يُعَد كتاب “المسيحيون وبعثات التبشير في الهند” للمؤلف ‘روبرت أريك فركنبرغ’ يُعَد مرجعاً تاريخياً مهماً للنشاط التنصيري في الهند منذ القرن السادس عشر حتى مطلع القرن العشرين.
في هذا الكتاب الأكاديمي المهم ذَكَرَ المؤلف أهم الأمثلة على ثمرة التنصير في الهند وهو القس عماد الدين الذي ترك الإسلام واعتنق النصرانية وصار من أهم المنصرين الكبار في الشرق. وذَكَرَ المؤلف أيضاً أن أهم من واجه التنصير في ثمانينيات القرن التاسع عشر كان أحد علماء أهل السنة ويدعى مرزا غلام أحمد الذي أسس الحركة الأحمدية انطلاقاً من قرية ‘قاديان’ وأن الأحمدية كانت تجتذب الأتباع بشكل كبير في عموم الهند وبأنها هي الجماعة الأكثر والأسرع نمواً بين الأديان والطوائف حتى أصبحت هي المنافس الوحيد للمسيحية في الهند.
ومن اللافت كيفية وَصْف المؤلف لدعوى المؤسس مرزا غلام أحمد (أي الأحمدية) بأنها الخطر الحقيقي الذي يواجه التنصير وذلك بسبب إعلان المؤسس أنه هو المسيح الموعود الذي بشرت به الأناجيل وبات على المسيحيين جميعاً اتّباعه والدخول إلى الإسلام.
كما اعترف المؤلف بأن الأحمدية كانت تشكل التهديد الأكبر على المسيحية بسبب التفاسير العقلية التي أتى بها المؤسس للتعاليم الإسلامية التي أطاحت بالتنصير وكانت حجر عثرة أمام المد التنصيري. كذلك أكد المؤلف أن القس عماد الدين تأثَّرَ كثيراً بالأحمدية وكانت له حوارات ومناظرات مع المؤسس لا يمكن غض الطرف عن تأثيرها الشخصي عليه حتى وفاته مع بداية القرن العشرين.
هذا ما دوَّنه المؤرخون في كُتب وسجلات التنصير. والفضل ما شهدت به الأعداء.