إِبْرَاهِيم إسمٌ عربيُّ الأصلِ ومعناه: أبو الجمهور (أي الجماعة)، وإبراهيم في أصله مأخوذ من كلمة (أبرام) التي تعني كما قال ابن عاشور ؒ في التحرير والتنوير:
“ومعنى إبراهيم في لغة الكلدانيين أب رحيم أو أب راحم قاله السهيلي وابن عطية، وفي التوراة أن اسم إبراهيم إبرام وأن الله لما أوحى إليه وكلمه أمره أن يسمى إبراهيم لأنه يجعله أباً لجمهور من الأمم، فمعنى إبراهيم على هذا أبو أمم كثيرة.” أهـ
فهو (أب) (رحيم) ابْرَاهِيمَ .
والفعل من الاسم النهائي أصله هو (برهم) أي أطال النظر والتأمل، وأيضاً له معنى البرعم أي الناشيء:
“بَرهَمَ: أدامَ النظرَ مع سُكُونِ الطَّرْف. ويقال: بَرْهَم إليه. وبَرْهَمةُ الشجَرِ: بُرْعُمَتُهُ، وهو مُجْتَمَعُ ورَقه وثَمره ونَوْره. وبَرْهَمَ: أَدام النظَر؛ قال العجاج: بُدَّلْنَ بالنّاصعِ لَوْناً مُسْهَما، ونَظَراً هَوْنَ الهُوَيْنا بَرْهَما.” (المعجم: المعجم الوسيط ولسان العرب)
وهذا من الجذور الرباعية التي أثبتها النحاة ومنهم أحمد ابن فارس حيث قال أن الجذر يتربع إذا كان السبب مثلاً:
“توسيع الأصل الثلاثي بزيادة أحد الحروف التالية: (ر) مثل: شمخ “علا” > شمخر “تكبّر.” (ل) شمع “تفرق” > شمعل “تشتت.”.” أهـ
وهو ما جاءَ منحوتاً من كلام العرب في الرُّباعي:
* بحثر: بَحْثَرْتُ الشيءَ، إذا بَدّدته، وَالبَحْثَرَة: الكَدَر في الماء. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من بحثْتُ الشَّيء في التراب ومن البَثر الذي يَظْهَر على البَدَن.
* المُغَثْمَر: الثَوْب الخشنُ الرَّدىء النَّسْج، وهذه منحوتةٌ من كلمتين: من غثم وغثر، أمّا غثر فمن الغُثْر، وهو كلُّ شىء رديء. وأمّا غثم فمن الأغثم: المختلط السَّواد بالبياض.
* صلدم: الحافر الصلب، محوت من صلد، و صدم. * جمهور: الرملة المرتفعة، وهي منحوتة من جمر “اجتمع” وجهر “علا.”
* الثُّفروق: قِمع التمرة، وهي منحوتة من الثفر “المؤخر” ومن فرق.
* جُذمور: أصل السعفة، وهي منحوتة من الجِذم “الأصل”، ومن الجذر وهو “الأصل” كذلك.
* جرثومة: قرية النمل، وكأنها منحوتة من جرم “قطع” و”جثم”، أي اقتطع قطعة من الأرض فجثم فيها.
* الجلمود: الصخرة، وهي منحوتة من الجلد “الصلب” وجمد “اليابس”.
إنَّ هذا وغيره من التأصيل اللغوي والصياغة الفعلية للأسماء يثبت أنَّ اللغة العربية هي أصل وأُمّ اللغات جميعاً ولله الحمد والمنّة.