لنستعرض معيار الخطيئة في الأناجيل
جاء في إنجيل متى أن يسوع قال:
“وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.” (إنجيل متى 5: 22)
التفسير
يقول القديس يوحنا الذهبي الفم بأن تفسير قول المسيح أن من قال لأخيه رقا هو عبارة عن:
“تعبير خارجي عنه بكلمة لا تحمل معنى قبيحًا، وإنما مجرّد تحقير.” (تفسير تادرس يعقوب)
ويرى القديس يوحنا الذهبي الفم أيضاً أنها تعبير سرياني كان مستخدمًا في الحديث مع الخدم والأشخاص الذين من الطبقات الدنيا، وذلك بدلًا من قوله “أنت” في هذا التعبير نوع من عدم الاحترام للشخص الموجّه إليه الحديث. (نفس المصدر)
ويقول أنطونيوس فكري في تفسيرها أنها:
“كلمة أو إشارة امتهان يمتهن بها الشخص على سبيل الاحتقار (بدلًا من قوله أنت يقول رقا) وقد تعني باطل أو فارغ أو تافه، أو كمن يستهزئ بأحد ويقول “هئ” في هذه الحالة يستوجب الشخص أعلى هيئة قضائية في ذلك الحين وهي السنهدريم= المجمع وهو مكون من 70 شيخ، وهذا له أن يحكم بالرجم. وكان حكم محاكم القرى يمكن نقضه أمام المجمع، ولكن حُكم المجمع لا يُنقض. … من قال يا أحمق = هنا الشخص يعبر عن غضبه بكلمة ذم. فكلمة رقا كلمة بلا معنى ولكن هنا الحال أسوأ فكلمة أحمق كلمة جارحة، ومثل هذا يستوجب عقابًا أشد. فجهنم هي مكان إبليس الذي كان قتّالًا للناس، ومن يترك نفسه للغضب يتشبه بإبليس فيكون معه في جهنم.” (تفسير أنطونيوس فكري)
إذن بحسب المسيح في الأناجيل فإن مخاطبة الناس بتحقير أو امتهان أو سب هو خطيئة عقابها جهنم.
والسؤال:
هل أخطأ يسوع -حين وصم المرأة غير الإسرائيلية التي كانت تطلب منه شفاء بنتها- حين خاطبها بالكلبة أو بالتي من الكلاب الذين لا يستحقون الخير؟
فإذا أخطأ وفق معيار الأناجيل فهو ليس بإله لأن الإله لا يخطئ. أما إذا قيل أخطأ الناسوت وليس اللاهوت كما هي عادة القسس فمعنى ذلك أن ناسوت يسوع أو الشخص الذي حل فيه روح الإله ليس بالأسوة الحسنة وأنه عديم الأخلاق لا يصلح كقدوة للناس دع عنك اليهود. أما إذا قالوا بل لم يخطي الناسوت ولا اللاهوت فمعنى ذلك أن معايير الأناجيل لا قيمة لها عند يسوع لأنه أول من كسرها ولم يأبه لها وهو أيضاً لا يصلح كقدوة، إلا إذا كان تحقير الناس أمراً جيداً عند المسيحيين! أما إذا كان لم يخطيء بأي حال وأن للنص تأويل مثلاً أن المعنى هو أنك يا امرأة ألا تعلمين بأنك وأنت من خارج إسرائيل يُطلقون عليك وَعَلَى قومك بالكلاب وأنه لا يستحسن رمي خير إسرائيل للكلاب، فطلبك يعني بطلان هذا القول وأن إسرائيل وغير إسرائيل يستحقون الخير، هذا التأويل لا يسعفه النص على الإطلاق، إذ كيف ستفهم المرأة البسيطة كل هذه المعاني والتعقيدات من جملة بسيطة مثل: ليس حسناً أن يؤخذ خبز النبين (إسرائيل) ويعطى للكلاب (غير إسرائيل). فإذا قيل بل ستفهم وهو بسيط فيبقى الأسلوب نفسه غير لائق لمخاطبة الناس وتركهم يحيرون في التأويل.
النتيجة
يسوع بحسب الأناجيل لا يمكن أن يكون بلا خطيئة إلا إذا كان تحقير الناس ليس بالخطيئة في نظر أحبتنا المسيحيين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
اولا يسوع قال لها هكذا لأن اليهود كانو يعتبرون ان الله فقط جاذ لأجلهم فكلمها بمنطقهم هم ليأكد لهم بانها لو كانت غير يهوديه فالخلاص لها ايضا والدليل انه شفاها ومن هنا اليهود بدءُ يحاربونه لأنه يشفي غير اليهود ايضا.
اما بالنسبه للتحقير في الفرضيه الاولى فأنت لا تقول احمق لأخيك بل للروح القدس الذي فيه لأننا هياكل الله ومن هنا انت تهين هيكل الله الذي فيه ويسوع يعلمهم عن محبة الناس لبعضها عندما تدرب نفسك ان لا تقول اصغر الكلمات السيءه لأخيك فحتما لن تشمته بالكلمات الاكبر