في لقاء مع التلفزيون الكندي أجري في شهر أكتوبر ٢٠١٦ دار بين الصحفي وخليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز الكلام التالي:
الصحفي:
أريد أن أُري حضرتك هذه الصورة. إنها صورة لآلاف الرجال في إحدى اجتماعاتكم السنوية. في هذه الصورة لا يوجد إلا الرجال ! أين ذهبت النساء؟ لماذا لا نرى حتى امرأة واحدة في هذا الجمع الغفير لآلاف الذكور؟ تعلمون جيداً بأن المجتمع الكندي والغربي عموماً حساس للغاية من هذه الناحية، وقد تعرض رئيس الوزراء “ترودو” الأسبوع الماضي إلى انتقادات حادة بسبب زيارته لمسجد ليس فيه إلا الرجال. فأين التكامل الاجتماعي الذي تتحدثون عنه؟ ما هو ردكم؟
خليفة المسيح الخامس أيَّدَهُ اللهُ بِنَصْرِهِ العَزِيز بمنتهى الهدوء:
صحيح أن هذه الصورة هي لقاعة تضم آلاف الرجال، ولكنك إذا ذهبتَ إلى القاعة المجاورة فستجدها أيضا تضم آلاف السيدات. ديننا الإسلام يأمرنا في القرآن الكريم رجالاً ونساء أن نغضّ أبصارنا جميعاً على السواء، ولا سبيل لتحقيق ذلك بصورة مثالية إلا بالحجاب وهو الحاجز، وبهذا يمكن جعل الأمر ممكناً أي غض البصر ومنع كل ما يمكنه أن يؤدي إلى النظر الشهواني بين الرجال والنساء. إن ديننا الإسلام يحث على التكامل في المجتمع وفق ضوابط أخلاقية ويأمر المسلم بالعيش مسالماً وخادماً للخلق ويأمره بالولاء المطلق للبلاد وحبها والدفاع عنها بالمال والنفس وكل شيء، ولكن ليس من التكامل أن تفرض علي شرب الخمر أو ارتداء أو عدم ارتداء نوع من الملابس أو أن أُجبَر على مصافحة النساء أو أن أرتاد الحانات والمراقص. لقد قالت لي إحدى السيدات في اجتماع صحفي لماذا لا أصافحها بيدي وأن هذا ليس من التكامل فأجبت بأن هذا لا علاقة له بالتكامل أي أنني إذا صافحت امرأة أو لم أصافح فلن أساهم مثلاً في رفاه وخير وأمن البلاد، فهذا الفعل لا ضرر فيه بل نفعه كبير وعلى المدى البعيد. هذا هو ديننا شاءَ من شاءَ وأبى من أبى، وللجميع الحق بقبول ذلك أو رفضه فلا إكراه في الدين. لهذا لو ذهبتَ مباشرة إلى قاعة السيدات المجاورة لقاعة الرجال والتقيت بالنساء الأحمديات وسألتهن ما هو الخيار الأفضل لهن والأكثر راحة لأجبنك بما تراه في الصورة أي أن يكون الرجال في قاعة والنساء في قاعة أخرى. وقد ألقيتُ شخصياً خطبة كاملة في قاعة النساء. هذا في الحقيقة هو خيار النساء والرجال في جماعتنا، ويجب احترام رغبة الجميع بدل فرض القوانين بالإكراه بذريعة التكامل وما إلى ذلك. هذا هو خيار المسلمين الأحمديين وليس هنالك مِن إكراه، فَدِيننا دِينُ لا إكراه في الدين.
وَآخِرُ دَعْوَانْا أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ