يعتبر “مسجد خديجة” التابع للجماعة الإسلامية الأحمدية أول مسجدٍ يُبنى في ألمانيا الشرقية مع أنَّ للجماعة مسجد بناه الخليفة الثاني في برلين في بداية عشرينيات القرن الماضي. وترتفع منارة المسجد بطول 39 قدماً ويتسع حضن المسجد لـ500 مصلٍّ، وقد تمّ بنائه بواسطة تبرعات السيدات الأحمديات، وقد قامت المهندسة المعمارية الأحمدية السيدة “مبشّرة إلياس” بتصميم وبناء هذا المسجد الذي أُطلق عليه “مسجد خديجة” ويقع في ضاحية “هينرسدورف” ضمن العاصمة الألمانية برلين.
واجه المسجد ومنذ الإعلان عن تشييده احتجاجات عارمة من الأهالي المحليين المعادين للإسلام لدرجة خروجهم في مسيرات غاضبة تخللتها التهديدات الخطية واللفظية التي كانت تتصاعد كالنيران. ولم تتوقف هذه الاحتجاجات والغضب حتى يوم افتتاح المسجد. ولكن ها هنا حدثت الانعطافة المهمة في الموضوع، إذ أخذت الأمور بعد افتتاح المسجد تسير بهدوء وسكنَتْ الاحتجاجات شيئاً فشيئا. فمنذ ذلك الحين والجماعة تقوم بفتح أبواب ومرافق المسجد كافة للجولات الداخلية والزيارات المحلية والتعريف بالمبنى والإسلام، وكذلك وقوف الجماعة الإسلامية الأحمدية دوماً مع المحتاجين من الأهالي وتقديم يد العون للجميع وعدم الصمت إزاء أعمال العنف التي تتمّ باسم الإسلام، كل ذلك على الرغم من تكفير حكومة باكستان للجماعة الإسلامية الأحمدية وسكوتها على جرائم القتل والإبادة ضد هذه الجماعة المسالمة. وهكذا بدأت العلاقة تشهد تحسناً بين الأهالي المحليين وبين المسجد الجديد والمصلّين فيه حتى صارت تشبه علاقة الأسرة الواحدة. فالمسجد الجديد أصبح رمزاً للسلام والمحبة والتسامح الديني، وتجسد ذلك عبر الأنشطة التي قامت وتقوم بها الجماعة الإسلامية الأحمدية في جمع الأهالي داخل المسجد عبر الفعاليات المختلفة وحملات زراعة وغرس الأشجار في المدينة والدعوات التي توجهها الجماعة أيضاً إلى الأهالي لمشاركة الجماعة في هذه الفعاليات خدمةً للمدينة والمجتمع. يقول السيد “كادمان” أحد سكان المنطقة:
“في السابق كان كل شيء يتم خلف أبواب مغلقة، ولكن بفضل هذه الجماعة الجميلة والمسالمة فقََدْ تطورت أعمال الخير وقويت اللُحمة الاجتماعية بين الناس لدرجة هائلة وفي وقت قياسي أيضا. إنَّ هذا المسجد هو بالفعل هدية السماء إلينا. لأن هذا المسجد في الواقع هو القوة الدافعة والمحرّكة لجميع الأنشطة الإنسانية وأعمال الخير.“.
ولا زال المسجد يفتح ذراعيه وقلبه للجميع وتنطلق منه حملات خدمة الناس بلا استثناء وجمعهم على التعاليم الحقيقية للإسلام الذي أحبه الجميع بعد أن كانوا يخشونه بسبب المتطرفين الذين يشوهون الإسلام حول العالم.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
المرجع: من هنا