لكل متعب
لكل مُتعبٍ يبحث عن مكان يستريح فيه هنيهةً من مشوار عمل وبحث طويل أنهكَ طاقته، ثم في نهاية بحثه عن طريق ٍللوصول إلى بيته أو محطة نقل أخيراً تأخذه إلى حيث يريد .. في خضم الأفكار المتصارعة والقلق من المجهول والخوف من الضياع والبعد عن البيت والاستقرار، يتراءى له فجأة مشهدٌ لمبنى جميل هادئ ومرحِّب يفصح عن اسمه من مسافة طويلة: “مسجد بيت الأمان”، ويحمل عبارة “لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ” مما يثير الفضول وشيئاً من الراحة للنفس، ثم يقرّر السالك المُنهَك تجربة الدخول لهذا الجامع اللطيف الذي انبثق له من العدم وكأنه بُني بسرعة خارقة من أجله، ليجد ذات المشاعر الجميلة في الخارج في الداخل أيضا .. الجميع بشوش ولطيف .. النظافة والبساطة والألوان الخفيفة وعدم المبالغة في كل ركن من المكان .. الجميع مسلمون يتّبعون الكتاب والسُنَّة كما يجب، وفي وجوههم وحركاتهم سَلامٌ واضح جلي .. ليس في اعتقادهم أي قتل للمرتد ولا غموض في التصريحات والمواقف المُشفَّرة من العصابات المسلحة المشوِّهة للإسلام في العالم العربي والإسلامي، ولا في قواميسهم الانعزال عن المجتمع بحجة الكفر، ولا توجد عندهم اجتماعات سِرّية ولا مخططات للحكم، وليس في تعليمهم حشرات تتكلم ولا أشباح تسرق العروش بأوامر من الأنبياء، ولا نبي يذبح ابنه ويكذب ثلاث كذبات، ولا نبي يقتل طفلاً بحجّة أنه عندما يكبر يصبح سيئاً، ولا إكراه في دخول الدين والبقاء فيه، ولا عدوان على البلدان الآمنة تحت مسمى جهاد الطلب، ولا نبي يخلق مثل الله تبارك وتعالى ويعيش بجسده الدنيوي في السماء مع النبيين الآخرين الذين ماتوا إلا هو وحده لم يمت وسينزل كنبي بعد خاتم النبيين مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا ركود ولا تشتت في مواقفهم حتى لو كانوا سكان مدينة واحدة، بل كلّهم برغم تواجدهم حول العالم مُتّحدون بكلمة واحدة فقط، لأنهم يجتمعون بكل مراكزهم في البلاد المختلفة على رجُلٍ واحدٍ وهو خليفة مؤسس جماعتهم “المسيح الموعود عَلَيهِ السَلام” الذي نزل عندهم نزول الضيف بأمر السماء وكسرَ صليب التنصير بالحجج كما ورد في الأحاديث الشريفة (فأنا حجيجه) وأعاد الخلافة على منهاج النبوة بعد قرون بدون ضوضاء ولا تطاحن في صفوف الأمة .. فرقة من فرق المسلمين منذ تأسيسها وجميع الفرق تعاملها معاملة رؤوس قريش للمسلمين الأوائل رَضِيَ اللهُ عَنْهُم أجمعين، ورغم ذلك لم تَرُدّ هذه الفرقة ولم تنتقم على الإطلاق إلا بحملات الإغاثة والمساعدات والتعليم والعلاج لكل الذين ظلموها وغيرهم بدون تمييز بين صديق وخصم، بتمويل وجهود وأرواح أبنائها فقط.
بعد هذه الدراسة السريعة التي نزلت كالإلهام على قلب ضيف المسجد إذا به يرفع رأسه ليقرأ عبارة مكتوبة بخط عريض “الحب للجميع ولا كراهية لأحد” شعار هذه الجماعة التي شيدت هذا المسجد الجميل، فأقول لهذا الباحث: هنيئاً لك هذه النتيجة لبحثك وتعبك، وإنك لعلى ربوة من ربوات الجَنّة في هذه الدنيا ! إنه أمرٌ يشبه الحلم، ولكنه حقيقة لحسن الحظ !
الصورة لمسجد من مساجد الجماعة الإسلامية الأحمدية في ولاية كونكتيكت CT اخترتُه بدون تمييز وتجري فيه حالياً حملة للتبرع بالدم للمستشفيات !
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
فعلا أن هذا المسجد واحة أمان فى صحراء الظلم و الحيره.
قضيت عمري كله ابحث عن الحقيقة بحثت فى كل الأديان واخيرا وجدت ضالتي المنشودة فى جماعتكم المباركة