بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
نعبَّر ببالغ الحزن والأسف عن شجبنا واستنكارنا للجريمة التي ارتكبت في مسجد الروضة في العريش، ونؤكد براءة الإسلام العظيم من هذه الفعلة النكراء التي تخالف مبادئ الإسلام مخالفة صريحة.
فالإسلام يمنع المسلم من رفع السلاح وممارسة أعمال القتل أو القتال على صعيد أفراد أو جماعات تحت أي كيان أو دولة، مهما كان هذا الكيان، وحتى لو كان هذا الكيان محاربا للإسلام والمسلمين. ويأذن فقط بالقتال بين كيانين أو دولتين، ويمنع المسلمين في هذه الحالة من العدوان ويحثهم على الالتزام بأخلاقيات سامية في القتال، وينهى عن الغدر والخيانة وقتل الأبرياء والآمنين. وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لم يرفع السلاح في مكة ولم يرتكب أعمال قتل أو اغتيال فيها هو وأصحابه –رغم قدرتهم على ذلك – ولم يرفع السلاح إلا عندما اعتدى عليه المكيون بالسلاح وقاتلوه خير شاهد على ذلك، وهذا وفقا للقاعدة القرآنية:
{وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } (البقرة 191)
ثم إن الإسلام يمنع المسلمين – في حالة القتال المشروع – أن يبدأوا غيرهم بالقتال عند المسجد الحرام خاصة والمساجد عامة، ويرخِّص لهم بالقتال في المساجد أو حولها فقط إذا كان هناك عدوان عسكري مباشر. إذ يقول تعالى:
{وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ } (البقرة 192)
فكيف إن لم يكن رفع السلاح والقتل مشروعا أصلا!
كما أن الإسلام يمنع من أعمال القتل والأسر بين كيانين متقاتلين قتالا مشروعا إلا في ساحة المعركة وأثناء العمليات الحربية الطاحنة فقط.
فهذه الأعمال التي يروَّج لها البعض ويغرون بها بعض الشباب المضلَّل إنما يبرأ الإسلام منها براءة تامة، وهي تنافي تعاليمه السمحة القائمة على أسمى مكارم الأخلاق ورفع مستوى إنسانية الإنسان وتؤسس للعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وتحفظ حق العدو قبل الصديق.
وحسبنا الله ونعم الوكيل!
محمد شريف عودة
أمير الجماعة الإسلامية الأحمدية في الديار المقدسة
26-11-2017