يقول المصلح الموعود رضي الله عنه، نقلا من كتاب منهاج الطالبين:
إن التربية في الصغر هي المسؤولة عن تصرفات الإنسان في حياته المقبلة. فلقد قال النبي ﷺ: “مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلَّا يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ“[1]، كذلك فإن أبويه يجعلانه مسلمًا أو هندوسيًا أيضا. لا يعني هذا الحديث أن الطفل عندما يبلغ الحلم يأخذه أبواه إلى الكنيسة فينصّرانه، بل المعنى أن الطفل يقلّد أبويه ويستمع إلى أحاديثهما، لذلك يصبح على ما عليه أبواه. الحقيقة أن الطفل مفطور على التقليد، فإن لم يعلّمه أبواه شيئا قلّد أفعال الآخرين. يقول البعض يجب أن نترك الأولاد أحرارًا فسيصبحون أحمديين بأنفسهم عندما يكبرون. ولكنني أقول: إن لم يسمع الطفل أصواتًا أخرى من حوله فمن الممكن أن يقبل الأحمدية عندما يسمع عنها في شبابه، ولكن إذا كانت أصوات أخرى أيضا تتناهى إلى سمعه بشكل متواصل فلا بد أن يتعلم هذه الأمور من صغره، فتتكوّن شخصيته على ضوء ما شاهده بعينيه وسمعه بأذنيه. فإن لم تُسمعه الملائكة ُكلامَها فلا بد أن يصبح الشيطان قرينا له. وعليه فإن لم تُلقَ في أذنه أحاديث البر والخير فسيتلقى أحاديث الشر حتما ويصير فاسدًا وشريرًا. فإذا كنتم تريدون أن تضعوا حدًّا للسيئات فلا بد لكم أن تصنعوا لأولادكم معسكرًا منعزلا من الناحية التربوية حتى تنـزعوا عنهم القابلية لارتكاب الإثم، وبالتالي ستكون أجيالنا القادمة في مأمن منه.
طرق التربية
والآن أسلط الضوء على طرق التربية وهي:
1 – الأمر التربوي الأول عند ولادة الطفل هو الأذان في أذنه، وقد شرحت ذلك قبل قليل.
2 – يجب المحافظة على نظافة الطفل بحيث يجب تنظيفه مباشرة بعد تبوّله أو تبرّزه. لعل بعض الرجال يحبذون هذا القول لأنه يتعلق بالسيدات. ولكنني أقول: يجب أن ينتبه إليه الرجال أولا حتى ينبهوا أزواجهم. فعلى الرجال أن يُفهموا النساء هذه الأمور أنه لا يمكن أن تنشأ أفكار نظيفة لدى طفل غير نظيف. ولكن لوحظ عدم الاهتمام بهذا الأمر في مجتمعنا حيث إذا شعر الطفل بحاجة إلى التبرّز جعلته بعض الأمهات يتبرّز في ثوب ثم يطوينه ويتأبطنه. ولقد رأيت في القرويات من حول قاديان أنهن يُجلسن أطفالهن على الحذاء ليتبرّز فيه ثم يرمينه هنا وهناك. فإن لم يكن ثمة اهتمام بالنظافة الظاهرة للطفل فلا يمكن أن يتحلى بالنظافة الباطنية، ولكن إذا كان الطفل نظيفا في الظاهر فلا بد أن يعكس ذلك على باطنه فيصبح باطنه أيضا نظيفا وطاهرًا لكونه في منأى عن التلوث بتلك الذنوب التي تتولد بسبب الأوساخ والأدران. وقد ثبت طبّيًا أن الذنب يتولد في الإنسان في البداية بسبب الوسخ. فإن لم يكن فرج الطفل نظيفا فلا بد أنه يحكه وبالتالي يشعر بلذة وهكذا يطلع على القوة الشهوانية في صغره. ولو روعيت نظافة الطفل ونُبّه كلما كبر إلى غسل هذه الأماكن ونظافتها فبإمكانه أن يُحفَظ من المساوئ الشهوانية إلى حد كبير، ويجب أن تبدأ مثل هذه التربية من يوم ولادته.
3 – يجب تغذية الطفل في وقت معين، مما يبعثه على كبح جماح رغبته فينجو من كثير من الذنوب، إذ إن السرقة وأعمال النهب وغيرها من السيئات تتولد نتيجة عدم السيطرة على الرغبة العارمة، لأن مثل هذا الإنسان يفقد السيطرة على عواطفه. والسبب في ذلك أنه كلما بكى في صغره أرضعته أمه فورًا. هذا التصرف ليس صحيحًا بل يجب أن يُرضع في وقت معين.
أما الأطفال الكبار فيجب أن يعطى لهم الطعام في وقت محدد مما يولّد لديهم الصفات التالية:
- الشعور بالتقيد بالوقت.
- كبح جماح الرغبة العارمة.
- المحافظة على الصحة.
- التعود على العمل المشترك. فلو واظبوا على الأكل جميعا لتنـزه مثل هؤلاء الأطفال عن الأنانية واتباع الأهواء النفسانية.
- تجنب الإسراف، لأن من يأكل بين حين وآخر فلا بد أن يأكل شيئا مما يعطى له ويُضَيِّع أيضا، ولكنه لو أعطي قدرًا معينا من الأكل في وقت معين فلن يضيع منه شيئًا، كما سيتدرب على الاكتفاء بشيء قليل وسد الجوع وكبح جماح الرغبة العارمة.
- محاربة الطمع، مثلا يمر الطفل من السوق فيرى شيئا فيها فيصر على أخذه، فلو لم يشتر له أبواه ذلك لكبَحَ رغبته، مما يدربه على التصدي للأطماع عندما يكبر.
كذلك لو كانت مثل هذه الأشياء موجودة في البيت فيجب أن يقال للطفل أنه يتلقاه وقت الطعام، وهذا الأمر هو الآخر يولد فيه القوة لدفع الرغبات النفسية. وبإمكان الفلاحين اتباع الطريق المذكور بخصوص المؤونة المتوفرة لهم مثل قصب السكر، أو الفجل والجزر أو السكر البلدي وغيرها.
4– يجب تعويد الطفل على التبرّز في وقت معين، إذ إنه مفيد لصحته وإلى جانب ذلك تتولد في أعضائه حاسة التقيد بالوقت، وبذلك تتعود أمعاؤه فلا يشعر بحاجة إلى التبرز إلا عند الوقت المعين. إن بعض الناس في أوروبا بسبب شعورهم بحاجة إلى التبرز يستطيعون أن يخبروكم ما الوقت الآن لأنهم لا يشعرون بهذه الحاجة إلا عند وقت معين، وهذا الأمر مهم جدًّا للطفل. ينشأ الطفل المتقيد بالوقت مواظبا على الصلاة والصوم فلا يؤخر المهام الجماعية. علاوة على ذلك سيتحلى بقوة لإخماد ثوائره التي تكون في غير محلها، لأن أحد أكبر أسباب ظهور مثل هذه الثوائر هو قيامه بأعماله في غير وقتها المحدد ولا سيما الأكل والشرب، مثلا: كان الطفل مشغولا في اللهو واللعب، فدعته أمه لتناول الطعام في وقته المحدد إلا أنه لم يأت، ثم عندما جاء قالت له أمه تريث حتى أسخن لك الطعام، ولكنه يكون جوعان فلا يتمالك نفسه فيبدأ بالبكاء ويخرج ثوائره في غير محلها، لأنه لا يأتي إلا عندما يشتد عنده الجوع ولا يتمكن من مقاومته، فيثير الشغب.
5– كذلك يجب أن يعطى له الطعام بكمية محددة يوميًّا، مما يولد لديه القناعة ويبعده من الحرص والطمع.
6– يجب التنويع في الأطعمة، فيطعم اللحم والخضار والفواكه، لأن الأطعمة المختلفة أيضا تولد أنواعًا من الأخلاق. فلا بد من مراعاة التنويع في تغذية الأطفال لتتولد لديهم الأخلاق المتنوعة، إلا أنه يجب الإكثار من الخضار في الصغر والإقلال من اللحم، فاللحم يولد الإثارة التي يجب ألا تزداد في الطفولة.
7– كلما نما الطفل ينبغي أن يُطلَب منه بعض الأعمال البسيطة على سبيل اللعب، كأنْ يُطلَب منه أن يأتي بإناء أو يضع شيئا في مكان معين، أو يناول أحدًا شيئًا آخر، كما ينبغي أن يسمح له باللعب لبعض الوقت أيضا.
8– ينبغي تعويد الطفل على كسب الثقة بالنفس، مثلا إذا كان يريد شيئا موجودا أمامه فيجب أن يقال له: ستناله في وقت معين. وليس الحل إخفاء هذا الشيء لأنه سيتأسى بهذه العادة ويعتاد السرقة.
9– ينبغي عدم المغالاة في مداعبة الطفل إذ أن الإكثار من المداعبة والتقبيل يولد لديه رذائل كثيرة لأنه في هذه الحالة سيتطلع إلى حب الناس واهتمامهم حيثما ذهب مما يولد لديه عيوبًا أخلاقية وشرورًا كثيرة.
10– يجب على الوالدين التحلي بالإيثار، مثلا إذا كان الطفل مريضا ومُنِع من أكل شيء ما فلا يأكلاه أيضا، بل يجب ألا يجلباه إلى البيت أصلا وأن يقولا له: لأنك لا تأكله فلا نأكله نحن أيضا، هذا ما سيخلق لدى الطفل صفة الإيثار.
11– يجب الاهتمام بالطفل عند مرضه، لأن كثيرا من الأخلاق السيئة تتولد نتيجة المرض المزمن مثل الجبن والأنانية والضيق والضجر وعدم السيطرة على النفس والمشاعر وغيرها. بعض المرضى يطلبون من الآخرين الجلوس معهم، وبعضهم يصرخون على المارة من قربهم قائلين: ألا ترى؟ هل أنت أعمى؟ إن المرض المزمن يولد مثل هذه السيئات والسلوك السلبي. وبما أن الناس يسعون لتأمين الراحة للمريض أثناء مرضه لذلك فيرى الطفل المريض حتى بعد شفائه أن من حقه أن ينال الراحة على الدوام.
12– يجب ألا يُحكى للطفل حكايات مرعبة لأنها ستولد لديه الجبن فلن يُقدم على الخطوات الشجاعة الباسلة عندما يكبر. ويجب أن تُحكى للطفل قصص عن الشجاعة إذا تولد لديه الجبن، ويُدفع إلى اللعب مع الأطفال الشجعان.
13– يجب ألا يُسمح للطفل باختيار أصدقائه بل ينبغي أن يتم ذلك من قبل الوالدين، فليختارا من كانت أخلاقهم عالية. وسيستفيد الوالدان من هذا الاختيار بالتعرف على آباء الأطفال ذوي الأخلاق العالية، فيبدأ التعاون فيما بينهم، وعندما يوجه الوالدان أولادهم ليلعبوا مع الأطفال المختارين فلا بد أن يراقبوا أخلاقهم أيضا.
14– وينبغي أن يعهد للطفل وظائف تتناسب مع عمره، وهذا سيساعده في تولّد الشعور بالمسؤولية لديه. هناك قصة مشهورة تقول: كان لشخص ابنان فدعاهما وناول أحدهما تفاحةً وطلب منه أن يقسمها بينه وبين شقيقه، فلما أراد أن ينصرف مع التفاحة سأله والده هل تعرف كيفية التقسيم؟ قال: لا. قال له والده: يأخذ القاسم أقل ويعطى للآخر الزيادة. فلما سمع ابنه ذلك قال: إذًا لا بد أن تعطيها لشقيقي! يبدو أن هذا الطفل قد سبق أن تعود على بعض السيئات، ولكنه كان يدرك في نفس الوقت أنه إذا ألقيت هذه المسؤولية على عاتقه فلا بد أن يوثر الآخر على نفسه. وهناك بعض الألعاب المفيدة لمعالجة هذه العادة السيئة منها كرة القدم وغيرها. ولكن يجب مراقبة الأطفال أثناء اللعب أيضا حتى لا يتعودوا على التصرف السيئ. ومما يلاحظ عمومًا أن الوالدين يؤيدان موقف ولدهما ويجبران أولاد الآخرين على التسليم بموقف ابنهما مما يجعله متعنّتًا ومتشبّثًا بموقفه دوما.
15– يجب أن يُرسّخ في قلب الطفل فكرةَ أنه صالح ولطيف. لقد ذكر النبي الكريم ﷺ نكتة رائعة حيث قال ما معناه لا تشتموا أولادكم لأنه إذا شتم أحد ولده قال مَلَك أن يكون كذلك فيصبح كذلك. يعني هذا الحديث أن الملائكة تظهر نتائج الأعمال، فإذا قيل للطفل إنك سيئ فإنه يرسخ في ذهنه هذه الصورة وفي النهاية يصبح كذلك. فيجب ألا يُشتم الولد بل يُعلّم أخلاقًا حميدة ويُمدح على محاسنه ويُشجّع.
جاءتني اليوم ابنتي الصغيرة تطلب مني بعض النقود، فلما أعطيتها مدّت يدها اليسرى لأخذها، فقلت لها هذا ليس صحيحًا. فانتبهت وقالت نعم هذا خطأ ولن أفعله ثانية. فلما نُبّهت شعرت فورًا بخطئها.
16– يجب ألا ينشأ عند الطفل سلوك العناد، فإذا عاند الطفل في أمر معين فعلاجه أن تحوِّلوا انتباهه إلى شيء آخر، ثم حاولوا إزالة السبب الذي عاند لأجله.
17– يجب مخاطبة الولد بكل أدب، لأن الطفل يقلد أبويه، فلو خاطبتموه بقولك: أنتَ، فسيخاطبك بالطريقة نفسها.[2]
18– ينبغي تجنب الكذب والتكبر والكلام اللاذع أمام الطفل لأنه سوف يتعلم هذه الأمور. الوالدان عمومًا يعلّمان طفلهما الكذب، وذلك إذا فعلت الأم شيئًا وسألها الأب ردّت بأنها لم تفعل ذلك، ومنها يتعلم الطفل الكذب. لا أقصد أن يتكلم الزوجان بمثل هذا الكلام في غياب الطفل، بل القصد منه أن من لا يستطيع تجنب هذه المعايب في كل الأحوال فعلى الأقل يكون حذرًا من ارتكابها عند وجود الأطفال حتى لا ينتقل هذا المرض إلى الأجيال القادمة.
19– ينبغي إنقاذ الطفل من تعاطي أي نوع من المخدرات، لأنها تضعف أعصاب الأطفال. ومن يتعاطى المخدرات تنشأ لديه عادة الكذب والتقليد الأعمى. كان أحد أقارب الخليفة الأول ؓ مدمنا على المخدرات ولم يكن يهتم بالدين مطلقًا، فجاء في إحدى المرات بفتى معه وادعى أنه سيجعله مثله. قال له الخليفة الأول ؓ: يكفي أنك أفسدت نفسك فلا تفسده، إلا أنه لم يقلع عن إرادته. وفي إحدى المرات دعا الخليفة الأول ؓ الفتى وقال له لماذا لا تدرك خطورة الموقف بمرافقتك هذا الرجل الفاسد؟ لماذا لا تتعلّمْ حرفةً أو مهنة؟ ففهم هذا الفتى الأمر وتركه وهرب. ولكن جاء هذا الرجل بفتى آخر بعد فترة وقال للخليفة الأول: أفسِده إن استطعت الآن. كان يقصد من إفساده إخراجه من سيطرته، فنصحه الخليفة الأول ؓ كثيرًا حتى عرض عليه مبلغًا من المال ليبدأ به عمله إلا أن ذلك الفتى لم يرضخ لقوله، فسأل الخليفة الأول ؓ قريبه هذا: ماذا فعلت به حتى لم يقبل مني أية نصيحة؟ فقال: هو يتعاطى المخدرات معي لذلك لم يعد يقوى على معارضتي وترْك متابعتي. قصارى القول، إن الإدمان على المخدرات يسلب قوة الإقدام والعزيمة.
الكذب أخطر الأمراض لأن ذرائع نشوئه دقيقة جدًّا، فلا بد من إنقاذ الطفل من هذا المرض. وهناك بعض الأمور المؤذية التي ينشأ منها الكذب تلقائيا، مثلا: بعض الأطفال يتمتعون بقوى دماغية عالية جدًّا، فيعتبرون كل ما يفكرون فيه أو يخطر ببالهم أمرا واقعيًا وحقيقيًا. كانت إحدى أخواتي تروي لنا في صغرها منامًا طويلا كل يوم. وكنا نستغرب كيف يمكن أن ترى كل يوم مثل هذه الرؤى الطويلة، ثم عرفنا بعد ذلك أن كل ما يخطر ببالها قبل النوم كانت تعتبره منامًا. ففي بعض الأحيان يعتبر الطفل تخيُّلَه حقيقةً واقعيةً وهكذا يتعود رويدًا رويدًا على الكذب. لذلك لا بد من إفهام الأطفال أن الخيال يختلف عن الحقيقة، إذا أدرك الطفل جيدًا ماهية الخيال فبإمكانه تجنب الكذب.
- يجب منع الأطفال من أن يلعبوا في مكان منعزل.
- ينبغي منعهم من التعرّي.
- يجب تعويد الأطفال على أن يعترفوا بخطئهم دومًا، وها هي بعض الطرق المؤدية إلى ذلك.
- التزام الآباء بعدم التستر على أخطائهم أمام الأطفال.
- إذا أخطأ الطفل فيجب أن تتعاطفوا معه لدرجة يشعر بأن خسارة كبيرة لحقته لذلك يتعاطف معه أفراد عائلته، ويجب إفهام الطفل أن خطأه هذا أدى إلى هذا النوع من الخسارة.
- ومن أجل إنقاذ الطفل من الخطأ في المستقبل ينبغي التحدث إليه بطريقة يشعر بها أن تصرفه هذا قد آذى والديه وسبب لهما مشكلة كبيرة، مثلا إذا ألحق تصرف الطفل ضررًا ماديًا فيجب أداء قيمة هذا الضرر أمامه، هكذا سيفهم الطفل أن نتيجة الإضرار بالأشياء ليست جيدة. لا شك أن الكفارة عقيدة فاسدة جدًّا لكن تطبيقها (على شكل تعويض) ضروري عندي لتربية الطفل على هذا النحو.
- إذا أردتم توبيخ الطفل فيجب أن يكون ذلك على انفراد.
- يجب تمليك الطفل بعض المال مما يولد فيه الصفات التالية:
- صفة التصدق
- التوفير
- مساعدة الأقارب، على سبيل المثال إذا كان الطفل يملك ثلاث بيسات[3] فيطلب منه أن يشتري ببيسة واحدة شيئًا ويُشرك الأولاد الآخرين في أكله، ويشتري بالثانية لعبةً له ويتصدق بالثالثة.
- يجب أن يكون هناك بعض الأشياء مشتركةً بين الأطفال، مثلا يمكن أن يعطى لهم لعبة ما ويطلب منهم أن يلعبوا بها جميعا لأنها ملك الجميع فلا يفسدها أحد، وهكذا يتولد لديهم الحرص على المحافظة على الأملاك العامة.
- ينبغي تعليم الطفل الأخلاق والآداب الإنسانية بشكل مستمر.
- ينبغي مراعاة رياضة الطفل وتعويده على تحمل المشاق، لأن ذلك يفيده في إصلاح نفسه وفي رقيه الدنيوي أيضا.
خلاصة القول، لن يُعَدَّ الطفلُ أنه قد تلقى تربية حسنة وفق التعريف بالأخلاق والروحانية إلا إذا تحلى بما يلي:
- أن يكون خلوقًا ويتمتع بالروحانية.
- يقدر على تحويل الآخرين ليكونوا مثله.
- يقدر على التقيد بقوانين الجماعة ونظامها.
- أن يكنّ لله تعالى حبًّا خالصًا يفوق حبه لأي إنسان أو أي شيء آخر.
فالمستوى المطلوب من الخاصية الأولى هو:
- أنه عندما يكبر فيجب أن يطيع أوامر الشريعة لفظًا وعملاً واعتقادًا.
- أن تكون عزيمته قوية حتى لا يتعرض لفتنة وابتلاء في المستقبل.
- وينبغي أن يكون قادرًا على كسب العيش والدفاع عن نفسه وحمايتها.
- ينبغي أن يكون ساعيًا لحماية ممتلكاته وقادرًا على ذلك.
والمستوى المطلوب من الخاصية الثانية هو:
- ينبغي أن يكون قدوة حسنة في الأخلاق.
- أن يشارك في تربية الآخرين وتعليمهم.
- أن لا يضيع موارده بل يجب أن يستخدمها بأحسن وجه ليفيد بذلك الدين والجماعة.
والمستوى المطلوب من الخاصية الثالثة هو:
- ينبغي أن يكون مهتمًّا بصحته.
- أن يكون محافظًا على أموال الجماعة وحقوقها.
- ينبغي ألا يفعل شيئا يُلحق به ضررًا بحقوق الآخرين.
- ينبغي أن يكون على استعداد لقبول جميع المكافآت والعقوبات التي قد يفرضها عليه المجتمع.
والمستوى المطلوب من الخاصية الرابعة هو:
- ينبغي أن يحب كلام الله تعالى ويُكنّ احترامًا لائقا له.
- إن مجرد اقتران اسم الله تعالى بموقف من المواقف يبعثه على التمسك به مع الاحترام اللائق به.
- رغم عيشه في هذه الدنيا ينبغي أن يكون منقطعًا عنها كل الانقطاع.
- يجب أن يظهر فى شخصه سمات حبه لله.
[1] صحيح البخاري، كتاب الجنائز. (الناشر)
[2] علمًا أن في اللغة الأردية لا يحبذ أن يخاطب الطفلُ الكبارَ بقوله أنت بل يجب أن يقول أنتم ولو كان المخاطب واحدًا. (المترجم)
[3] الروبية الواحدة تحتوي على 100 بيسة، وكانت تستخدم قديما لما كان للبيسة قيمة مالية لا بأس بها، أما الآن فلا تساوي شيئا. (المترجم)
منقول من كتاب منهاج الطالبين الخطاب الأول