آدم الحلقة الأولى من سلسلة الخلق الانساني

إن آدم عليه السلام هو الحلقة الأولى من سلسلة النظام الانساني، بدأ الله به نزول الوحي السماوي إلى الناس حسبما ورد في القرآن الكريم. وأود أن أكشف الغطاء عن أن آدم المذكور في هذه الآية لم يكن أبا البشر الذي بدأ به خلق الانسان، فالقرآن الكريم لا يصدق هذا الزعم، ولا يقول بأن الله تعالى خلق آدم دفعة واحدة، ثم خلق زوجه حواء من ضلعه، بل إن ذلك القول مأخوذ من التوراة وغيرها من الكتب، وعزوه إلى الإسلام افتراء عليه. جاء في التوراة: “وقال الله: نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ. فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ.. وَغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً فِي عَدْنٍ شَرْقًا، وَوَضَعَ هُنَاكَ آدَمَ الَّذِي جَبَلَهُ.. وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ.. فأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. فَقَالَ آدَمُ: هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ (سِفْرُ التَّكْوِينِ، 1 و2).

وتقول الكتب الهندوسية إن خلق الانسان تم بصورة زوجية، إما بانشطار الإله إلى شطرين عند البعض، أو بانقسام (براهما) عند الآخرين، ومنه انتشر النوع الانساني.

إن قصص خلق الانسان هذه جاءت بأسلوب المجاز، ويبدو أن الكتّاب المتأخرين ألحقوا بها زيادات هنا وهناك من عند أنفسهم فجاءت بهذه الصورة الأسطورية. ولكن هناك تشابها بين مختلف القصص الواردة في كتب الهندوسية، وتتفق في خطوطها العامة.

أما القرآن فقد اختار طريقا بديعا لكشف أسرار خلق هذا الكون وإزالة الستار عن حقائقه الغامضة يختلف عن سائر هذه الآراء. يتبين من تعاليم القرآن أن سنّة الارتقاء والتطور جارية في العالمين الروحاني والمادي دون مراء، وأن العالم المادي قد بلغ منتهى أوج كماله بعد تطورات ارتقائية طويلة، وكذلك وصل العالم الروحاني إلى قمة كماله بعد أن طوى مراحل الارتقاء الطويلة. ولكن القرآن الكريم لا يسلّم بأن الانسان كان آخر حلقة من سلسلة الارتقاء في الحيوانات المختلفة، وإنما يقول بأن التطور الانساني مستقل بنفسه ومنفصل عن غيره من التطورات، وأنه ليس مجرد مظهر صادف التطور الحيواني، ويتبين ذلك من قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا * أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا * وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا * وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتًا * ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا) (نوح: 14-19).

ما معنى كلمة أطوارا

أن خلق الانسان قطع أحوالا وحدودا ومراحل عديدة قبل أن يكتمل. أن خلق الانسان بدأ قبل خلق السماوات والأرض، وأن مراحله الأخيرة كانت من الأرض بعد ذلك؛ أي أن مراحل الخلق الانساني بدأت على صورة ما حينما كانت السماء والأرض مجرد دخان، ثم تطورت هذه الصورة فيما بعد إلى أن اكتملت صورة الانسان على الأرض بعد خلق السماوات والأرض.

أنه بعد أن تجمعت المادة الدخانية وتكونت منها السماوات والأرض، دخلت مرحلة جديدة في خلق الانسان، فبرز فيها وجوده من بطن الأرض إلى ظهرها كمثل النبات الضعيف الذي لا يتحرك ويستمد غذاءه من رطوبتها، ثم أخذ يتحول شيئا فشيئا إلى صورة وجود متحرك.

أن ما يجري على الانسان بعد موته لدليل على صدق ما يقرره القرآن بهذا الشأن. فالجسد يتحول إلى تراب، الأمر الذي يشهد على أن بدء الخلق كان من الطين. ثم يقول: إن موت الانسان وتحوله إلى التراب لا يعني أن جميع أجزائه تفنى وتفقد الحياة، بل يُبقي الله تعالى منه تلك الحالة المتطورة الدائمة بعد خلقه من الطين، والتي يعيدها إليه ببعثة أُخرى يحاسب فيها الانسان على أعماله.

ومجمل القول إن خلق الانسان بحسب تعليم القرآن، لم يكن دفعة واحدة ولا في وقت واحد، بل إنه تعالى أسس بنيان خلقه منذ بدأ خلق النظام الكوني، ثم أنبته من الأرض نباتا متطور النشوء في مختلف الأزمان، وأعطاه الصورة الانسانية، ووهب له العقل والشعور.

ويذكر القرآن أن للإنسان حالة أُخرى سابقة لتلك، وهي التي لم يوجد فيها حتى ولا جرثومته البدائية أو ذراته الأولى. فيقول: (أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا) (مريم: 68). وفي هذه الآية يقرر أن الله تعالى مؤلِّف مادة الخلق الانساني بعد أن خلقها من عدم.

آيات القرآن الكريم تتناول موضوع الخلق مشيرة إلى مراحله المتعددة، مثلا:

  •  (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ) (فاطر: 12).
  • (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) (السجدة: 8).
  • (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا) (الفرقان: 55).
  • (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ) (الأنبياء: 31).
  • (ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) (السجدة: 9).

ويتبين من هذه الآيات أن المرحلة الأولى لخلق الانسان كانت دور نشأته من الطين، ثم لما تطورت نشأته بهذا الطريق أخذت ذريته تتناسل من ماء مهين: (مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى )(القيامة: 38).

ويتضح أيضًا أن دور نشوء الانسان من الطين يختلف عن دور تناسله من الماء المهين. ثم إن القرآن فيما تحكيه آياته يبين لنا أن خلق الانسان لم يكن بنشأة متطورة من الحيوانات الأخرى، بل إن الجرثومة الانسانية منذ بدء الخلق كانت مستقلة بذاتها، مختصة لتكون بصورة الانسان، فالله تعالى يقول في الآية إن ذرية الانسان أخذت في التناسل بعد أن صار الانسان بشرا سويا، ولكن التسليم بنظرية (دارون) يستلزم الإقرار بأن الانسان كان يتناسل عن طريق الحيوانات حتى قبل أن يبلغ مبلغ البشرية. وهناك آية أخرى تدلنا على كيفية الانسان قبل أن يكون بشرا: قال تعالى: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) (الإِنْسان: 2)، أي أن الانسان في هذا الدور من حياته لم يكن قد نشأت فيه القدرة الفكرية، ولم يكن عندئذ كائنا ناطقا عاقلا، وإنما كان كائنا منطويا على قوة كامنة للتقدم والتطور. ثم تقول الآية التالية لها: (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ) (الإِنْسان: 3). وفي هذا إشارة إلى أن تناسل الانسان بطريق النطفة بدأ بعد أن ظهر بصورة الكائن الحي، وكانت نطفته هذه أمشاجا، أي خليطا من القوى المتنوعة التي تميز النطفة الانسانية عن نطفة سائر الحيوانات. ونطف الحيوانات الأخرى ليست بأمشاج، أي أنها ليست خليطا من قوى مختلفة، لذلك فليست الحيوانات قادرة على اختيار طرق مختلفة. ولكن البشر الذين خُلقوا من نطفة أمشاج فهم مختلفون في أمزجتهم، وقادرون على الاختلاف في اختيار الطرق. أما القِرد فيتمتع اليوم أيضا بالقوى نفسها التي كان يتمتع بها قبل آلاف السنين، وكذلك الأسد وسائر الحيوانات الأخرى. ولكن ذرية الانسان المخلوق من “نطفة أمشاج” اختلفوا عن آبائهم في أفعالهم وقواهم، فأصبحوا قادرين على التقدم المستمر في العلوم والفنون. وكأن في كلمة “نطفة أمشاج” إشارة إلى كون الانسان حيوانا ناطقا. وتكتمل الآية بقوله: (فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإِنْسان: 3). وهاتان الصفتان تدلان على المبالغة والكمال، وهما ميزتان تختصان بالانسان دون سائر الحيوانات. الحيوان يسمع ولكنه ليس سميعا، لأنه لا يعقل أو يفكر فيما يسمع. وهو يبصر، ولكنه ليس بصيرا، لأنه لا يتفكر فيما يرى ولا يعمل عقله فيه. وهكذا فإن آدم كان أول مظهر لتلك القوى المودعة في النطفة الأمشاج التي تجلت في الصفتين: السميع والبصير. ولا يراد بالآيات السابقة النفي المطلق لوجود البشر قبل آدم، بل إنها تدل على أن الجنس البشري كان موجودا قبله، ولكن لم يتصف أحد منهم بهاتين الصفتين غير آدم ؏ لأن قواهم لم تتطور إلى حد يؤهلهم لسماع كلام الله تعالى والنظر في آياته ومظاهر قدرته، فلذلك لم ينزل عليهم عندئذ الوحي السماوي، ولم يظهر الله لهم آياته الخاصة بالشريعة. ولما ترقى الانسان وتقدم في نشأته حتى صار (سميعا بصيرا)؛ اصطفاه الله لكلامه، وشرفه بوحيه. وقد ورد في القرآن الكريم ما يوضح المراد بهاتين الصفتين من أنهما تدلان على النظر الفكري والفهم لآيات الله وتدبرها؛ قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) (هود: 24-25).

مما سبق من الآيات يتبين أن خلق البشر، كما يقدمه القرآن الكريم، لم يكن دفعة واحدة، ولم يبدأ بخلق آدم ؏ بل إن آدم كان أول مظهر لحالة الكمال البشري التي استحق بها أن يدعى إنسانًا حقيقيا جديرا بحمل الشريعة. وبذلك جاز أن يكون آدم أبا البشر من الناحية الروحية، لأنه المبتدأ للعالم الروحاني، وكان أول إنسان تشرف بالوحي الإلهي، ولكنه ليس بالمحتم أن يكون أبا للبشر من الناحية الجسمانية، بل من الممكن أن يوجد عندئذ بعض بني نوع الانسان من نسل أُناس آخرين من البشر، منهم من آمن بآدم ومنهم من لم يؤمن به في حياته، ولكنهم ما زالوا يدخلون في نطاق المطالبين بالإيمان به. وإذا تأملنا بعض آيات القرآن التي تتناول خلق آدم لتبين لنا أن النوع الانساني لم يبدأ به، وأن كثيرين من البشر كانوا موجودين في عصره.

فخلق الانسان لا يشير إلى خلق آدم بذاته كما زعم بعض الناس، وإنما المراد به خلق البشر البدائي.

ترتيب خلق الانسان كما يلي:

  • خلق الانسان أولا من طين.
  • ثم استمرار نسله بالنطفة المنوية.
  • ثم تمام اكتمال القوى الانسانية فيه.
  • ثم بعد ذلك نزول الوحي الإلهي عليه.

المقالة التالية: من هو آدم؟

4 Comments on “بداية خلق الانسان في القرآن”

  1. السلام عليكم وبسم الله وبركاته

    بسم الله ويقولون على الله بغير حق صدق الله العظيم

    الصورة الكاملة التي يجب ان يتكون المرء ليكون بها الانسان هي من الطفولة ثم المراهقة فالشباب فالشيخوخة وكذا تاتيه الوفاة بامر الرحمان

    واما ما قيل هنا من موضوع مثير للجدل هو ان ادم هو ابو البشر بجميع الاحوال فهو ابونا من الناحية الروحية وكذا الجسمانية

    قال الرحيم بعباده تعالى هو الذي خلقكم من نفس واحدة وهي نفس ادم

    وقبل ان يهبط ادم الى الارض مسح الله ظهر ادم بلطف ورحمة فخرج بهذا المسح بنوه منهم من انواع الاتربة في الارض تعكس مزاجهم وشخصيتهم حتى هويتهم الاساسية التي اتو منها بمشيئة الله منهم الخشن الصعب كالتراب الخشن ومن الاسمر مثل التراب الاسمر ومنهم الابيض من التراب الابيض بلونه او عدمه لان الابيض هو لون وايضا يكون عدم اللون كالشعر الابيض والاحمر فهو مزيج بين الاسمرار والسواد او البياض تقريبا والاصفر فهو مزيج بين السواد والبياض ونحو ذلك ومنهم الناعم السهل كالتراب الناعم الملمس والطريق الترابي السهل ومنهم ذو اصحاب المزاج المتقلب والشخصية المزاجية كالتراب المتقلب بلونه والطريق الترابي الصعب سلكه او المشي فيه ومن ذو البشرة السوداء وهم من التراب الاسود هكذا خلق الله الانسان الذي خلق البشر من تراب الارض لحكمة الهية ومشيئة ربانية بديعة فالله خلقنا من تراب ليس للاذلال بل للعزة والفخر كوننا نحن البشر خرج من اسلافنا العظماء والبشر الانبياء ونحن لم نخلق عبثا وانما لمشيئة الله وخلقنا لعبادة الله وعمارة الارض واصلاحها وساقوم بتفسير الايات التي جاء ذكرها فيها عن خلق الانسان وهي بالتفصيل
    هل اتى على الانسان حينا من الدهر لم يك شيئا مذكورا اي ان الله لما خلق الجن كي يعمرو الارض ويعبدو الله في الارض ويصلحوها اكتفى الله بالجن ولم يرد ان يخلق الانسان لان الجن كافية ان يعبدو الارض ويعمرو الارض ويصلحوها لكن ما لبث وقت من الزمان الى ان اختلفت الامور في كوكب الارض بشكل او باخر بشكل مفاجئ بدء الجن كل منهم بدئو يقتلون بعضهم البعض ويسفك الدماء ولم يقومو باصلاح الارض كما هو مأمور لهم بل فسدوها قطعو الاشجار خربو البيوت وهي بيوت الجن بنوها من اشياء في الارض من خشب الشجر وصخر الارض وخربو بيوت غيرهم حتى انهم داسو على الزهور والنباتات وبدئو بتقطيع الاشجار ليس للبناء بها او لاشعار النار بخشبها بل هكذا فقط لتخريبها ولم يكن كل الجن كذلك بل ان جنيا وحيدا من بينهم بقي على امر الله وطاعته قام يصلي له ويعبده ويعمر الارض ويصلحها وبما ان جميع الجن هم بحالهم تلك حتى اتى امر الله لملائكته البررة بان يفرقو الجن كلهم الى جزر البحار واماكن لا يزورها الانسان الا بشكل نادر مثل الجبال والسهول والبحار والصحاري والكهوف وما الى ذلك وفرق الله الجن وغضب عليهم واما عن الجني الوحيد المحبوب لربه والمطيع له كان اسمه ابليس فامر الله لملائكته بان يصعدو ومعهم ابليس الى الجنة لانه كان يعبد الهه ويطيعه وكان يعمر الارض بنى بيته من خشب الشجر وعمرها بسقي النباتات بالماء وقام بالصلاة والعبادة الكافية والجميلة ورجى الله بالدعاء الصالح وعبادته وحده ولم يكن في الارض شريرا مفسدا بل صالحا مصلحا وكان هو السمع ولله الطاعة
    مرت فترات من الزمن وعاش ابليس مع الملائكة في الجنة يعبد الله معهم وكان مطيعا لربه مؤمنا بما قدر الله له من اقدار
    حتى جاء اليوم الموعود في يوم الجمعة عندما شاء الله ان يخلق الانسان جمع الله ملائكته ومعهم ابليس اتى معهم ليسمع الخبر قال الله لهم اني خالق بشرا من طين وقال لهم اذا خلقته وسويته ونفخت فيه من روحي فقعو له ساجدين
    قام الله بخلق الانسان بدلا من الجن ليعبد الله ويخلف بعضهم بعضا في الارض قام الله بجلب انواع مختلفة من انواع التربة في الارض خلق فيها الانسان ومراحل خلق ادم كانت سريعة ولكنها مرت على ايام او اسابيع حتى يتم خلقا كاملا تاما

    لكن الجن لم يكن سبب رئيس لخلق الانسان بل لسبب اخر وهي لحكمة الله لان من البشر يكون فيهم الانبياء والحكماء والعظماء والخلفاء ورسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول الله للخلق اجمعين ومبعوث رحمة ليوم الدين للبشر وللجن على حد سواء

    واتى مراحل خلق ادم مبينة في القرأن الكريم لصورة ادم عليه السلام وسافصلها لكم بالمراحل الاولية لخلق ادم الى صورته الانسانية وهي كالتالي

    بسم الله الرحمان الرحيم

    المرحلة الاولى خلق الله ادم من جميع انواع اتربة الارض جلبها الله التراب في الارض فخلق فيها ادم اولا التراب قام الله بخلق ادم من تراب الارض ثم اتى بالماء فمزجه بالتراب وخلطهم ببعضهم وصار طينا وخلق بالطين على شكل انسان ادميا وصار بتلك الهيئة مدة من الزمن حتي صار طينا لازبا ثم خلق الله بالطين اللازب الماء المهين وهي ماء الحياة والله اعلم بماهية الماء المهين
    المرحلة الثانية بعد ادخال الماء بالطين اللازب خلق الله الاعضاء الداخلية كالقلب والرئتين والكليتان والكُلية وخلق الهيكل العظمي ليحمي الانسان ويحمي الاعضاء الداخلية كالعقل والقلب
    المرحلة الثالثة بعد خلق الهيكل العظمي اجرى الله في العظام دمائا تحمي جسم الانسان من الامراض وفيها كريات الدم الحمراء والبيضاء والاجسام المضادة التي تحارب الجراثيم الضارة في الجسم
    المرحلة الرابعة خلق الله اجهزة متنوعة في جسم ادم تحميه وتعينه على حياته وهي متعددة اذكر منها الجهاز الهضمي يعمل على هضم الطعام وتحويله الى مادة مختلفة واما الجهاز المناعي يعمل على دفاع وحماية جسم الانسان من الامراض والاوبئة الضارة الله يحمينا منها ويبعدنا عنها امين يارب العالمين ويعمل ايضاء على تلطيف جسم الانسان من البكتريا الضارة وينظفه من السموم والجراثيم الضارة واجهزة اخرى متنوعة ومعروفة خلقها الله في جسم الانسان لتساعد الانسان وتعينه في مراحل حياته
    المرحلة الخامسة وهي اللحم بعد ان خلق الله العظم خلق الله اللحم وهي طبقة جلدية تكسو وتغطي العظم وتحمي الانسان من الهواء البارد والهواء الحار وتعمل كاللباس يغطي العظم وتكسوه من كل ضار في الجو او في الهواء الضار والله اعلم
    المرحلة السادسة والاخيرة قبل ان ينفخ الله من روحه لادم بقي ادم جسدا بلا روح لمدة من الزمن حتى صار الجسد مهيأً لإستقبال الروح وحينها نفخ الله في ادم من روحه بعد خلقه جسدا ادميا دخلت الروح في قدمي ادم فحرك ادم قدمي فرجليه فركبتيه الى ان وصلت الروح في بدنه الى قلبه فصدره فنبض القلب وصار الصدر وهو البطن صار يصدر اصوات تشبه اصوات العصافير تخبر ادم بانه جائع حتى وصلت الروح الى رأسه فصار ادم يسمع اصوات غير مألوفة سمع صوت الملائكة وصوت ربه وصوت ابليس والله اعلم وصار يرى فرأى يديه وشاهد الملائكة ساجدين له بامر من الرحمان ورأى من بعيد ابليس ابى عن امر ربه ولم يسجد وصار يفه ويفهم الى ان وصلت الروح لكامل الجسد صار الجسم يتحرك حيا والعقل يعمل عملا مجهدا يساعد اعضاء جسم الانسان على العمل والتفكير وهذه هي المرحلة الاخيرة لخلق ادم عليه السلام

    وهنا نبين فيما قيل اننا نحن البشر اتينا من ادم وانه الانسان الاول ونحن البشر ابناء ادم وحواء عليهما السلام

    والله تعالى اعلم

    وفي الختام اذكر سبب لعدم سجود ابليس لادم وهي ان ادم خلق من التراب وانه خلق من نار وهو يعلم ان النار اعظم من التراب ولم يطيع امر ربه على غير العادة واخرج الله ابليس من الجنة ولعنه وجعله حيا الى يوم القيامة

    وهذا هو كل شيئ

    والحمد لله

    ومع السلامة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبراكته

    🙂

  2. بسم الله الرحمن الرحيم
    نحمده ونصلي على رسوله الكريم وعلى عبده المسيح الموعود
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
    اخوكم في الله من الجزائر, وجودكم بهذه الصورة وهذه الطلة يثلج الصدر ويبهج القلب
    شكرا على هذا الوقت , جزاكم الله تعالى أحسن الجزاء وفقكم الله الى ما يحب ويرضى.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    1. كفاكم تخاريف بلا خطب جمعة وهرتقة وسخافات..ما أنزل الله بها من سلطان هل تخادعون الله ام خلقه.يا من تدعي الجمعة والخطب ،هات خطبة واحدة من خطب الرسول.واحدة فقط ، وخطبة لكل خليفة،؟وأن لم تفعل فإنك كاذب منافق مدعي الويل كل يوم القيامة.

Comments are closed.