في عام 1924 زار حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد خليفة المسيح الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ البلاد العربية وبالأخص بلاد الشام حيث عرّج على فلسطين وسوريا ولبنان فحذّر العالم العربي والإسلامي من خطر الاحتلال الاسرائيلي. وقد تلقى حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بشارات من الله تعالى بنصر المسلمين في نهاية المطاف. قابل حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عدداً من المشايخ في ذلك الوقت وقد قال أحدهم لحضرته بأن لا أحد سيدخل في الجماعة الإسلامية الأحمدية لأنهم عرب ويعرفون دينهم أكثر من الهنود وما إلى ذلك من كلام عنصري لا ينسجم مع تعاليم الإسلام -وَإِن كان بحد ذاته دليلاً على ضرورة بعثة الإمام المهدي من خارج العرب- فأجاب حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بأنه سوف يرسل مبشرين ودعاة لينشروا فكر الجماعة في سوريا والشام. بالفعل، فبعد هذا اللقاء بثلاثين عام تقريباً عاد المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في زيارة ثانية إلى الشام حيث استقبلته هذه المرة جموع الأحمدين السوريين استقبالاً حافلاً ليتحقق نصر الله تعالى وليخسأ الذين راهنوا على عدم دخول أي فرد في الجماعة الإسلامية الأحمدية. ويذكر أن أحد المشايخ الذين رآوا هذه الحادثة قام بتقبيل يد حضرته بعدما رأى تحقق وعد الله تعالى ونصره للمؤمنين.

وقد تنبأ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بولادة إبنه الموعود فقال حضرته:

سبق أنْ أظهر الله تعالى عليّ في نبوءة قطعية ويقينية أنَّ شخصا سيولَد من ذرّيتي، ويكونُ شبيهاً بالمسيح مِن عدّة وجوه: فسينـزل مِن السماء ويمهد الطريق لأهل الأرض ويفكّ رقاب الأسارى وينجي المقيّدين في سلاسل الشبهات، وَلَدٌ صالحٌ كريمٌ ذكيٌ مبارك. مَظهرُ الْحَقّ والعَلاء، كأن اللهَ نزلَ مِن السماء. أما أنا فقََدْ جئتُ باسم المسيحِ الموعودِ بحسبِ نبوءةٍ معيَّنةٍ تُوجَد في كُتُبِ اللهِ المقدّسة، واللهُ أعلَمُ وعِلمه أحْكَم.” (إزالة الأوهام، ص 192-193)

وقد حسم المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام بنفسه هذه المسألة -هوية الابن الموعود- فقال حضرته عَلَيهِ السَلام بأن الحديث الذي ورد فيه أن المسيح يقتل الدجال في دمشق لا يقصد به هو ذات المسيح بل أحد خلفاءه وهو ليس من تلك البلاد بل يذهب إليها مسافراً من وطن آخر، فيقول عَلَيهِ السَلام:

فیثبت أن المسیح الموعود أو أحدٌ مِن خلفائه یسافر مِن أرضٍ وینزلُ بدمشق في وقتٍ مِن الأوقات. فلم یبکون الناس علی لفظ دمشق؟ بل یثبت مِن لفظ النزول عند منارۃ دمشق أنَّ وطن المسیح الموعود الذی یخرج فیہ هو مُلکٌ آخر وإنما ینزل بدمشق بطریق المسافرین۔” (تحفۃ بغداد، الخزائن الروحانية۔ المجلد 7، صفحہ 33)

إذاً فالمقصود هو الخليفة الثاني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي أعلن وأقسم بأنه هو الابن الموعود في كلام المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وان ذلك تم بالوحي المباشر من الله ﷻ:

يقول حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

إنني أُعلنُ هنا مُقسِماً بالله وبأمرٍ مِنه ﷻ أنه كَشَفَ علَيَّ أنني أنا الابن الموعود في نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام، الذي سينشر اسمه عَلَيهِ الصَلاة وَالسَلام في أرجاء العالم.” (رؤيا المُصْلِحُ المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه عام 1944)

كذلك ورد حديث موقوف أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ولكن له حكم الرفع لكونه يتعدى مجرد الرأي والتأويل. الحديث يشير الى نبوءة حول زيارة الإمام المهدي إلى الشام حين لا يكون للمسلمين جماعة ولا إمام فينزل المهدي في الشام بعد أو قبل فتنة كبرى ويكون أمير المؤمنين واسمه بشير، وتظهر كفه أي ينتصر في زيارته هذه -ولعل في ذلكم إشارة لتقبيل يد حضرته رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بعد ثبوت صدق نبوءته- وهو كما يلي:

حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: “تَكُونُ فِتْنَةٌ بِالشَّامِ، كَانَ أَوَّلَهَا لَعِبُ الصِّبْيَانِ، ثُمَّ لا يَسْتَقِيمُ أَمْرُ النَّاسِ عَلَى شَيْءٍ، وَلا تَكُونُ لَهُمْ جَمَاعَةٌ حَتَّى يُنَادِيَ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: عَلَيْكُمْ بِفُلانٍ، وَتَطْلُعُ كَفٌّ بَشِير.” (الفتن لنعيم بن حماد، عَلامَةٌ أُخْرَى عِنْدَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ، ص 338)

وقد ورد الحديث أعلاه بألفاظ أخرى تقول أن المنادى من السماء بـ بشير هو الأمير وأخرى تقول بأنه المهدي وذلك في باب عنوانه “عَلامَةٌ أُخْرَى عِنْدَ خُرُوجِ الْمَهْدِيِّ” وأنَّ الموضوع يتعلق بعدم وجود جماعة للمسلمين !

وبالفعل فقد بدأت الثورة السورية كلعبة اطفال بمدرسة وعبْر الفيسبووك، حيث ورد في الخبر:

“الأزمة السورية أو الثورة السورية أو الحرب الأهلية السورية هي أحداث بدأت شرارتها في مدينة درعا حيث قام الأمن باعتقال خمسة عشر طفلا إثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية على جدار مدرستهم بتاريخ 26 فبراير 2011.” وكذلك “25 ألف مشارك بدعوة على فيسبوك لثورة ضد «الأسد» يوم 15 مارس. تاريخ النشر: 27-02-2011. تاريخ الولوج 12-12-2011.” ( من هنا. وهنا. وهنا)

فهل هذه صدفة !

حال الرواة للتوثيق فقط:

ابْنُ وَهْبٍ = ثقة.

إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى = ضعيف.

مُحَمَّدِ بْنِ بِشْرِ بْنِ هِشَامٍ = لم أجد ترجمته.

سَعيِد ابْنِ الْمُسَيِّبِ = تابعي ولد في خلافة عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وزوجته هي أم حبيب الدوسية بنت أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

(انظر: تهذيب الكمال)

فالمقصود إذاً هو المُصْلِحُ المَوْعود حضرة بشير الدين محمود أحمد رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضاه خليفة المهدي وأمير الجماعة الإسلامية الأحمدية الذي تحققت فيه تلك النبوءة بوضوح النهار بعد انجلاء الليل ونادى المنادي من السماء ولا يزال ينادي عبر الأقمار الاصطناعية في قناة الجماعة الإسلامية الأحمدية الأم تي أي أن هذا هو أميركم فاتبعوه ولو حبواً على جبال الثلج.

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَحضرة محمود أحمد

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد