اليوم أو غدا
ووالله لولا حُبُّ وجهِ محمد … لما كان لي حولٌ لأمدح أحمداص
ففي ذاك آياتٌ لكلّ مكذِّبٍ … حريص على سبٍّ وألوَى كالعدا
وكم من مصائب للرسول أذوقُها … وكم من تكاليف سئمتُ تودُّدا
وغمٍّ يفوق ظلامَ ليلٍ مظلم … وهولٍ كليل السَّلْخ يُبدي تَهَدُّدا
وضُرٍّ كضرب الفأس أصلتَ سيفَه … وخوفٍ كأصوات الصراصر قد بدا
فأسأمُ تلك المحنَ مِن ذوق مُهْجتي … وأسأل ربي أن يزيد تشدُّدا
وموتي بسبل المصطفى خيرُ مِيتةٍ … فإنْ فزتُها فسأُحْشَرَنْ بالمقتدى
سأدخلُ مِن عشقي بروضةِ قبره … وما تعلم هذا السرّ يا تاركَ الهدى
فلم تقتصر هذه القصيدة على الجمال والروعة التي تحلَّت بها، بل إنها أدَّت إلى أن يكتب المولوي نور الدين القرشي الحكيم رضي الله عنه، الذي أصبح الخليفة الأول فيما بعد، قصيدة على نسَقها تبدو وكأنها معارَضة، ولكن لا يبدو صحيحا تصنيفها تحت فنَّ المعارضات؛ لأنه لم يهدف منها إظهار جدارته أمام المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بل أراد ذِكْره ومدحَه وهو الذي انشغل في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والثناء لله والدفاع عن الإسلام في قصيدته تلك وفي شعره عموما، ولعلَّ خير ما يمكن أن يسمى به هذا الأسلوب هو المواطأة، والتي تعني اتباع الخُطى في الوزن والقافية واستخدام التعابير ذاتها خدمة للشاعر الأول احتراما وتوقيرا وتقديرا. فبعد أن أثنى على المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام نثرا قال في قصيدته التالية شعرا:
فَوَاللهِ مُذْ لاقَيتُه زادني الهُدى … وعرفتُ مِن تفهيمِ أحمَدَ أحمَدَا
وكم مِن عويصٍ مشكلٍ غيرِ واضحٍ … أنارَ عليَّ فصرتُ منه مُسهِّدا
وما إنْ رأينا مثلَه بطلاً بدا … وما إنْ رأينا مثله قاتِلَ العِدا
وأكفَرَه قومٌ جَهول وظالِمٌ … وكذّبه مَن كان فَظًّا ومُلحِدا
وهذا على الإسلام إحدى المصائبِ … يُكفَّرُ مَن جاء النبيَّ مُؤيِّدا
أفي القومِ تُمدَح يا مُكفِّرَ صادِقٍ … ألا إنّ أهل الحق سمَّوك مُفْندا
نبَذتَ هُدى العرفان جهلاً وبعدَه … أخذتَ طريقًا قد دعاك إلى الرَّدى
وإن كنتَ تسعى اليومَ في الأرض مفسِدًا … فتُحرَق في يوم النشور مُزوّدا
ولو قَبْلَ إكفارٍ تفكّرتَ ساعةً … لَعَمْري هُديتُ وما أبيتَ تبدُّدا
قصدتَ لتُرضي القومَ مِن سوء نية … وكان رِضَى الباري أتمَّ وأوكَدا
وما في يديك لَتُبْعِدَنَّ مقرَّبًا … إله البرايا قد دناه وأحمدا
وقد كنتَ تقبَل صدقَه وكتبتَه … فمِثلُك كُفرًا ما رأينا ضَفَنْدَدا
ألا إنه قد فاق صدقًا خواصَّكم … ودافَى رؤوسَ الصائلين وأَرْجَدا
أتُكفِرُ يا غُولَ البراري مثيلَه … أتلعَنُ مقبولا يحبّ محمّدا
وتعسًا لكم يا زُمْرَ شيخٍ مزوّرٍ … هلكتم وأرداكم وعفّى وأفسَدا
له كُتْبٌ السبُ ّوالشتم حَشْوُها … شريرٌ ويستقري الشرور تعمُّدا
أضلَّ كثيرا مِن ضلالات وَهْمه … وباعدَ مِن حق مبين وأبعَدا
وما إنْ أرى فيه الفضيلةَ خاصةً … نعَمْ في طريق المفسدين تَفرَّدا
يُشيع رسالاتٍ … لِبَغْيِ ثَرائدٍ … ولِيجلِبَ الحُمْقى إليها ويُرفِدا
وما كان لي بغضٌ به وعداوةٌ … وفي الله عادَيناه إذ ذمَّ أحمَدا
فخُذْ يا إلهي رأسَ كلّ معاند … كأَخْذِك مَن عادى وليًّا وشدّدا
لتكون آيات … لكلّ مكذّب … حريصٍّ على سبٍّ مُباهٍ تحسُّدا
ويا طالبَ العرفان خُذْ ذيلَ نوره … ودَعْ كلَّ ذي قول بقول المهتدى
وفي الدين أسرارٌ وسبلٌ خفيّة … يلاحظها بصرٌ … يلاقي إِثْمَدا
وآخر دعوانا أن الحمد كله … لرَبٍّ رحيم بعث فينا مجدّدا
وأخيرا، لقد جمع المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام روعة اللغة وقوتها ورقيَّها وكذلك الغزارة الشعرية التي ليست في متناول كثير من الشعراء، وهذا كله يوحي وكأنه يغترف من بحرٍ موَّاج لا شاطئ له، ثم فجَّر أيضا قرائح من حوله من أصحابه وبدأ نهضة في العربية ابتدأت ذلك الحين وستتعزز في المستقبل كلما ازداد عدد العرب في جماعته أو المتعربين من عشاق العربية. فبورك هذا المسيح الموعود خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وهنيئا لنا معرفتنا إياه وإيماننا به، والحمد لله رب العالمين.