في زمن عيسى عَلَيهِ السَلام ولكون لقبه هو “المسيح” فقد دُعي أتباعه نسبة له بـ “المسيحيين” [شتما وازدراء] (١)، ولكونه من مدينة “الناصرة” الفلسطينية فقد دُعي أتباعه بـ “النصارى” أو “الناصريين” [شتما وازدراء]، ولكون اسمه الأول هو “عيسى” أو “يسوع” فقد سُمّي أتباعه في اللغات الآسيوية كالأردية وغيرها بـ “العيسائيين” وفي بعض الاستعمالات العربية بـ “اليسوعيين”.

وكذلك الحال مع أتباع المسيح الموعود حضرة مرزا غلام أحمد القادياني عَلَيهِ السَلام، فلكون اسمه أحمد فقد دُعي أتباعه بـ “الأحمديين”، ولكون لقبه “مرزا” -أي الأمير- فقد دُعي أتباعه بـ “المرزائيين” [شتما وازدراء] (٢)، ولكونه من مدينة “قاديان” فقد سُمّي أتباعه بـ “القاديانيين” [شتما وازدراء].

من أوجه الشبه أيضا أن “الكنيسة” التي أراد المسيح عَلَيهِ السَلام في الإنجيل بنائها (١) معناها الحرفي باللغة السريانية والمشتق من اليونانية “اكليزيا εκκλησία” والقبطية “ek`klhci`a” هو “جماعة المؤمنين” أو “الجماعة” (٢)، وجاء في تعريف “الكنيسة” في قاموس الكتاب المقدس: [وكانت الجماعة الواحدة في كل بلد تدعى “كنيسة”] (٣) بل جاء تعريف “الكنيسة” حسب قاموس الكتاب المقدس على لسان يسوع نفسه كما يلي: [كان الرب يسوع هو أول من أستخدم هذه الكلمة في الإشارة إلى جماعة المؤمنين به] (٤) وهو ذات الإسم الذي يطلق اليوم على أتباع حضرة مرزا غلام أحمد المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام أي “الجماعة” !

وهذا ما وصّى به رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بالتزامه أي “الجماعة”. فعن حذيفة بن اليمان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه سأل النبي ﷺ عن زمن الفتن والدجال وما يجب أن يصنع المسلم حينها: “.. قلتُ : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟

فكان جواب النبي ﷺ:
قال: تَلْزَمُ جماعةَ المسلمينَ وإمامهم..“.  (٥)

وفي الحديث الذي رواه ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: “إن الله لا يجمع أمتي على ضلالة، ويد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ إلى النار“. (٦)

وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ


المراجع

(١) راجع قاموس الكتاب المقدس، حرف “م” تحت شرح كلمة “مسيحي”، النص كالتالي: “دعي المؤمنون مسيحيين أول مرة في أنطاكية (أعمال 11: 26) نحو سنة 42 أو 43م. ويرجّح أن ذلك اللقب كان في الأول شتيمة (1 بطرس 4: 16)”.

(٢) راجع موقع “الفتنة الأحمدية- لماذا يجب أن لا نطلق لقب الأحمدية بل القاديانية على أتباع مرزا غلام أحمد“.

(٣) حيث خاطب المسيح عَلَيهِ السَلام تلميذه بطرس بقوله: “وأنا أقولك لك أيضاً، أنت بطرس وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها” (متى 18:16).

(٤) راجع (أعمال 9: 31 و15: 41 ورومية 16: 4 و1 كورنثوس 7: 17 و1 تسالونيكي 2: 14).

(٥) قاموس الكتاب المقدس، حرف “ك” شرح كلمة “كنيسة”.

(٦) نفس المصدر (ثانيًا – استخدام المسيح لكلمة “كنيسة”).

(٧) صحيح البخاري، حديث رقم 3606.

(٨) رواه الترمذي 2166 مختصراً، والحاكم 1/202، والبيهقي في “الأسماء والصفات” 702. قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: لا أدعي صحته ولا أحكم بتوهينه بل يلزمني ذكره، وقال ابن حجر في “موافقة الخبر الخبر” 1/114: رجاله رجال الصحيح إلا إبراهيم بن ميمون فإنهما لم يخرجا له، وقد وقع لي من حديث أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري لكن موقوفاً، وحسنه السفاريني في “شرح كتاب الشهاب” 315.

About الأستاذ فراس علي عبد الواحد

View all posts by الأستاذ فراس علي عبد الواحد

One Comment on “وجه شبه جديد وغير اعتيادي بين حضرة عيسى ابن مريم وحضرة مرزا غلام أحمد عَلَيهِم السَلام”

Comments are closed.