بدأ تواجد المسلمين في القارة الأمريكية منذ القرن السادس عشر، وكان عن طريق إدخال عدد من العمال العبيد الذين استُقدموا من بلاد المغرب المسلمة، وقد كان عدد هؤلاء المسلمين المستعبدين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. وقد استمر هذا الوجود الخجول للمسلمين دون أي سعي لنشر الإسلام وتعاليمه في القارة الأمريكية حتى نهاية القرن التاسع عشر حين وصل صحابيُّ المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حضرة مفتي مُحَمَّد صادق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إلى الولايات المتحدة وأخذ ينشر الإسلام بطريقة علنيّة قوية ومؤثّرة وأسّس مجلةً إسلامية أمريكية ومسجداً للمسلمين وبعثات ومراكز تبشير إسلامية وغيرها من أنشطة تبليغ مهمّة بالإسلام في القارة الأمريكية، فانتصر الإسلام سريعاً على يديه رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأخذت أفواج من الأمريكان تدخل في دين الله الإسلام وبدأ الإسلام بالظهور والانتشار لأول مرة في تلك القارة، وصارت قوائم بأسماء عشرات المُنضَمّين الجدد تُطبِّع وتُنشَر باستمرار في المجلة الإسلامية التي أسّسها المفتي مُحَمَّد صادق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
هكذا كان بدء الظهور الحقيقي للإسلام وانتشاره الأول في القارة الأمريكية.
فلنقرأ ما قاله المؤلف والمؤرخ الأمريكي ريتشارد برينت:
“الجماعة الإسلامية الأحمدية هي أقدم جماعة مسلمة في الولايات المتحدة الأمريكية لا زالت موجودة إلى الآن. يُعتبر المسلمون الأحمديون من أوائل المبلّغين بالإسلام في أميركا وكان الأول هو المفتي مُحَمَّد صادق حيث تمكن بين عامي 1921-1925 من تحويل أكثر من 1000 أميركي إلى الإسلام. على الرغم من أن الجهود الأحمدية كانت تشمل عرقيات مختلفة واسعة، إلا أن إدراك الأحمدية لحجم التوتر بين العرقيات والتمييز العنصري المتأصل في أميركا آنذاك جعل مبشّري الأحمدية يركزون جهود التبليغ على الأمريكيين الأفارقة والأقلية المهاجرة من المسلمين، فأصبح دعاة الجماعة الإسلامية الأحمدية وجمهورها من المُنظّّرين والدعاة الأقوياء لحركة الحقوق المدنية للإنسان.” (كتاب: الإسلام في تاريخ الأمريكيين الأفارقة، للمؤلف ريتشارد تيرنر برينت، الصادر عن جامعة إنديانا الأمريكية)
النص الأصلي:
“The Ahmadiyya Muslim Community is the oldest continuous Muslim community in the United States. Ahmadi Muslims were among the earliest Muslim missionaries in America, the first being Mufti Muhammad Sadiq, and between 1921 and 1925 alone they converted over 1000 people to Islam. Although at first their efforts were broadly concentrated over a large number of racial and ethnic groups, subsequent realization of the deep-seated racial tensions and discrimination made Ahmadi missionaries focus their attention on mainly African Americans and the Muslim immigrant community and became vocal proponents of the civil rights movement.” (Brent., Turner, Richard (2003). Islam in the African-American experience (2nd ed.). Bloomington, Ind.: Indiana University Press. ISBN 978-0253343239. OCLC 52153988.)
إنَّ هذا الإنجاز الذي يحق للمسلمين جميعاً أن يفخروا به اليوم وإلى الأبد ولله الحمد إنما هو في الحقيقة ثمرة الجهود والإنجازات التي قام بها حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام عبر تعاليمه لصحابته ؓ وخلفائه وجماعته المباركة.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
مُسْلِم للّه