بُني الفكر المسيحي على أساس واه كان عبارة عن تفاسير بولس التعسفية للعهد القديم من جهة والرضوخ لليهود من جهة أخرى ومداهنة اليونان من جهة ثالثة. اعتمد الفداء عند بولس على تقديم المحرقات في العهد القديم حيث فهم منه أنه عبارة عن افتداء لذنوب الإنسان وبذلك فالمسيح أعظم من يفتدي الذنوب جميعا، ولكنه نسي أن المحرقات ليست إلا لإطعام المساكين والتقرب لله تعالى وهو سُنّة الحياة في أكل الحيوان ولا علاقة له بالافتداء بل هو عملية رمزية فحسب لا دور لها في غفران الذنوب إلزاما ولا علاقة له بالإيمان بالمحرقة على الإطلاق، أما قتل المسيح فتلك جريمة إزهاق لنفس بريئة وهي أبعد ما يكون عن المحرقات.

أما بالنسبة للرضوخ لليهود فبولس لم يجرؤ على نفي الصلب الذي يظن اليهود أنهم ألحقوه بالمسيح وصار ملعونا بحسب الكتاب. لم يستطع بولس أن ينكر ذلك لأنه سوف يُصْلَب كما صُلب المسيح إذا ادعى أن المسيح لم يمت لأن اليهود سوف يعتقدون أن المسيح نجا من الموت (خصوصا في ثلاث ساعات) وهم في شك من ذلك وتردد بسبب اختفاء جثة المسيح، وهكذا سوف يجروه إلى المحاكمة والتعذيب حتى يعترف عن مكان اختفاء يسوع أو جثته. بذلك اضطر بولس إلى الاعتراف بصلب المسيح مع أنه لم يشاهد الحادثة ولم يلتق بأحد من التلاميذ الحاضرين، وهكذا قال بولس بأن المسيح صلب وصار لعنة ولكن لأجل معاصي البشرية .. وهذه حجة مضحكة لليهود ولن تثير غضبهم لأنهم هم من يفسر كتابهم المقدس وهم مشايخ التفسير وكتبة التلمود وليس مجرد جندي روماني يهودي مرتد، ويكفيهم أنه اعترف بأن الـمسيح صُلب وصار ملعونا .. وهو المطلوب !

أما الرضوخ لليونانيين فيكفي أن نقرأ عن سفر بولس إلى غلاطية وتسالونيكي وغيرها من مدن ومرافئ اليونان لنشاهد مدى التساهل في الشريعة ومخالفة وصايا المسيح حول عدم تبليغ الأمم وبالتالي خرجت فكرة الثالوث التي هي نسخة عن الهايدرا متعددة الرؤوس التي يعبدها اليونانيون حيث أن لها أقانيم متحدة في الجوهر متعددة في الأوجه.

الفكر المسيحي في أساسه تفاسير تعسفية للنصوص التوراتية التاريخية وتساهل مع الكفار من قبل شاول الطرسوسي أو  بولس ومن يقرأ الاناجيل سيفهم ذلك بوضوح خصوصا وأن القديس بطرس تلميذ المسيح كان من معارضيه .

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد