المسيح الموعود ؏ هو الخادم الصادق لشرع الرسول ﷺ، وبعثه الله ﷻ مصححا لمنهج الذي توالى زمن الرسول ﷺ، بحيث كثرت الفرق واختلف العلماء بآراءهم.
المنهج القويم الذي قدمه المسيح الموعود ؏ هو احترام علماء المسلمين الذين قدموا خدمات عظيمة للإسلام، وعدم الإساءة إليهم وإلى مقامهم. وطبعا منهم هو الشيخ العلامة محمد عبد الوهاب رحمه الله، وهذا عكس ما نعهده اليوم من بعض الفرق الإسلامية، حيث تقوم بالطعن والتجريح بكل من خالف عقائدها، وأيضا لا تتورع عن إهانة علماء الفرق الأخرى واحترام مقامهم. ومن العلماء المبجلين الذين تعرضوا للطعن بكثرة هو الشيخ عبد الوهاب رحمه الله.
طبعا لا يعني هذا ان المسيح الموعود ؏ يسلّم بمنهج العلماء السابقين كاملا من دون رفض اجتهاداتهم إذا كانت تخالف القرآن الكريم وسنن الرسول ﷺ، وبهذا لا يعني هذا أن المسيح الموعود ؏ يسلم بكامل عقائد الشيخ عبد الوهاب رحمه الله، او العقائد التي تنسب إليه من أتباعه اليوم.
فكما وضحنا، فأسلوب المسيح الموعود ؏ لا يعتمد على الإساءة لعلماء المسلمين الأفاضل، بل ما شهده التاريخ أن المسيح الموعود ؏ دافع عن موقف علماء المسلمين وأحسن الظن بهم، وبنفس الوقت فَنّد ؏ أخطائهم الاجتهادية، وثنى على اجتهاداتهم الصحيحة.
ومثال على ذلك نقدم نموذجين عن تعامله مع عالمين من علماء المسلمين:
- مع الصوفي ابن عربي رحمه الله حيث فند عقيدة وحدة الوجود، ولكنه قدم احترامه لعلمه الواسع وخدماته التي قدمها للإسلام ولقبه بالعالم الجليل.
- وكذلك الحال مع السير أحمد خان رحمه الله، حيث فند المسيح الموعود ؏ عقائد كثيرة كان يؤمن بها أحمد خان تتعلق بإنكار الوحي الحرفي للقرآن الكريم، وانكار استجابة الدعاء وآثاره، وإنكار الملائكة والجن وأحاديث نزول المسيح. وعلى الرغم من هذا لم يستند المسيح الموعود ؏ على هذه الاجتهادات الخاطئة ليقول انها ناتجة عن خبث طوية السير احمد خان أو تآمره وما الى ذلك من الكلام الذي اعتدنا أن نسمعه في يومنا هذا من كل شخص خالف عقائد الآخر، بل كان المسيح الموعود ؏ يحسن الظن بالسيد خان رحمه الله ويقول أن هذا الإنكار هو ناتج عن خوف السيد خان على الإسلام من الحملات التنصيرية، فاصبح ينكر ما لا يستطيع إثباته حبّاً بالإسلام وليس تآمراً عليه، ولكن في نهاية هذا السبيل اساءة لله ﷻ لإن الله ﷻ هو من يدبر أمر سفينة الاسلام وليس العلماء.
وبذلك قدم لنا المسيح الموعود ؏ منهجا واضحا يبرز الفرق بين انتقاد المنهج الفكري للشخص وبين انتقاد الشخص نفسه، وبهذا الأسلوب انتقد المسيح الموعود نقاط الخطأ التي وقع بها الشيخ عبد الوهاب رحمه الله، مع ابقاء الاحترام لمقام الشيخ الرفيع وعلمه الواسع.
فما أحوجنا اليوم لمنهج المسيح الموعود ؏حياتنا اليومية.