ارجو شرح الاحاديث لتاليه وشكرا
لحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجب أن يعتقد المسلم كل ما جاء في كتاب الله تعالى وكل ما صحت به السنة عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فيؤمن بذلك إيماناً جازماً. فمن ذلك ما جاء من أشراط الساعة وخروج المهدي آخر الزمان يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً.. فتكثر الخيرات وتنزل البركات في زمنه ويفيض المال.
وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم.
وفي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا، فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة لهذه الأمة.
وهناك أحاديث صحيحة صححها الحافظ ذكر فيها المهدي باسمه وبصفاته، منها ما رواه أحمد والترمذي وأبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تذهب -أو لا تنقضي- الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي.
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي مني.. أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلا، كما ملئت ظلماً وجوراً، يملك سبع سنين. رواه أبو داود والحاكم وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وعن أم سلمة رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المهدي من عترتي من ولد فاطمة. رواه أبو داود وابن ماجه وصححه الألباني.
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة. رواه أحمد وابن ماجه صححه أحمد شاكر والألباني.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتخرج الماشية وتعظم الأمة، يعيش سبعاً أوثمانيا، -يعني حججاً-. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.
هذه الأحاديث وغيرها كثير تفيد التواتر والعلم القطعي والإيمان الاعتقادي كما هو مدون في كتب العقائد، وبهذا تكون علمت أحاديث المهدي الصحيحة وأماكنها.
والله أعلم.
الجواب
أما كيف يملأ الإمام المهدي ؑ الآرض قِسْطاً وعدلاً وقد مات، فجوابه أنّ حصد الثمرة لا يشترط أن يكون في حياته بل في دعوته وَعَلَى يد أتباعه كما وعد اللهُ تعالى بإظهار الدين عبر إرسال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وَلَمْ يتم ذلك إلا على يد الأتباع فيما بعد وَلَمْ يظهر الإسلام على الدين كله حتى هذا اليوم. الرواية التالية من المصادر الشيعية توضح القضية:
“عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: لأبنين بمصر منبراً، ولأنقضن دمشق حجراً حجراً، ولأخرجن اليهود من كل كور العرب، ولأسوقن العرب بعصاي هذه. فقال الراوي وهو عباية الأسدي: قلت له يا أمير المؤمنين كأنك تخبر أنك تحيا بعدما تموت؟ فقال: هيهات ياعباية ذهبت غير مذْهب ، يفعله رجل مني، أي المهدي.” (معاني الأخبار، والإيقاظ ، والبحار)
حيث اعتبر عليّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ما سيقوم به المهدي بعده بقرون وكأنه هو الذي قام به شخصياً ما دام أنَّ المهدي منه وعلى منهجه.
أما جملة (وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ) فتعني: وهو إمامكم منكم وليس من أمة أخرى، فإنّ “ابن مريم” هنا؛ هو إمامنا المهدي عليه السلام، وهو من أمة الإسلام، لا من بني إسرائيل. يقول المسيح الموعود عليه السلام:
“مِن البراهين الدالة على أنَّ المسيح الموعود به للأمة المحمدية سيكون فرداً من هذه الأمة نفسها، حديثٌ ورد في البخاري ومسلم وهو: “إمامُكم منكم” و”أَمّكم منكم“، ومعناه أنه سيكون إمامكم وسيكون منكم. وبما أنَّ هذا الحديث يتكلم عن عيسى الآتي، وبما أنه قد وردت في هذا الحديث نفسه قبل هذه الجملة “حَكَم” و”عَدْل” وصفًا لعيسى، لذا فإن كلمة “الإمام” أيضاً قد جاءت وصفًا لعيسى نفسه. ولا شك أنَّ الخطاب في كلمة “منكم” موجّه إلى الصحابة رضي الله عنهم، ومن الواضح أنه لم يدّعِ أحد منهم أنه المسيح الموعود، فثبت أنَّ كلمة “منكم” تتحدث عن شخص هو من الصحابة عند الله تعالى، وهو نفس الشخص الذي اعتُبر من الصحابة في الآية التالية: (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ). إذ توضح هذه الآية أن هذا الشخص قد رُبِّيَ بروحانية النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو من الصحابة طِبق هذا المعنى. وهذه الآية قد شرحها حديث يقول: “لَو كَانَ الإِيمَانُ معلقا بالثرَيا لَنَالَهُ رَجُلٌ مِنْ فارس“، وبما أنَّ هذا الرجل الفارسي قد وُصِف بصفة قد خُص بها المسيح والمهدي –أعني أنه سيملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً وخلت من الإيمان والتوحيد– فثبت أنَّ هذا الرجل الفارسي هو المهدي والمسيح الموعود، وهو أنا“. (تحفة غولروية، الخزائن الروحانية؛ 17، ص 114-115)
أما صلاة المهدي خلف أمير المسلمين فيمكنك أخي الحبيب قراءة الجواب كاملاً من هذا الرابط
أما عبارة (عبارة يواطئ اسمه اسمي) فقد جاء في لسان العرب:
“والوطيءُ من كلِّ شيءٍ: ما سَهُلَ ولان، حتى إِنهم يَقولون رَجُلٌ وَطِيءٌ ودابَّةٌ وَطِيئةٌ بَيِّنة الوَطاءة. وفي الحديث: أَلا أُخْبِرُكم بأَحَبِّكم إِلَيَّ وأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجالِسَ يومَ القيامةِ أَحاسِنُكم أَخْلاقاً الـمُوَطَّؤُونَ أَكْنافاً الذينَ يَأْلَفُون ويُؤْلَفون. قال ابن الأَثير: هذا مَثَلٌ وحَقيقَتُه من التَّوْطِئةِ، وهي التَّمهيِدُ والتَّذليلُ.” أهـ
أي أن الفعل وطأ وواطأ وأوطأ كلها مشتقة من الوطء أي التذلل والتواضع وأي مصداق لهذا التذلل أفضل من أن يكون المواطيء غلام (عبد) للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟!
أما عبارة (أجلى الجبهة) فمعناها أن جبهته واضحة وليست مغطاة بالشعر ونحو ذلك ويمكن فقط النظر إلى صورة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام لاكتشاف ذلك بوضوح تام.
أما (من ولد فاطمة) فمعناه أنَّ المهدي سيكون سليل النبي ﷺ من جهة الأم، ولذلك فلقب (مرزا) يعني بالضبط سليل النبي ﷺ من جهة الأم، ويمكن لكل باحث التأكد من ذلك عبر الاطلاع على المعاجم الخاصة بالألقاب.
أما مدة مُلك المهدي فيمكن الاطلاع على الجواب الكامل من هذا الرابط.