تأسست الجماعة الإسلامية الأحمدية للصلاة على النبي ﷺ
يقول حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود والإمام المهدي عَلَيهِ السَلام:
“كم هو مباركٌ هذا العصر حيث اتخذ الله تعالى هذا القرار المبارك في هذه الأيام الحرجة الحالكة وهيأ من الغيب وبمحض فضله أسباب نصرة الإسلام، توطيداً لعظمة النبي ﷺ، فأقام هذه الجماعة. إنني أسأل الذين يكنّون حُبًّا وألما وتعظيماً للاسلام: هل أتى على الإسلام زمان أسوأ من هذا العصر، حيث تعرض الرسول ﷺ للسباب والشتائم والاساءة، وجُعل القرآن الكريم عرضة للإهانة إلى هذه الدرجة؟ إني أتأسف وأتألم جداً على حالة المسلمين حتى لا يقرّ لي قرار في بعض الأحيان، إذ لا يوجد فيهم أدنى إحساس بتلك الإهانة. هل يظنون أن الله تعالى لم يرد لرسوله ﷺ أي عزَّ أو شرف فإنّه، رغم هذه الشتائم والإهانات، ما أقام أي جماعة سماوية من عنده، لَيكُمّ أفواه أعداء الاسلام وينشر عظمة النبي ﷺ وطهارته في العالم ثانيةً٠ ما دام الله تعالى وملائكته يصلّون على النبى ﷺ، فكم حريّاً أن تتم الصلاة عليه ﷺ في هذا العصر الذي يُساء فيه إليه ﷺ. فاعلموا أن الله تعالى قد هيأ الأسباب للصلاة على النبي ﷺ بتأسيس هذه الجماعة.” (الملفوظات، مجلد٣، ص ٨-٩)
لقد وضّحَ حضرة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أن الوقت الذي نعيشه في الزمن الأخير هو الأسوأ والأظلم على الإسلام حيث تركزت الكراهية ضد رسول الله مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فصار من يدّعي اتّباع ﷺ من المسلمين يسيء إليه ﷺ عن طريق ربط كل إساءة ورذيلة وجريمة بإسمه ﷺ والطرف المعادي له ﷺ يسيء إليه ﷺ ويتخذ ما يقوم به بعض المسلمين من جرائم سبيلاً للنيل والطعن في حضرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حتى امتلأت الدنيا بكراهية شديدة وإساءة عظيمة للنبي الأكرم مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، ومن جهة أخرى يسيء المسلمون الآخرون للنبي ﷺ بإلصاقهم ما لا يليق به ﷺ من موت بالسحر والسم والدعوة لعدم المساواة بين الناس وإكراه الناس على الدين ومقاتلة المسالمين وأخذ الجزية منهم والعيش بنفاق وكراهية للبلد الذي لا يحكمه من لا يعتقد باعتقاده والانتهازية السياسية وغيرها الكثير للأسف الشديد، ولكن الله تعالى لم يدع خاتم نبييه عرضة لهذه الإساءة بل أرسل مسيحه الموعود لكي يُبين عظمة هذا النبي الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من جديد وينشر السعادة والعدل والخير بإسمه ﷺ ثانيةً ويبدد الشبهات حوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ويؤسس الجماعة التي أخبر عنها ﷺ والتي ستكون مهمتها الأساسية هي الصَلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أي بيان جماله وكماله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وبالفعل لن تجد اليوم مدافعاً حقيقياً عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إلا الجماعة الإسلامية الأحمدية التي تعقد المؤتمرات والجلسات والفعاليات المختلفة باسم النبي الأعظم الخاتم مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حول العالم لتفنيد الشبهات وسوء الأفهام وإظهار جمال هذا النبي العظيم سيدنا محمد خاتم النبيين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وهذا هو معنى الصَلاة على النبي، فصَلِّ اللّهُمّ عَلَى نَبيِّكَ مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ