الجلسةُ السّنويةُ هي اجتماعٌ سنويٌ يقومُ بهِ الأحمديّونَ في العديد من الدّول مرّةً في السّنة، وكان قد أمرَ بهذا المسيحُ الموعودُ عليهِ السّلام، وقد عُقدت أولُ جلسةٍ سنويةٍ في  27 ديسمبر / كانون الأول من عام 1891م، في المسجد الأقصى بقاديان، وكانت ليوم واحد فقط، حيث قرئ فيها كتابُ المسيحِ الموعودِ  ” آسماني فيصله”  أي القرار السّماوي، وكان عدد الحاضرين 75 شخص فقط.

أمّا جلسةُ العامِ التّالي فكانت في 27 و 28 ديسمبر / كانون الأول من عام 1892م، وقد حضرها 500 شخص تقريباً، منهم 327 شخص من خارج قاديان والبقيّة من قاديان وكانت آخرُ جلسةٍ في حياةِ المسيحِ الموعودِ عليهِ السّلامُ في عام  1907 م.

أهدافِ الجلسةِ كما وضعها المسيح الموعود عليه السلام:

  • لنشرِ الْإسلام.
  • للتفكيرِ في طرقٍ ووسائلٍ لتعزيزِ رعايةِ المسلمينَ الجددِ في أوروبا وأمريكا.
  • لتعزيزِ أسبابِ العدلِ والصلاحِ والنّقاءِ والتّقوى والتميّز الْأخلاقيِّ في جميعِ أنْحاءِ العالم.
  • للقضاءِ على العاداتِ والتّقاليدِ السّيئة.

والآن تُعقدُ الجَلَساتُ في كلّ دول العالم التي تتواجد فيها الجماعةِ، ومنها: جلسة ألمانيا، جلسة المملكة المتّحدة، جلسة كندا، جلسة الولايات المتّحدة الأمريكيّة، جلسة غانا، جلسة نيجيريّا، جلسة النّرويج، الجلسة في سويسرا وكندا و دولة فيجي واستراليا.

ومعلومٌ أنّ عدد الحضورِ في الجَلَسات يتزايدُ كل سنة، ولا بد أن يتزايد بما أن المسيح الموعود وجّه أنظار أفراد الجماعة مراراً وتكراراً إلى الاشتراك فيها. فكلما ازداد عدد الجماعة وجب أن يزداد عدد الحضور في الجلسة.

 في ربوه  1949م – 1984م

واصلت الجماعة الإسلاميّة الأحمديّة إقامة الجلسات في ربوة وزادت في حجمها ونفوذها. وفي الوقت نفسه، بدأت الفروع الوطنيّة خارج باكستان عقد جَلَساتٍ منفصلةٍ إداريّاً في كل أنحاءِ العالم بإذنٍ مباشرٍ من الخليفة، وكما كان الخليفةُ أحياناً بنفسه يقوم بزيارةِ الجَلَسات وإلقاءِ الخِطاباتٍ فيها.

واستمرت الجلسات بتواصل حول أنحاء العالم، بينما كانت الظروف في باكستان بدأت تتغير وتتشدد اجتماعيا وسّياسيا.و مع وصول الدّكتاتور ضياء الحق في عام  1984م، توقف عقد الجَلَسات في باكستان نسبة للضغوطات التي فرضها على الأحمديين.

وشهدت باكستان آخرُ جلسةٍ في ربوة في عام 1984م،وحضرها ما يقربَ من 250,000 من الأحمديّين والضيوف الغير أحمديّين وكانت آخر مرةَ تقام فيها الجلسة بباكستان. وانتقل مقرُّ الخلافةِ من باكستان إلى المملكة المتّحدة بسبب الاضطهاد المتزايد.

 في المملكة المتّحدة 1984م إلى الوقت الحاضر

بعدها أنشأت الجماعةُ الإسلاميّة الأحمدية مقرّها في لندن – المملكة المتّحدة، والجلسة السنويّة التي تقام هناك أصبحت من أهم الاجتماعات الجاذبة للمسلمين الأحمديين من كافة أقطار العالم. وفي ظل الخلافة، نما تأثير الجلسة على الجماعة وأصبح نموذجاً يُحتذى به لباقي الجماعات. وبلغ عدد الحضور في عام 1989م نحو 14 ألفاً، وارتفع تدريجياً إلى 40 ألف شخصا في السنة المئوية للخلافة عام 2008م، حينها كان أكبر تجمّع إسلامي في المملكة المتحدة.

وقد تطورت لتصبح حدثاً دولياً في الجماعة، وتماماً مثل العديد من الاجتماعات الأخرى المشابهة يتم بثها مباشرة على شبكة البث الخاصة للجماعة على التلفزيون الإسلامي الأحمديّ الدوليّ وأيضاً تكون مُتاحة على شبكةِ الإنترنت مع التّرجمةِ بأكثر من 10 لغات.

هذه هي علاماتُ النّجاحِ الأبديِّ للمؤسّسةِ التّي أسست بيد اللِه تعالى ولا شكّ أنّ هذه الجلسةَ ستنمو إلى أبعادٍ أكبرَ في المستقبل.

يقول المسيح الموعود  في كتابه ” آسماني فيصله”:

فليتضح لجميع المخلصين الداخلين في بيعة هذا العبد الضعيف أن الهدف الحقيقي من البيعة هو أن يفتُر حبُّ الدنيا ويستولي على القلوب حبُّ الله عز وجل وحبُّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم. سوف ندعو في هذه الجلسة لإخواننا الذين غادروا هذه الدار الفانية في هذه الفترة، سوف نعمل – في حضرة الله جلَّ شأنُه – لتوحيد الإخوة من الناحية الروحانية ورفع الجفاء والغربة والنفاق من بينهم”.)

غانا

الجلسةُ السّنويّةُ في غانا كانت سابقاً تُعقدُ في سالتبوند لسنواتٍ عديدة، على بعدِ بِضعةِ كيلومتراتٍ من كايبكوست.

منذ عام 2008 أصبحت تُقام الجلسة السنويّة في موقع يُعرف باسم  “باغ-أحمد، أي حديقة أحمد”  على مساحةِ 400 فدّان على بعد حوالي 60 كم من العاصمة أكرا.

وقد حضرَ الخليفةُ الخامسُ ميرزا مسرور أحمد أيّده الله بنصره العزيز  الجلسةَ في غانا مرّتين الأولى كانت عام  2004 والثانية كانت خلالَ جولةِ الخلافةِ المئويّةِ لغربِ افريقيا عام 2008.

ومن بينِ العديدِ من الضّيوفِ الكرامِ في تلكَ السّنةِ رئيسُ غانا، جون كوفور الذي هنّأ في الجلسةِ الجماعةَ الأحمديّةَ المسلمةَ في احتفالاتِها المئويّة، وأشار إلى الخليفة كأخ، صديق ومعلم لشعب غانا. وذكر أنّ العديد من المشاركين قد سافروا مسافاتٍ طويلة من العديد من البلدان المحيطة، وبعضهم في ظروف صعبة بالدّراجة أو سيراً على الأقدام.

يمكن قراءة تقريرنا عن الجلسة في غانا عام 2018 هنا

نيجيريا

الجلسةُ السنويّةُ في نيجيريا تُقامُ في موقع يُعرف باسم “حدائق أحمد” على مساحة 85 فدانا تمتد على بعد حوالي 40 كم من العاصمة أبوجا. وخلال جولة الخلافة المئويّة في غرب أفريقيا في عام 2008، افتتح الخليفةُ  الجلسةَ السنويّة الثامنة والخمسين في نيجيريا. وكان هذا الحدث ذو أهميّة تاريخيّة، لأنه بحضور الخليفةِ لهذه الجلسة أصبحَت الحدثَ الأول الذي بُث على الهواء مباشرة عبر القنوات التلفزيونية المحلية.

وفي هذه الجلسة، تناول الخليفةُ العديدَ من القضايا مثل أهميّة الصُدق كمفتاحٍ للتنميةِ في أفريقيا في المستقبل؛ وحاجة الأحمديّين ليسعوا إلى النّضال في سبيل الله سبحانه وتعالى وأشارَ إلى أهميّة الجلسةِ السّنويّة.

برنامجُ الجلسةِ:

يبدأ الحدث يوم الجمعة مع احتفال رسمي يُرفع فيه علم البلد التي تقام فيها الجلسة، ويرفعه الخليفةبنفسه إذا كان موجوداً أو مندوبا عنه من قبل حضرته. وبعد رفع علم الجماعة يقف  خدام الجماعة  أمام سارية العلم ليعبّروا عن شرف الدّفاع عن الأمّة والدين، ويلي ذلك مباشرة خطاب خليفة المسيح الموعود. وتقام الصلوات الخمس اليوميّة جماعة أثناء أيام الحفل، وكما يواظب الحاضرين على صلاة التهجد والدعاء للأمة بالخير.

ويستمر البرنامج حتى مساءِ يوم الأحد، حيث يتخلل أيام الجلسة العديدِ من الخطابات التي تتحدث عن أهمية الإيمان العبادات والتحلي بالأخلاق والإحسان للبشرية، ويقوم بإلقاء الخطب العديد من علماء الجماعة والضيوف الغير أحمديين أيضا. وتُترجمُ الخطابات ترجمة حية إلى عدّةِ لغاتٍ، حتى يتمكنُ للزَوّار بمختلف جنسياتهم وألسنتهم وأديانهم التي ينتمون إليها بالإستماع للخطابات و فعاليات الجلسة وأن يستفيدوا من قيمها الروحانية. وكما تبث قناة الـ MTA الخاصة بالجماعةِ الإسلاميّةِ الأحمديّةِ  (الرابط من هنا) فعاليات الجلسة كلها حتى يستفيد منها من لم يستطع الحضور أيضا .

فيما يلي بعضُ أقوالِ المسيحِ الموعودِ عليهِ السلام عن الجلسةِ السنويةِ:

حيث أنّه من الصعبِ لكل واحدٍ أن يحضرَ عندنا ويبقى في صُحبَتِنا أو يتكبّد عناءَ السفرِ لِلقائِنا بضعَ مراتٍ في السّنة؛ لضَعفِ فطرتهِ أو ضيق يدهِ أو لِبُعد المسافة، فإنَّ أكثرَ النفوسِ ينقُصها ذلك الشّوقُ العارمُ الذي يدفعهم إلى تجشّمِ الصعابِ والخسائر، فلذا رأينا أنّه من المناسب تحديدَ ثلاثة أيامٍ في السّنةِ لاجتماعٍ يحضرُ فيه جميعَ المخلصينَ بإذنِ الله تعالى بشرطِ الصّحةِ والفرصةِ وعدم الموانع الشّديدة.

وقال حضرته عليه السلام  أيضاً:

لا تحسبوا هذا الاجتماع كالاجتماعات العاديّة، إنما هو أمر قد أُسِّسَ على محضِ تأييد الحق وإعلاء كلمة الإسلام. إن الله تعالى بيده قد وضع اللبنة الأساسية لهذهِ الجماعة، وأعدَّ لها أقوامًا سوفَ تنضم إليها قريبا، لأنه فعل ذلك القادر الذي لا شيء مستحيل أمامه.

وسوف يحظى جميع الذين يحضرون بحظ كونهم من المستفيدين من الدعاء التالي للمسيح الموعود والمهدي المنتظر:

كان الله عز وجل مع الإخوة الذين يتحملون عناء السفر لهذا الاجتماع المنعقد خالصا لله تعالى، وجزاهم خير الجزاء ورحِمَهم، وسهَّل عليهم مشاكلهم وحالة قلقهم، وأزال همومهم وغمومهم. ونجِّاهم من كل مصيبة، وفتحَ عليهم سُبُلا لتحقيق مُناهم، وحشَرهم يوم القيامة مع عباده الذين عليهم رحمته وفضله، وكان خليفتهم من بعدهم إلى نهاية سفرهم.” ( آمين )

وقد ذكر أمير المؤمنين نصره الله في الخطاب الختامي في الجلسة السنوية عام 2017:

كلما شاركت في برنامج دُعي إليه غير المسلمين أيضا، وقدمتُ فيه التعليم الجميل والمسالم للإسلام، تحيَّر أغلبية الحضور وتساءلوا هل هذا هو تعليم الإسلام في الحقيقة؟ وردة الفعل هذه وهذا التصريح لا يخص سكان بلد واحد في العالم بل يحدث دون تمييز في كل بلد.

وفي هذه الأيام يوزع الأحمديون من شتى فروع الجماعة في كل بلاد العالم نشرات التعليم الجميل والمسالم للإسلام- كما أخبرتكم يوم الأمس في الخطاب – وهي توزَّع بمئات الآلاف-  فالملاحظ أن كل من تلقى هذه النشرة صرح مذهولا قائلا إنني أستغرب أنكم تتكلمون عكس ما نسمعه عن الإسلام في الإعلام تماما. فالإعلام قد شوَّه الإسلام كثيرا بناء على عمل عدد من الفئات المتطرفة، لدرجة يعتقد سكان بلاد أفريقية نائية جدا وأميركا أيضا وسكان الجزر في أميركا الجنوبية وأستراليا وأوروبا واليابان بل العالم غير الإسلامي كله أن تعليم الإسلام والمسلمين هما السبب وراء الاضطراب السائد في العالم والفتن والفساد.

بينما الحق أن تعليم الإسلام وحده يقدم ضمانا للأمن الحقيقي، وسلامِ العالم. ففي كلمة “الإسلام” أصلا تكمن رسالة الأمن والسلام. فهو يريد أن يهب السلام والأمن للجميع دون أي تمييز واستثناء. إن تعليم الإسلام الجميل يقول- بعد القضاء على كل أنواع الشعور بالدونية أو التفوق- إن الناس كلهم سواسية. فقد أعلن النبي أنه لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي علي عربي  ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر. فكل الناس كبشر سواء.

فتقع أهمية الجَلَسة في بيان رسالةِ الإسلامِ السّمحةِ لجميعِ الأجناسِ والأديانِ وكونها فرصة متجددة لتوصيلَ رسائلة الإسلامَ الحقيقيّ.

أهدافُ الجلسةِ وأهميّتها:

ومن أهداف الجلسة السّنويّة أن تتسنّى لكل مخلص فرصة الاستفادة الدّينيّة بطريقة مباشرة، ولكي تتوسع معلوماته الدّينية.

ومن الفوائد الفورية لهذه الجلسة أن الإخوة الذين يكونون قد انضموا إلى الجماعة جديدا سوف يقابلون إخوتَهم الذين سبقوهم في الإيمان، وسوف تتقوّى علاقاتُ الوُدِّ والتعارفِ نتيجةَ اللقاء فيما بينهم.

ومن أغراض هذا الاجتماع هو أن يُحدِث أبناءُ الجماعة في نفوسهم تغيرا حتى تميل قلوبهم إلى الآخرة ميلاً كاملاً، وتنشأ فيهم خشيةُ اللِه تعالى.

ويكونوا أسوةً حسنةً للآخرين في الزّهدِ والتّقوى وخشيةِ اللِه والورعِ ورقّة القلب، والحبِّ المتبادلِ والمؤاخاة. وأن ينشأ فيهم التّواضعُ والانكسار والصّدق، وليتحمسوا للمهمّاتِ الدّينية وليتضح لجميعِ المخلصين الدّاخلين في هذه الجماعةِ أنَّ الهدف الحقيقي من البيعةِ هو أن يفتُر حبُّ الدّنيا ويستولي على القلوب حبُّ الله عز وجل وحبُّ الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم وفي الجلسةِ يقوم الأحمديون بالدعاء لإخواننا الذين غادروا هذه الدار الفانية خلال الفترة السابقة للجلسة.

لقد قال المسيحُ الموعودُ إنّ من أهدافِ الجلسةِ أن يتحرى المرءُ الدّينَ بالصّبر والمثابرة، بمعنى أن على كل من يشترك في الجلسة أن يحضرها بنيّةِ أن يتحمّل المشاكل والمصائب إذا واجهته، وأن لا يتفوّه بكلمة تنم عن عدم الشكر أو عدم الصبر وأن لا يقولَ بأنّهُ عومل بكذا وكذا. ويتمُّ أثناءُ الجَلَسة بيانُ الحقائقِ والمعارفِ التي هي ضرورية لزيادة الإيمانِ واليقينِ والمعرفةِ ومنافعَ روحانيةٍ أخرى سوف تظهرُ للعيان، كما قال المسيح الموعود عليه السلام.

أمّا حضرةُ الخليفةِ الخامسِ نصره الله فقد تحدّث عن الأهدافِ الرّوحانيةِ للجلسةِ وعن حاجةِ النّاسِ لتأسيسِ صلةٍ حيّةٍ بالله تعالى وخدمةِ البشريةِ فقد قال حضرته مفتتحاً إحدى خطاباتهِ:
كلُّ مسلم أحمدي يدرك أن حضورنا للجلسة ليس من أجل تظاهر دنيويٍّ أو هدف ماديٍّ، وإنما هدفنا أن نشاركَ في شتّى فعالياتِ الجلسةِ ونعيشَ أجواءَها الروحانية لنزدادَ روحانيّةً وعِلماً وإيمانًا، ونتحلّى بالتقوى، ونؤدّي حقوقَ اللهِ وحقوقَ العِباد

وتحدث الخليفة نصره الله عن الهدفِ من عقد الجلسةِ السّنويّة وقال أنّه حدثٌ روحيٌ محض، الغرض منه إحداثُ تغييراتٍ إيجابيِةٍ أخلاقيّة بين جميع المشاركين في محاولةٍ لنيلِ مرضاةِ الله سبحانه وتعالى.

تمويلُ الجَلَساتِ:

تمويل الجَلَسات يأتي من التبرّعاتِ التطوعيّةِ للأحمديّينَ أنفسِهم.

قال المسيح الموعود:

يجب أن لا نقلقَ بسببِ النّفقاتِ الزهيدةِ في سبيلِ اللهِ ورسوله، لأن الله تعالى يجزي المخلصينَ على كل خطوةٍ، ولا تضيعُ في سبيلهِ سبحانهُ وتعالى صعوبةٌ ولا مشقّةٌ… يجبُ أن يحضرَ في هذه الجلسةِ المبنيةِ على بركاتٍ ومصالحَ كثيرةٍ  كلُّ الإخوةِ الذينَ يملكونَ الزادَ ويحضروا حبًّا لله في الموعدِ المحددِ من أجلِ الاستماعِ إلى الأحاديثِ الربّانيّةِ وللاشتراكِ في الصلاةِ والدّعاءِ “.

الخاتمة:

مما لا شك فيه أن رونق الجلسة وجمالها مرتبط بالأفراد الذين يشتركون فيها، إذ يشترك فيها الرجال والنساء، صغاراً وكباراً بكل شوق ولهفة، أما في هذه الأيام فإن غير الأحمديّين وغير المسلمين أيضاً الذين يأتون للحضور يزيدون من رونق جَلَساتنا، إذ يحضرونها ليروا طبيعة الجلسة التي يروّج لها الأحمديّون كثيراً وليسمعوا ماذا يقول الأحمديّون فيها؛ أي هل ينسجم قولهم مع فعلهم أم أن اجتماعهم هذا مثل الاجتماعات الدنيويّةِ العاديّةِ ؟ ولكنّهم عندما يَرَون جوّاً غريباً يحيط بالجلسةِ ولا يجدون فيها رائحة الاجتماعات الدنيويّةِ قط فإن جَلَساتنا تصبحُ في هذه الحالةِ وسيلةً لتبليغِ دعوةِ الإسلامِ إلى ضيوفنا الغير الأحمديّين وإلى إزالةِ شكوكِهم وشبهاتِهم حول الإسلام.

كذلك البعض من غير المسلمين  الذين تكون لديهم بعض المعلومات الخاطئة عن الإسلام عندما يحضرون الجَلَسة ويرون فعالياتها بأمِّ أعينهم ويسمعون بآذانهم، تتغير نظرتهم عن الإسلام ومنهم من يستعد للبيعة فوراً ولا يعودون إلى بلادهم إلّا بعد دخول الإسلام، أو منهم من يتأثر بالجماعة إلى درجة تميل قلوبهم إليها كليّاً بعد فترة قليلة. باختصار تكون جَلَساتنا هذه مدعاة لخلق انطباع حسن في قلوب الناس وسبباً لتبليغ الدّعوة أيضاً على أحسنِ وجه.

وهذا ما قاله بعض المسلمين الأحمديّين تعبيراً عن فرحتهم لحضورهم الجلسة السنويّة:
قال صادق أحمد بوت (24 عام) من ألمانيا:
أستطيع أن أشعر بالفعل بالجو الروحاني. نحن نريد فقط أن نرى الخليفة وأن نصلي خلفه، عندما أكون بالجلسة أشعر كما لو أنني في عالم مختلف “.

وقال توهيب أجيبولا (23 عام) من نيجيريا:
هذه فرصة لنتكاتف جميعًا، وللصلاة معًا وراء الخليفة ونتحد كعائلة واحدة. فرؤية هذه الوحدة تجعل إيماننا أقوى من قبل بكثير “.
وقال نصير أحمد (35 عام) من ألمانيا:
أتعهد لأمير المؤمنين أن أحاول تطبيق كل الأشياء الجيدة التي سأتعلمها في الجلسة السنوية وأجعلها سمة دائمة في حياتي “.

ولن ننسى أبداً كم نحن محظوظون إذ وهبنا الله الفرصةَ لحضورِ الجلساتِ السّنوية بينما هي محظورةٌ في أماكنَ أخرى، فقد قال حضرة الخليفة الخامس ميرزا مسرور أحمد خلال الجلسة السنويه الـ 39 المُقامة في ألمانيا    “ إن مجرد المقدرة على عقد الجلسة السنوية في ألمانيا نعمة عظيمة فلأكثر من 30 عامًا حرم المسلمون الأحمديون في باكستان من هذا الحق بسبب القيود القانونية التي تستهدف الجماعة الإسلامية الأحمدية مباشرة

وقال الخليفة نصره الله  متحدثًاً عن الصعوباتِ التي تواجهها الجماعةُ الإسلاميّةُ الأحمديّةُ في باكستان:

التقيت ببعض الضيوف المسلمين الأحمديين من باكستان وكانوا متأثرين جدًا وطلبوا الدعاء أن يتمكنوا سريعًا من عقد الجلسات السنوية مرة أخرى. لذا فإنني أقول مرة أخرى للأحمديين الباكستانيين إنهم إذا كانوا يريدون التخلّصِ من المحنِ التي يواجهونها فعليهم أن يخرّوا بالدّعاء أمام الله سبحانه وتعالى
وقال حضرته إنّ على المسلمين الأحمديّين الاستفادة من الأيام الثلاثة للجلسة السنويّة لتحسينِ أنفسِهم روحيًا وأنه بمجرد انتهاء الجلسة ينبغي أن يسعوا للقيامِ بكل التغييرات الإيجابيّة وجعلَها سمة دائمة من سمات حياتهم.

أمّا نحن فقد هيّأ الله تعالى لنا الظّروفَ لعقدِ الجلساتِ والاجتماعاتِ على كلِّ المستويات، وعلينا أن نشكرهُ تعالى على ذلك والشّكر يقتضي أن نستفيد من برامجِ الجلسةِ أكثر ما يمكن وأن نجعل النّصائحَ التي نسمعها والأمورَ الحسنةَ التي نراها في الجلسةِ جُزءاً من حياتنا لا يتجزّأ وبصورةٍ دائمة.