السؤال:
إن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يغزوالكفار وقد كان يهاجم قوافل قريش أليس هذا بجهاد هجومي؟ عندما قام أبوبكر الصديق رضي الله عنه بحرب الردة ألم يكن هذا جهاد هجومي؟ عندما قام الفاروق عمر رضي الله عنه بفتح مصر والشام وفارس هل كان يدافع أم يهاجم ؟ وعندما وصلت جيوش ذي النورين إلى أفريقيا و غيرها من بلاد ربي ألم يكن يهاجم أعداء الله الذين يمنعون انتشار دين الله ؟
أحمد مبارك محمد – أرض الله الواسعه
الجواب:
الجهاد القتالي المشروع في الإسلام لا يقتصر على الدفاع فقط بل شرطه ألا يكون فيه عدوان أو ظلم. وقد حدد الإمام المهدي والمسيح الموعود عليه الصلاة والسلام، على ضوء القرآن الكريم والسنة الشريفة، أنواع الجهاد القتالي بثلاثة أنواع: قتال دفاع عن النفس مقابل عدوان المعتدين، وقتال قصاصي للذين يعتدون على المسلمين ويقهرونهم ويمنعونهم من ممارسة دينهم، ثم قتال تحريري لأجل تحقيق الحرية الدينية للناس أجمعين؛ بحيث تتحقق الحرية الدينية لكل الأديان ويُكفل لكل أن إنسان أن يكون حرا في أن يؤمن أو يكفر دون جبر أو إكراه.
المهم أن الإسلام لا يبيح القتال لأجل نشر الدين أو فرضه على الآخرين، فهذا ليس غرضا من أغراض الجهاد القتالي مطلقا.
فكما هو معلوم، فإن انتصار المسلمين على الدول والممالك في العصور الوسطى أدى إلى توطيد الحرية الدينية وصيانة حقوق أصحاب الأديان كافة، فلم يتم إجبار أحد على اعتناق الإسلام كما لم يمنع أحد من اعتناق أية عقيدة يعتقد بها. والأمثلة على حسن التعامل مع النصارى واليهود وغيرهم ماثلة في التاريخ الإسلامي وتشكل نقاطا مضيئة لا يتجاهلها إلا مغرض حاقد.