في أواخر عام 1896 عُقد مؤتمرٌ عظيمٌ للأديان في لاهور بالهند؛ ألقى فيه ممثّلو ديانات مختلفة كلماتِهم، وذلك بهدف إظهار كمالات الدين الحق ومحاسنه. فأُلقي خطاب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام في المؤتمر وكان قد أسماه “فلسفة تعاليم الاسلام” وبالأصل الأردي “اسلامی اصول کی فلاسفی” حيث ركَّزَ عَلَيهِ السَلام في رسالته هذه على مسائل مثل الغاية من خلق الإنسان ووسائل ترقيته وقربه إلى الله تبارك وتعالى وحالته بعد الموت، وكذلك تناول حضرته في الخطاب موضوع المعرفة الإلهية. وكان المندوبون عن الديانات التسع وجماعات مختلفة قد ألقوا خطبهم ومنها الهندوسية والآرياسماج والمسيحية والسيخية والإسلام، ولكن لم يكن من بين هذه الخطب كلها إلا خطاب واحد قدّم الجواب الحقيقي والكامل لكل المواضيع المطروحة، وهو خطاب “فلسفة تعاليم الاسلام” للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام. وقد طارت شهرة هذا المقال في الآفاق، وتحدث عنه المفكرون في وسائل الإعلام المختلفة. والمقال يُظهر عظمة الدين الإسلامي ويؤكد أنه دين الله الكامل والوحيد القادر على ترقية الإنسان بقربه من بارئه ﷻ، ويجيب على كل الأسئلة، ويكشف معارف قرآنية سامية.
●ونبدأ بالباحث الأمريكي ياباني الأصل جوزيف ميتسو كيتاغاوا الذي وصَفتْه جامعة شيكاغو بأنه: العالِم البارز في الدراسات الدينية، البروفيسور والعميد لكلية اللّاهوت في جامعة شيكاغو الذي يُعَدُّ أحد مؤسسي قسم تاريخ الأديان، حيث يكتب البروفيسور كيتاغاوا مُعلِّقاً على كتاب “فلسفة تعاليم الاسلام” للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام ما يلي:
“حضرة مرزا غلام أحمد (1835-1908) هو مؤسس ما يسمى بـ”الحركة الأحمدية للإسلام”، وهي إحدى الفرق المُحمّديّة. كان الحزنُ على حال الإسلام هو الذي دَفَعَ حضرة أحمد إلى كتابة “البراهين الأحمدية” بأجزائها الأربعة وشَدِّدَ فيها على أنَّ الإسلام هو الدين الحيّ الوحيد الذي يُمَكِّن الإنسانية جمعاء من التقرب إلى خالقها. … أما هذا الكتاب (فلسفة تعاليم الاسلام) فهو ترجمة مقال بالأردية لحضرة أحمد قُرئ في المؤتمر الديني الذي أُقيمَ في لاهور بالهند عام 1896. وقد عالج أحمد فيه المسائل الخَمْس التالية: (1). حالات الإنسان الطبْعية والأخلاقية والروحانية؛ (2) حالة الإنسان بعد الموت؛ (3) الغاية الحقيقية من الحياة الدنيوية للإنسان، ووسائل تحقيقها؛ (4) تأثير الأعمال على حياة الإنسان في الدنيا والآخرة؛ و(5) وسائل العلم.. أي المعرفة الحقيقية. وقد اتَّفَقَ (أحمد) في طرحه للتعاليم بشكل أساسي مع الإسلام السُنّي. ..، إنَّ هذا الكتاب مُهِمٌّ لدارسي الإسلام الحديث.” (جامعة شيكاغو، جوزف كيتاغاوا، مجلة الأديان، المجلد 35، رقم 3، 1955، ص 186–186)
فلسفة تعاليم الإسلام
Kitagawa, Joseph M. “The Journal of Religion.” The Journal of Religion, vol. 35, no. 3, 1955, pp. 186–186. JSTOR.
● وكَتَبَ موقع Thriftbooks.com الشهير للكُتب حول فلسفة تعاليم الاسلام ما موجزه:
“إنَّ هذا الكتاب تحفة فريدة .. ولأننا نؤمن بأنَّه عَمَلٌ مُهِمٌّ ثقافياً، فقد قمنا بتوفيره للقرّاء انطلاقاً من حرصنا على حماية وحفظ وإشاعة الأدب والتراث العالمي.” (Book Overview، Thriftbooks.com)
● وأخيراً ننقل ما كتبه الأديب والفيلسوف الروسي الشهير “ليو تولستوي” (إقرا مقالتنا الكاملة عن الموضوع) -الذي يعتبره النقاد أعظم روائي في القرن التاسع عشر- بعد قرائته لكتاب “فلسفة تعاليم الاسلام” للمسيح الموعود عَلَيهِ السَلام المنشور في مجلة “مراجعة الأديان” حيث كَتَبَ الأديب الروسي:
“ما دام السيد “مرزا غلام أحمد” يُقدّم فِكراً جديداً يُخاطب العقل فأنا على استعداد للإستفادة منه. لقد أثارَ إعجابي كثيراً مقالان في مجلتكم “مراجعة الأديان” أحدهما مقال حول التحرر من الذنوب والآخر حول حقيقة المعاد، وقد أعجبت بالثاني خاصة. إنه فكر عميق جداً وحقيقي جدا.” (تولستوي، 5 يونيو 1903، المكتبة الروسية)
في الحقيقة كان الكاتب والروائي تولستوي قد اطَّلعَ على المضمون الكامل لكتاب “فلسفة تعاليم الاسلام” وذلك خلال مراسلاته مع ممثل المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أي المفتي مُحَمَّدٍ صادق رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الذي أرسلَ للأديب الروسي الخطاب في سلسلة أعداد من مجلة Reveiw Of Religions التي نشرت خطاب المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام الموسوم بفلسفة تعاليم الاسلام باللغة الإنكليزية على أجزاء ومنها الرد على السؤال الأول الذي اختاره تولستوي ضمن ما أعجبه من الخطاب وهو في الحقيقة يمثل الجزء الأكبر أو هو في الحقيقة معظم ما ورد في كتاب “فلسفة تعاليم الاسلام” ثم الرد على السؤال الثاني الذي اختاره تولستوي أيضا وهو يمثل الجزء الباقي فضلاً عن باقي الأجزاء التي لم يختارها تولستوي ولكن اطَّلع عليها. فلا يعني أن يختار تولستوي مقالين من الكتاب أنه لم يقرأ الباقي بل هو اختار من الكتاب الذي قراه كله اختار هذين المقالين فحسب. لذا وجبَ التنويه
وفي ختام منشورنا نقدم للقراء الكرام كتاب فلسفة تعاليم الاسلام
وقتاً طيباً
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ