قبيل المباراة الختامية لكأس العالم 2014 الذي أقيم في العاصمة البرازيلية ريو دي جانيرو، أعلنت البرازيل بأن يسوع المخلِّص هو الذي سينقذ الفريق ويأخذه إلى بر الأمان والنصر المحقَّق عند مواجهة الخصم العتيد ألمانيا، ولهذا اتّحدَ اللاعبون البرازيليون والشعب البرازيلي معاً في صلوات للمسيح حاملين الصلبان ومنشدين الترانيم الكنسية تلوح عليهم مظاهر المسوح متّخذين يسوعاً رمزاً للفريق الوطني. كان هذا الإعلان الديني حول يسوع المسيح كمخلّص للفريق الوطني قد تجسّد أيضاً في زيارة قام بها مدرب الفريق لويس فيليبي سكولاري إلى الكنيسة المتاخمة للفندق الذي يقيم فيه المنتخب البرازيلي ليصلّي من أجل فوز الفريق. وفي منازع اللاعبين توحّدَ لاعبو الفريق الوطني في صلاة جماعية ردّدوا خلالها الصلاة الربانية المعروفة. وكان قائد الفريق ديفيد لويس بالإضافة إلى غيره من اللاعبين معتادين على إنهاء المباراة جاثين على ركبهم وهم يصلّون ليسوع، ويقول لويس: “إنَّ المسيح هو الذي يمنحني القوة للعب وتقديم أفضل ما لدي”. وهذا ما قاله أيضاً المدرب سكولاري الذي يعتقد بأن المسيح هو الذي يبارك الفريق. وهكذا يجمع الفريق البرازيلي بين الصَلاة الموحدَّة ليسوع والصلبان وتماثيل العذراء والأيقونات المسيحية المختلفة وبين نتيجة المباراة النهائية. لهذا السبب كان يُنظر إلى المنتخب البرازيلي على أنه فريق متدين بالدرجة الأولى. (مختصر من مقال التلغراف)
للأسف الشديد فقد تبخّر ذلك كله إِذْ تعرّضَ المنتخب البرازيلي في المباراة النهائية على أرضه وبين جمهوره إلى خسارة مهينة مذلّة أمام غريمتهم ألمانيا بنتيجة ثقيلة هي 7-1 لصالح ألمانيا خسر فيها المنتخب البرازيلي أيضاً الكأس التي صلّوا من أجلها واستضافته العالم ليروه كيف يقودهم يسوع إلى الكأس، فجرت الرياح بما لا تشتهي السفن وخسر المنتخب البرازيلي أحلامه واستفاق على ضربة موجعة في أرضهم بسباعية شبه نظيفة.
وهكذا كان على البرازيليين أن يقتنعوا بأن تفوّق فريقهم في عدد من المباريات إنما يعود للمنظومة العبقرية للعب والتخطيط والتدريب المستمر والأندية الكبرى في الدوريات العالمية الشهيرة التي تحتضن لاعبيهم وتصنع منهم نجوماً لامعة وليس لأن البرازيل فريق متديّن بطبعه يقوده يسوع !
إنَّ الاعتماد على الله تعالى أمر ضروري ومهم، ولكن خلط الدين بالرياضة والاعتقاد بأن الصليب أو التمثال أو حتى المسيح يقود فريقاً ما ضد فريق آخر هو جهّل لا يليق أن يُنسب إلى الله تعالى أولاً ولا يليق بفريق رياضي قد يضم لاعبين من أديان مختلفة في المستقبل مما يصنع نوعاً من العنصرية المقيتة أو يحصر اختيار اللاعبين على ديانتهم ومعتقدهم فحسب. هذا درس بليغ تعلّمته البرازيل ولو متأخرة