تُعرَف الدولة العثمانية أو الروم -لخلافتها للسلاجقة والإمبراطورية الرومانية الشرقية- تُعرَف في الأدب الإسلامي والشرقي بكونها الإمبراطورية التي حكمت جزء كبيراً من جنوب أوروبا، ثم تعرضت لضعف داخلي شديد أدى إلى انهيارها، وبدأ الضعف يتجلى في نهاية القرن الثامن عشر حين مالت الكفة لصالح القوى الإمبريالية حتى أضحت هذه القوة العظمى تسمى بـ “رجل أوروبا المريض”. وفي أعقاب حرب القرم ومعاهدة السلام التي تم إجراؤها بين روسيا وتركيا والتي استمرت لعدة سنوات تلقى حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام وحياً كان عبارة عن آيتي سورة الروم:

{غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ} -سورة الروم 30:02

لقد تم نشر هذا الوحي آنذاك في مجلة الجماعة الإسلامية الأحمدية الشهرية “مراجعة الأديان”. كما يعلم الجميع فقد تحققت هذه الآية القرآنية الكريمة أولاً في معركة إسوس سنة 622 م حين انتصر الروم (أهل الكتاب) على الفرس (الوثنيين/عبّاد النار) بعد انكسارهم على يد الفرس، وكان انتصارهم هذا سبباً لفرح المسلمين بعد أن راهن المشركون على انتصار الفرس ثانية ولكن تحققت نبوءة القرآن الكريم بنصر الروم. كذلك تحققت هذه الآية والنبوءة العظيمة التي تلقاها المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام وذلك إبان حروب البلقان. بدأ الأمر عندما أعلن تحالف البلقان الحرب على تركيا المسلمة، فاحتلوا أجزاء كبيرة من الإمبراطورية العثمانية وأحكموا سيطرتهم القوية على البلاد، ولكن سرعان ما بدأوا يتقاتلون فيما بينهم بسبب توزيع الغنائم وتقسيم تركيا فنشب النزاع بينهم مما منح تركيا قسطاً من الراحة، فاستغلّت تركيا أخيراً هذا الانقسام بين حلفاء البلقان وتمكنت من الانتصار واستعادة أدرنة إلى جانب بعض الأراضي المتاخمة. وهكذا تحققت نبوءة المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِ السَلام وانتصرت تركيا على احتلال البلقان واستعادت أرضها بعد انكسارها وهزيمتها على يد الحلف الغازي وأعلنت الدولة التركية بعد ذلك حرة مستقلة وتجدد صِدْق القرآن الكريم.


المراجع:

1- كتاب تذكرة مجموع وحي المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام.

2- مجلة “مراجعة الأديان Review Of Religions” باللغة الأردية صفحة 40 عدد كانون الثاني 1904.

3- de Bellaigue, Christopher. “Turkey’s Hidden Past”. New York Review of Books, 48:4, 8 March 2001.

 

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد

One Comment on “نبوءة المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام حول تركيا”

Comments are closed.