يقول تعالى:
﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾
تبيّن هذه الاية بأن رفع الصوت في الصَلاة والدعاء (الصلاة نفسها هي دعاء) أو خفضه لدرجة الكتم أو القراءة بالقلب فقط ليس أمراً صحيحاً بل يجب الوسطية بين هذا وذاك بحيث يشعر الإنسان بحركة لسانه وقراءته وفي نفس الوقت لا يزعج ولا يتداخل مع قراءة الآخرين معه. وهذا يشمل الدعاء أيضا. جاء في التفسير:
“ولا تجهر بصلاتك تحسنها من إتيانها في العلانية، ولا تخافت بها: تسيئها في السريرة.” (الطبري)
يقول المُصْلِح المَوْعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
“أما قوله تعالى [وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا] فاعلمْ أن الصلاة تعني العبادةَ والدعاء أيضاً، وما دام الحديث هنا يدور حول الدعاء فالصلاة هنا تعني الدعاء. روي أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم مرّ بأصحاب له كانوا يدعون بصوتٍ عالٍ، فنهاهم عن ذلك وقال: إنكم لا تَدْعون إلهًا أصمَّ! إنه يسمع حتى حسيس النمل. لقد نهى القرآن الكريم عن الدعاء بصوت خافت جدًّا أيضاً، ذلك أن هذا الطريق لا يساعد على التركيز. إنما ينبغي للإنسان أن يدعو بحيث يشعر بخروج الكلمات من اللسان، وهذا سيساعده على التركيز أيضا. فأما النهي عن الدعاء بصوتٍ عالٍ فقد جاء نظرًا إلى عظمة شأنه ﷻ. وأما النهي عن الدعاء بصوتٍ خافضٍ جدًّا فذلك نظرًا إلى ضعف الإنسان.” (التفسير الكبير)
فالأنسب هو القراءة دون الجهر كما ثبت في كلام الحق تبارك وتعالى.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ