يذكر الكاتب مارلوس يانسن أستاذ الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن في كتابه “الإسلام والحداثة في غامبيا ودور جماعة التبليغ” الصادر عن جامعة كمبريدج البريطانية الشهيرة يذكر الكاتب بأن أثر الجماعة الإسلامية الأحمدية راسخ في دولة غامبيا وخاصة في مجال التعليم حيث افتتحت الجماعة الإسلامية الأحمدية ثانوية “نُصْرَت” التي تُعتبر على حد قول الكاتب أفضل مدرسة في دولة غامبيا قاطبة، ويذكر الكاتب أن الجماعة الإسلامية الأحمدية إلى جانب بناء المدارس شيدت العديد من المؤسسات التعليمية المهمة والمستشفيات والمراكز الصحية ودور رعاية الأيتام والمساجد ومعهد لتعليم الكومبيوتر والبرمجيات ومطبعة حديثة للكتب وغيرها من مشاريع نهضت بدولة غامبيا وتركت الأثر الأكبر على حياة المواطنين كافة بلا تمييز إذ تستقبل المدارس والمعاهد الأحمدية جميع الناس بغضّ النظر عن خلفياتهم الدينية والعقائدية حيث يستفيد من هذه المؤسسات مسلمون غير أحمديين ومسيحيون أيضا.
رغم ذلك كله يقول الكاتب بأن المجلس الإسلامي الأفريقي أصدرَ فتوى ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية واعتبرها فرقة مرتدة عن الإسلام وطالب الحكومة الغامبية بمنع انتشار الأحمديين ووقف نشاطهم، وعند مجيء الرئيس الغامبي “يحيى جامح” إلى الحكم طلب من الحكومات العربية تقديم المساعدة المالية لتقوية موقفه وتزيين صورته أمام المواطنين الغامبيين فاشترطت عليه المملكة العربية السعودية ودولة باكستان التخلص من الجماعة الإسلامية الأحمدية مقابل تقديمها المساعدة المادية له، فوافق الرئيس جامح وبدأ يخطط لطرد وإجلاء الأحمديين من الأصول الأجنبية إلى خارج البلاد.
وبعد حملات مضادة للأحمدية قام بها الشيخ السلفي “عبد الله فاتي” رئيس المجلس الإسلامي في غامبيا حيث خصّص خُطباً للجمعة مذاعة ومتلفزة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية تمثلت بإثارة مشاعر الكراهية ضد هذه الجماعة حتى قام المصلون بتكسير نوافذ مسجد الأحمدية لإخافة الأحمديين وتحذير الناس من التقرب إليهم، وتكلل ذلك أخيراً بإصدار دار الإفتاء فتوى ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية تم على أثرها إغلاق دار التبشير الأحمدية رغم استمرارها في العمل لعقود من الزمن في مجال التبشير ونشر الإسلام وخدمة الناس، فأغلقت جميع المؤسسات التي أنشأتها الجماعة الإسلامية الأحمدية ولم تبقى إلا المدارس والمستشفيات الأحمدية التي نجحت نجاحاً باهراً وتفوقت لدرجة أجبرت الحكومة على إعادة النظر في قرارها فعادت دار التبشير الأحمدية للعمل من جديد.
ثم قارن المؤلف في الصفحة التالية من الكتاب بين جماعة التبليغ والجماعة الإسلامية الأحمدية من حيث التبليغ وإشاعة الإسلام فخلص إلى أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تتفوق بكثير جداً على جماعة التبليغ بل لا مجال للمقارنة بين الاثنين.
وهكذا نقدم للقراء شهادة جلية واضحة من أناس خبراء ليسوا أحمديين بل ليسوا مسلمين على تفوق الجماعة الإسلامية الأحمدية في مجال نشر الإسلام وخدمة الخلق ونصر الله تعالى لهذه الجماعة رغم كل محاولات المشايخ الحاقدين الدؤوبة لإطفاء نورها، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكارهون.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ