أعلن الله تعالى في القرآن الكريم أنه سيهلك المتقول عليه، بعد أن يأخذه بقوة وجلال، ويمنع عنه أسباب الحياة، ولن يستطيع أحد أن يحجز عنه عذاب الله تعالى، وأن هذا سيكون تذكرة للمتقين وسيكون سببا للحسرة على الكافرين، إذ يقول تعالى:
{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ } (الحاقة 45-53)
يقول المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام في شرح هذه الدليل وتعليقا على هذه الآيات:
”هذه الآية نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم ولكنها تعطي معنى عاما. فمن أسلوب القرآن الكريم عمومًا أنه يخاطب النبي صلى الله عليه وسلم في معظم الأوامر والنواهي، وهي موجهة إلى الآخرين أيضا، أو تكون موجَّهة إلى غيره فقط، مثل قوله تعالى: {فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} ؛ فالخطاب في هذه الآية موجه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن مقصده الحقيقي هي الأمة؛ لأن والديّ النبي صلى الله عليه وسلم قد ماتا في صغره. والحق أن في ذلك سرًّا، وهو أن كل عاقل يستطيع أن يفهم من الآية أنه إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أُمر أن يُكرم والديه ويقول لهما قولا كريما، فكم بالحري بالآخرين أن يكرموا آباءهم! وإلى هذا الأمر تشير آية أخرى وهي: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} …“
ثم يتابع حضرته:
”بعد هذه الفقرة الاعتراضية أعود إلى صلب الكلام وأقول إنها لفكرة سخيفة القول أنه لو تقوَّل النبي صلى الله عليه وسلم علينا لأهلكناه هو، ولكننا لا نهلك غيره إذا افترى. أي أن الله يظهر غيرةً بهذه الطريقة تجاه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول بأنه لو كان مفتريا لأهلكه، ولا يظهرها تجاه غيره ولا تثور غيرته على افتراء الآخرين مهما افتروا عليه عز وجل ونسبوا إليه إلهامات كاذبة. إن هذه الفكرة سخيفة وتتنافى أيضا مع الكتب الإلهية. ولا زالت الفقرة التي تقول إن الذي يفتري على الله أو يدّعي النبوة كذبا سيهلَك حتما موجودة في التوراة. وعلاوة على ذلك لقد ظل علماء الإسلام يقدمون منذ القِدم آية: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا} أمام اليهود والنصارى دليلا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم. والظاهر أنه ما لم يفد الموضوعُ عمومًا لا يمكن تقديمه دليلا. وأي دليل في القول إنه لو افترى النبي صلى الله عليه وسلم لأهلِك وفسد كل عمله، أما إذا افترى غيره فلا يغضب الله عليه بل يحبه ويُمهله ويؤيده أكثر منه صلى الله عليه وسلم. هذا لا يمكن أن يسمّى دليلا، بل إنما هو ادعاء فقط يحتاج إلى دليل في حد ذاته.
الأسف كل الأسف أنهم قد وصلوا في عداوتي إلى درجة يشنون فيها هجمات على آيات صدق النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. إنهم يعلمون أنه قد مضى على إعلاني بتلقي الإلهام والوحي أكثر من 25 عاما (كان هذا في حقيقة الوحي عام 1901) وهي مدة أطول من مدة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أيضا التي طالت 23 عاما، أما مدتي فهي نحو 30 عاما. والله أعلم إلى متى ستمتد أيام دعوتي. لذا يقول هؤلاء الناس – مع تسميتهم أنفسهم مشايخ – إن مفتريا على الله ومدعيا -كذِبَاً- الإلهامَ من الله يمكن أن يعيش إلى ثلاثين عاما بدءا من إعلانه بتلقي الإلهام، ويمكن أن يؤيده الله وينصره أيضا، ولكن لا يأتون له بنظير.“
وهكذا يتبين أن القول بأن هذا الدليل لا يعني هلاك المتقول بأسباب جلالية من الله تعالى- والتي من ضمنها القتل أحيانا- ثم تضييع جهوده وتشتت جماعته، إنما هو هجوم على دليل صدق مهم للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الدليل كان قد ورد مسبقا في التوراة – كما قال حضرته- بخصوص النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء فيها:
{أُقِيمُ لَهُمْ نَبِيًّا مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِمْ مِثْلَكَ، وَأَجْعَلُ كَلاَمِي فِي فَمِهِ، فَيُكَلِّمُهُمْ بِكُلِّ مَا أُوصِيهِ بِهِ. وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ لِكَلاَمِي الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ. وَأَمَّا النَّبِيُّ الَّذِي يُطْغِي، فَيَتَكَلَّمُ بِاسْمِي كَلاَمًا لَمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، أَوِ الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى، فَيَمُوتُ ذلِكَ النَّبِيُّ.} (اَلتَّثْنِيَة 18 : 18-20)
ولا شك أن مآل كل إنسان الموت أخيرا، ولكن هذه الصيغة تبين بأن الهلاك المريع الذي يمنعه من الافتراء سيكون من نصيبه، ولن يمهله الله تعالى لإغواء الناس، بل سيأخذه سريعا بجلال وقوة.
وكما هو معلوم، فقد تآمر اليهود لقتل النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا، وسعوا بكل جهدهم من أجل ذلك كي يتحقق هذا الدليل وفقا لرغبتهم، ولكن الله تعالى أفشل كيدهم، ثم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أقام الله جماعته بعد أن بدا أنها تشتت بعد ارتداد العرب واجتماع المرتدين للقضاء على المسلمين في المدينة، فأظهر الله تعالى مجددا قدرته الثانية، وأظهر صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وبين عمليا أن موته لم يكن هلاكا له ولدعوته بل قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقرب موته ووصى جماعته من بعده، ثم قد ثبُت أن الله تعالى معه، وهو الذي أقام دعوته وهو الذي تكفَّل بإبقائها واستدامتها بل وتعزيزها وتقويتها بأسبابه ووسائله، رغم صعوبة الظروف وشدتها، فقامت الخلافة الراشدة من بعده التي أظهرت أن الله تعالى كما أيده في حياته ونصره فهو يؤيد جماعته بعد موته وينصرها.
وبالنظر إلى المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام نرى أنه قد عُصم من الهلاك قبل الوقت بأي صورة رغم مرضه الشديد الذي كان ملازما له منذ منتصف عمره، وأنجز أعماله ودعوته، وأوصى جماعته وبشَّرهم في كتاب الوصية بأنهم سيشهدون القدرة الثانية التي يجعلها الله للأنبياء والمبعوثين الصادقين والتي تظهر بعد موتهم عندما يظن الأعداء أن دعوتهم ستفنى وتتبدد وأن جماعتهم ستتشتت، فيقيم الله قدرته الثانية هذه التي تحمل هذه الدعوة وتستديمها والتي يكون الله تعالى معها ومؤيدها.
وكما هو معلوم، فبعد وفاة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام قد ظهرت القدرة الثانية ونشأت الخلافة على منهاج النبوة التي كانت أيضا تحقيقا لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أكد أنها ستعود ثانية، والتي كان من المتوقع ومن الطبيعي أنها ستعود بعد البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم كما نشأت الخلافة الأولى بعد البعثة الأولى لحضرته صلى الله عليه وسلم لتكون على منهاج النبوة كما كانت الأولى، إذ جاء في الحديث الشريف:
{تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ } (مسند أحمد, كتاب أول مسند الكوفيين)
ومن العجيب أن هذا الحديث أيضا يعاضد دليل التقول بصورة مذهلة، بل ويرسم صورة كاملة لتاريخ الخلافة في الإسلام بحيث يصبح نشوء الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام دليلا قاطعا على أنها الخلافة الحقة الوارثة للنبي صلى الله عليه وسلم حتما. فهذا الحديث يقول إن الخلافة الراشدة ستنشأ أول مرة، ثم بعد ذلك ستتحول الخلافة إلى ملك عاض تمثَّل في الخلافة الأموية والعباسية التي كان ملوكها يسمون خلفاء، ثم جاءت بعد ذلك الخلافة العثمانية التي كانت ملكا جبرية فرضت قوانين صارمة على الناس وجندتهم جبرا في جيوشها وكان ملوكها يسمون خلفاء أيضا، ثم بعد أن فقد الخليفة العثماني سلطاته وأصبح اسميا عام 1908 -إلى أن ألغيت تماما عام 1924- نشأت الخلافة الأحمدية بعد وفاة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام وكانت استمرارا لهذه السلسلة التاريخية التي أنبأ عنها الحديث وكانت على منهاج النبوة بعد البعثة الثانية للنبي صلى الله عليه وسلم التي تمثلت في بعثة المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام. فهل هنالك شك في قوة هذا الدليل ونصاعته؟ هل أهلك الله تعالى المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام سريعا وقضى على جماعته أم أن جماعته هي الجماعة الوحيدة التي نشأت فيها الخلافة على منهاج النبوة بعد أن اختفت الخلافة بكل أنواعهاعند المسلمين الآخرين وفشلوا في إعادتها بأي صورة رغم جهودهم الحثيثة؟ أليست هي الجماعة التي رغم كل المحاولات لتشتيتها من الخارج والداخل قد صمدت في وجه صعوبات جمَّة وفي ظروف خطيرة وبقيت ملتفة حول الخلافة وكانت ولا زالت مستعدة للتضحية بكل ما أوتيت بين يدي الخلافة وتحت لوائها؟
إن المراقب المنصف سيجد أن هذا الدليل دليلٌ قاطع على صدقها وأنها جماعة أقامها الله تعالى ورعاها ولا يزال يرعاها، وأنها لو كانت قد نشأت على افتراء لقضى الله تعالى على مؤسسها سريعا ولم يمهله ولشتت جماعته بعد موته ودثرها، ولكن شهادة الله الفعلية تؤكد أن الله تعالى كان ولا يزال معها، ولا ينكر ذلك إلا الملحد الذي ينكر الله تعالى وقدرته وفعله، لأن الله تعالى لو لم يتدخل وفقا لوعده في دليل التقول ويهلك الكاذب المفتري ويقضي على جماعته فهذا يستدعي إنكاره وإنكار أن لهذا الكون خالقا أو مدبِّرا.
أما القول أن هنالك جماعات لمفترين ما زالت قائمة ولم يهلكها الله تعالى، فلا بد من الانتباه إلى شروط هذا الدليل لنرى إن كان ينطبق عليها أم لا. فهذا الدليل يتحدث عن نبي أو مبعوث أو ملهم ينسب أقوالا ووحيا إلى الله تعالى لفترة طويلة، ثم يمهله الله تعالى ولا يقضي على جماعته وينجز عمله على أكمل وجه، بل يتسنى له أن يوصي قبل وفاته ويخبر بقربها، وينبئ عن التأييد الإلهي الذي سيحصل لجماعته من بعده ويتحقق كلامه. فهل هذا ينطبق على هؤلاء؟
ففيما يتعلق ببولس، فبولس لم يدَّعِ أنه رسول الله، بل ادعى أنه رسول المسيح، ولم ينسب أقوالا لله تعالى ووحيا، بل كان يقدِّم فهمه وشروحه، ثم بعد ذلك أيضا هلك قتلا وفقا لأدقِّ الأقوال، إذ قيل أنه صُلب رأسا على عقب، وقيل إنه قُطع رأسه على يد الرومان، وقيل أيضا أنه مات في السجن. ويكفي أن الله تعالى قد بعث النبي صلى الله عليه وسلم ليهلك المسيحية المحرفة بعد فترة وجيزة نسبيا من عمر التاريخ، ويعلن فسادها، بل قد بعث الله تعالى المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام بعد ذلك بثلاثة عشر قرنا ليتصدى لهذه العقيدة الفاسدة ويثبت بطلانها. فماذا بعد هذا الهلاك؟ أليس التدبير الإلهي ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم ثم بعثة خادمه عليه الصلاة والسلام هلاكا للعقيدة المسيحية وافترائها؟ صحيح أن فتنة المسيحية قد انتشرت وتفشت، ولكن إبطالها منذ بعثة النبي صلى الله عليه وسلم والتصدي لها بقوة عند تعاظمها وصدِّها ومنعها من تحقيق أهدافها هو هلاك بتدابير إلهية. علما أن الفتنة التي نشأت عليها أيضا قد اصطبغت بصبغة الإلحاد في الاعتقاد وليست لها علاقة بها بالمسيحية سوى علاقة ثقافية، إذ لا يؤمن الغالبية المطلقة من بعقائدها، ولا يجلُّون بولس ولا حتى المسيح ويكثرون من التندر عليهم والإساءة لهم.
أما البهائية فإن مدعيها أيضا لم يدَّعِ أنه نبي الله، بل ادعى نوعا من الألوهية وقدَّم نفسه أنه مظهر إلهي، وحاول تلبيس الأمر بالقول إن الأنبياء أيضا كانوا مظاهر إلهية، ولكن كلامه كان مضطربا وغير مترابط وغير مستقر. ولم ينسب كتابه الذي سماه الأقدس لله تعالى، بل قال إن ما يكتبه قلمه كأنه كلام إلهي. وعلى كل حال، فقد دبَّر الله تعالى لهلاك دعوته أن قضى على سلسلة استخلافه سريعا، وهي الآن تدار من قبل مجلس بعد الوفاة المفاجئة لزعيمها الأخير في الخمسينات من القرن الماضي. ودينه الذي أنشأه وإن كان باقيا فإنه لا أثر له يذكر في العالم، وأصبح لا يعدو عن كونه جمعية أو ناديا يجمع بعض الناس من الذين تركوا الإسلام والمسيحية واليهودية وغيرها.
فرغم أن شروط التقول لا تنطبق على كل من بولس والبهاء إلا أن الهلاك بأسباب إلهية أيضا قد طالهم، ومن المؤكد أن التأييد الإلهي ليس معهم. بينما بالنظر إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية وما واجهته من أول يوم من تكفير ومعارضة ضروس لها، ورغم الإجراءات التي قام بها أعداؤها الذين تنادوا للقضاء عليها في الهند أولا في الثلاثينيات من القرن الماضي، ثم بعد ذلك ما واجهته من معارضة في باكستان على مدى عقود حتى الآن ثم ما تواجهه في بلدان أخرى كأندونيسا وغيرها، إلا أنها تسير بخطوات حثيثة واثقة مؤيدة ملتفة وموحدة حول الخلافة الراشدة، رغم جهود بعض المنافقين والمرتدين من الداخل أيضا. فإن كانت الجماعة قائمة على افتراء أو كذب، وكان هذا حالها، فلا يمكن أن يعتقد بذلك وينكر دليل التقوُّل إلا ملحد لا يؤمن بالله ولا بقدرته ولا بوعوده، ويكون بذلك مستهزئا بالقرآن الكريم مشككا في أهم أدلة صدق النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان ولا يزال دليلا دامغا لأعداء الإسلام لا يملكون أمامه أدنى قدرة على المقاومة.